الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خبراء: "طالبان" تتلقى دعما ماديا كبيرا من قطر.. "كمال": واشنطن والدوحة تعطيان تعليمات باستمرار الفوضى بأفغانستان.. "النجار": مصلحة داعش في إثارة الفتنة.. "البقلي": الإرهاب يبحث دائما عن مجتمع مفكك

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن الانتخابات البرلمانية فى أفغانستان، لن تضع حدًا لحمامات الدم المتواصلة فى البلاد، بل إن المؤشرات والوقائع على الأرض، ترجح أن المشهد هناك يتجه إلى الأسوأ، بسبب تزايد شوكة المتشددين من جهة، والمؤامرات الأمريكية، من جهة أخرى.

ومن جانبه قال هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية بالأهرام، إن هناك معضلة حقيقية فى المشهد الأفغانى الآن ممثلة فى حضور داعش بقوة، وهذا يفسر الكثير من الإشكالات، ففى ملف الانتخابات على سبيل المثال، درست طالبان فى البداية المشاركة بتمثيل رمزى وبشكل غير مباشر، عبر الدفع بمرشحين على صلة بها، إلا أن ظهور داعش خلط الأمور.
وأضاف النجار، أن خطوة مشاركة طالبان، وإن ظلت تحتاج الكثير من المراجعات والتعديلات المستقبلية لتقويم سلوك الحركة واحتوائها فى المشهد السياسي، كان يمكن أن تكون بادرة مهمة لتهدئة الصراعات الساخنة المسلحة عبر احتضان الحركة المسلحة الرئيسة فى العملية السياسية، لكن حضور أطراف جديدة على المشهد مثل داعش عرقل هذا المسار.
وتابع «داعش يهمه ألا تهدأ الأوضاع، وألا تمضى طالبان قدما فى الانخراط داخل المشهد السياسى وإحراز نجاحات فيه، لأنه إذا تحقق ذلك لطالبان سيخسر داعش الكثير، لأنه سيصبح كيانا غريبا غير مرحب به وعبئا على حالة يجمع أطرافها على الرغبة فى الاستقرار والمشاركة السياسية، وسيصبح سلاح داعش مكشوفا بوصفه التنظيم الوحيد الذى لا يزال يمارس العنف والإرهاب فى الحالة الأفغانية، وهو الأمر الذى سيعجل بطرده ولفظه والتخلص منه، لأن الأطراف فى المشهد الأفغانى بجانب مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية ستتكتل فى هذه الحالة للتخلص من عبء التنظيم الأجنبى الوافد المسلح الذى سيظهر كمعرقل للمسيرة الديمقراطية فى البلاد وكمحبط للاستقرار والأمن».
واستطرد «إذا من مصلحة داعش هنا إثارة الفتنة، واستمرار طالبان كمناوئة للاستقرار والانتخابات بدلا من أن تكون طرفًا فى نجاحها، والمستفيد الأول من عمليات إرهابية تطال الانتخابات سواء نسبت لداعش أو لطالبان هو تنظيم داعش».
وأشار إلى أن هناك أطرافًا سياسية داخلية سعت أيضًا لاستبعاد طالبان من المشهد السياسى لتحقيق مصالح خاصة، فيما يوجد تيار أكثر تشددًا فى الحركة يرى أن ما ستجنيه بالسلاح أكبر مما ستجنيه عبر عملية سياسية.
وخلص «النجار» إلى القول إن «المشهد الآن يتلخص فى أن أمريكا تحاول احتواء طالبان، حفاظًا على مصالحها المستقبلية فى أفغانستان، فيما تسعى طالبان للحصول على مكاسب مكافئة لوضعها العسكرى والميدانى على الأرض، للقبول بتسوية سياسية».

وبدوره، قال الباحث محمود كمال، نائب الجمعية العربية للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، إن بيان طالبان فى ٨ أكتوبر الذى دعا لاستهداف قوات الأمن الأفغانية سعى لإفشال الانتخابات البرلمانية، موضحا أن طالبان تتلقى دعمًا ماديًا كبيرًا من قطر.
وأضاف كمال، أن الدبلوماسى الأمريكى المكلف بقيادة جهود السلام فى أفغانستان، زلماى خليل زاد، هو همزة الوصل بين طالبان والمخابرات الأمريكية، وأن لقاءه مع قادة من طالبان فى قطر أمر طبيعي، لأن طالبان لديها مكتب فى قطر، التى تعتبر من أهم الدول الممولة للفروع والتنظيمات التى خرجت من رحم القاعدة والإخوان، ولأن أمريكا وقطر تعطى التعليمات باستمرار الفوضى فى أفغانستان لعدم الاستقرار وإفشال العملية الانتخابية أو على الأقل التشكيك فى شرعية الانتخابات من خلال ترهيب أغلب الشعب بعدم النزول للانتخابات، وهو ما تفعله طالبان من استهداف الأمن والشرطة الأفغانية لتوصيل رسالة مفادها أن من يحميكم عاجز عن الحماية فتتخوف الأغلبية ولا تنزل لصناديق الاقتراع.
وأوضح «كمال» أن أمريكا وحلفاءها من الناتو مكثوا فى أفغانستان ١٧ عامًا، ورغم قوتهم ونفوذهم غير أنهم لم ينهوا الأمور هناك، وهو ما يكشف أن الأوضاع الراهنة والإرهاب والفوضى وعدم الاستقرار على مزاج وهوى الأمريكان ويخدم مصالحهم.

وفى السياق ذاته، قال هشام البقلي، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن طالبان والتنظيمات الإرهابية دائما تبحث عن مجتمع مفكك بشكل كبير حتى يسهل لهم السيطرة والتحرك على أرض الواقع وتنفيذ المخططات الخارجية، ولذا سعت طالبان لعرقلة الانتخابات الافغانية. وأضاف البقلي، أن طالبان تريد السيطرة على مفاصل الدولة الأفغانية، ولذلك ستعمل على المزيد من العنف لإظهار ضعف الحكومة وعدم استجابة الناخبين للتصويت ليكون هذا مبررًا لهم أمام الرأى العام الدولى بأهمية تواجدهم. وتابع أن هناك احتمالية لعودة طالبان للسلطة إذا فشلت الحكومة فى السيطرة على الأمور، وهذا سيكون مبررًا جديدًا للتواجد الأجنبى فى أفغانستان». وأشار إلى أن طالبان لن تدخل فى صراع مع داعش وقد يحدث تنسيق بينهما، وإن كان الخلاف من الممكن أن يحدث إذا حاول أى طرف منهم السيطرة على الآخر.