لطالما شكل الماس الكهربائي في مصر أزمة مع توالي الحرائق التي يتسبب فيها، وهو الأمر الذي نلحظه مع ارتفاع وتيرة حرائق الماس التي تقع كل فترة وهو الأمر الذي يخلف كوارث.
آخر تلك الحوادث كان خلال مساء أمس حينما تسبب الماس الكهربائي بحسب ما تداول حول أسباب حريق بكنيسة العذراء بعين شمس، حيث وقع الحريق في الطابق الخامس، إلا أنه لحسن الحظ لم يسفر الحريق عن خسائر في الأرواح وتمت السيطرة عليه من قبل رجال الحماية المدنية، وهو ذات الأمر الذي تكرر خلال الشهر ذاته بحريق ضخم بورشة لتصنيع الأحذية بمنطقة باب الشعرية.
ولا نغفل عن حوادث دموية وقعت بسبب الماس الكهربائي تسببت في خسائر اقتصادية فادحة وخسائر في الأرواح كإصابات مصرع نجم النادي الأهلي السابق صفوت عبدالحليم نتيجة نشوب حريق بشقته خلال الشهر الماضي وحادث مستشفى الحسين، الذي أودى عدد من القتلى بجانب الإصابات بين المرضى وحادث سوق الرويعي الشهير بالعتبة الذي تسبب في خسائر مادية للباعة هناك بالملايين، فما هي أسباب حرائق الماس الكهربائي ولماذا تقع وما وسيلة السيطرة عليها؟
قال الدكتور أحمد هيبة، خبير السلامة والمهنية ومستشار الأمن الصناعي السابق
بوزارة القوى العاملة، إن الماس يحدث بسبب عدم مراعاة معايير السلامة
وقواعد الأمن الصناعي، والذي ربما يكون ناتج عن الجهل بالمعايير السليمة
التي ينبغي اتباعها، لافتا إلى أن الكابلات الكهربائية عادة ما تكون السبب، حيث يجب أن يتم التأكد من أنها جديدة ويمكن أن تحتمل الحمل الكهربائي لأن
أغلب حوادث الماس تقع بسبب أن الكابلات ضعيفة أو متهالكة لا تحتمل الجهد
الزائد بتشغيل أكثر من جهاز.
وأوضح: يحدث خلط بين الحرائق العادية
وحرائق الماس الكهربائي، وهو الأمر الذي ينتج بسبب الاعتقاد أن الماس
الكهربائي يمكن إطفائه بواسطة الماء، بينما الماء في تلك الحالة يعمل على
زيادة الحريق وصعق من يحاول اطفاء الحريق، مؤكدا على أنه لا بد من وجود
ثقافة التعامل مع حرائق الماس الكهربائي من خلال استخدام أجهزة إطفاء معينة، مؤكدا على أنه تزداد الحرائق في وقت الصيف، على حد قوله.
ومن جانبه أضاف
الدكتور فاروق الحكيم، رئيس شعبة الكهرباء والطاقة بنقابة المهندسين: ينتج
الماس الكهربائي بسبب حدوث "قفلة كهربائية" يليها شرارة تؤدي لحدوث حريق،
مؤكدا على أن الوعي يمنع ضرورة وجود وعي داخل المجتمع بأهمية اتباع تعليمات
السلامة في إنشاء واستخدام شبكات التوزيع المختلفة، كما يجب اهتمام
المحليات وشركة الكهرباء بضرورة مراعاة المواصفات الفنية في المنشآت تحت
التأسيس، مشيرا إلى أنه يجب التأكد من صلاحية وسلامة الكابلات خلال كل فترة
من الزمن والتأكد من مطابقتها للمواصفات الدولية وهو الدور الذي يقع على
كاهل المحليات والجهات المسئولة لا سيما في المصانع والأماكن المهمة
المتكدسة كالأسواق الشعبية التي يتم فيها استخدام أحمال على الكابلات بصورة
غير صحيحة أحيانا.
