الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ميغل أنخل أستورياس.. رائد الأدب اللاتيني

ميغل أنخل أستورياس
ميغل أنخل أستورياس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يُعد ميغل أنخل أستورياس من أوائل الروائيين في أمريكا اللاتينية، بل أحد رواد الأدب اللاتيني، والمعروف بالواقعية السحرية، حيث جعل من الخيال سحرًا ملموسًا يغير من مرارة الواقع، ويكون سببًا في شهرة مدينته "جواتيمالا" تلك الأرض المجهولة ثقافيًّا. 
هذا الحكّاء الأوحد "استورياس" والذي يحل، اليوم، الذكرى 119 على ميلاده، والذي استطاع أن يزيح أتربة التجاهل عن تراث مدينته الغني، ويمزجها بالواقع في قالب سحري بديع، فكان من أوائل الروائيين في أمريكا اللاتينية الذي تناولوا موضوع الاستبداد. 
ميغل أنخل أستورياس هو أديب وشاعر وصحفي ودبلوماسي جواتيمالي، ولد في 19 أكتوبر 1899 في مدينة جواتيمالا، وحصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1967، وأدت الشهرة التي عرف بها في معارضته للحكم الديكتاتوري إلى قضاء معظم حياته في المنفى، سواء كان ذلك في أمريكا الجنوبية أو في أوروبا. 
قضى أستورياس طفولته ومراهقته بمسقط رأسه في ظل حكم الديكتاتور إسترادا كابريرا وذاق خلالها مرارة الفقر، واستطاع أن يحصل على البكالوريا رغم ذلك، والتحق بعدها بجامعة سان كارلوس لدراسة الحقوق وتخرج فيها عام 1923، وأسهم في تأسيس الجامعة الشعبية لجواتيمالا لمنح غير القادرين على فرص التعليم، حيث لقب برائد التعليم المجاني بجواتيمالا.
وسافر أستورياس إلى أوروبا لدراسة الاقتصاد لكن لم يمكث بها سوى أشهر معدودة لينتقل إلى باريس لدراسة القانون الدولي العام، لتستهويه دراسة "علم السلالات" حيث قام بترجمة الكتاب المقدس لشعوب المايا بعنوان "أساطير من جواتيمالا"، وعمل محررًا ببعض الصحف اللاتينية وتنقّل كصحفي رحّالة بين أوروبا والشرق الأوسط واليونان ومصر. 
وعند عودة لوطنه صدر له رواية "الرئيس" في عام 1933، والتي كانت تسخر من النظام الديكتاتوري للرئيس الجواتيمالي "جورجيه أوبيكو" ليتعرض أستورياس للاعتقال بسبب هذه الرواية، وأفرج عنه في عام 1944، بعد الإطاحة بـ"أوبيكو" ويحل محله الرئيس الجديد البروفيسور "خوان خوسيه أريفالو" وقام بتعيينه كملحقً ثقافيًّا لسفارة جواتيمالا بالمكسيك. 
وصدر لأستورياس عدة دواوين شعرية ومنها رسائل هندية"، و"سهرة الربيع المضيء"، كما صدر له مسرحيتان هما "سولونا" و"محكمة الحدود"، 
وتُعد رواية "السيد الرئيس" علامة بارزة في أدب أمريكا اللاتينية، ومع ذلك فقد بقيت محجوبة عن الوطن العربي حتى عام 1985، والذي ترجمها إلى العربية الدكتور محمود علي مكي. 
واستمد أستورياس مادة روايته من سنوات حكم "كابريرا" الذي حكم بلده جواتيمالا لعشرين سنة حكمًا دكتاتوريًا غاشمًا، وقد اعتمد فيها على الصور البلاغية الجديدة في تصوير شخصياته، وغلّفها بستار شفاف من السخرية والواقعية السحرية وفولكلور السكان الأصليين للقارة مما جعل من هذه الرواية درة أعماله التي توجت بفوزه بجائزة نوبل للآداب عام 1967.
كما حصل على جائزة "سيلا مونسيجير" والتي تمنح للكتب الأمريكية والإسبانية المنشورة بفرنسا عام 1931.