الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الرئيس السابق لـ"القومي للبحوث": "يوم الدين" جرس إنذار للفت الانتباه ناحية مرضى الجزام.. هاني الناظر: "التجارب السريرية" ينقذ المصريين من تحولهم إلى فئران تجارب.. ولا يوجد مسئول عن البحث العلمي

الدكتور هاني الناظر
الدكتور هاني الناظر في حواره للبوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«البحث العلمى الطريق السريع لتحقيق طفرة اقتصادية كبيرة»، هكذا تحدث الدكتور هانى الناظر، أحد أهم رواد البحث العلمى فى مصر، عن أهمية ربط العلم بكل المجالات من الصناعة الزراعة والتكنولوجيا، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أحد مسئول عن البحث العلمى، ويوجد 40 مركزًا تعمل فى جزر منعزلة. «البوابة نيوز» التقت الدكتور هانى الناظر، وتطرقت إلى رؤيته لتطوير البحث العلمى والسياحة العلاجية، إلى نص الحوار..

■ كيف ترى مصر الآن.. وهل نسير على الطريق الصحيح؟
- الأمور بدأت تستقر بشكل كبير، وأصبحت سياسة مصر واضحة فى الداخل والخارج، بفضل برنامج اقتصادى تشيد به كل المؤسسات الدولية، بالإضافة إلى الخطوات الناجحة فى التصدى للإرهاب، وإنشاء مشروعات قومية ضخمة، ما ساهم فى الرواج الكبير فى الاستثمار العقارى، الذى انعكس على الكثير من الصناعات، وبالتالى القطاع الخاص بدأ يشهد حالة من الرواج، وما زلنا فى البداية، بعد ٢٠١١، انهارت الصناعة، وأغلق ١٠٠٠ مصنع وتشرد آلاف العمال، أما الآن فلدينا مصانع عملاقة تفتح، وحجم الاستثمارات الأجنبية ارتفع، بفضل تطوير البنية التحتية من الطرق وشبكات الكهرباء.
■ دائمًا ما كنت تنتقد الأوضاع الصحية فى مصر.. ما تقييمك الآن؟
- هناك طفرة كبيرة حدثت فى علاج فيروس سى، بفضل توجيهات الرئيس السيسى، الذى أبدى اهتمامًا كبيرًا بصحة المصريين منذ توليه الحكم، فهو يعلم جيدًا أن حقًا مصر أصيبت فى كبدها، وكان لدينا ١٤ مليون مريض بهذا المرض اللعين، والعدد انخفض بشكل كبيرًا جدًا، قريبًا ستعلن مصر خالية منه، نحن الآن لدينا أعلى معدلات مواليد وأقل وفيات، وهذا يعنى وجود رعاية صحية عالية.
■ لكن المواطنين يرون فارقًا كبيرًا فى أسعار الأدوية المستوردة عن المصرية.. فما تعليقك؟
- قريبا سيتم الإعلان عن خبر مفرح للمصريين، وهو إنشاء مجمع ضخم لصناعة الدواء تابع للدولة، يقلل من الاستيراد وتوفير الأدوية بسعر مناسب لجميع المواطنين، وهنا الدواء يكون بيد مصرية فلدينا كل الإمكانيات لصناعة الدواء التى تجعلنا نصبح دولة مصدرة.

■ كثيرا ما تحذر من استعمال بعض الأدوية والمطهرات.. لماذا؟
- لخطورة هذه المطهرات التى تم منعها فى الكثير من دول العالم، لما تسببه من تدمير مناعة الإنسان، وأيضا هناك أدوية وكريمات تصيب المرضى بالعقم، وتؤدى إلى تدمير الكبد والكلى وتسبب الوفاة، وأنا أطالب على الأقل الأطباء بعدم كتابتها للمرضى، ويجب أن تتحرك الدولة واتخاذ إجراءات قوية للسيطرة على هذه الكوارث.
■ ما المطلوب من وزارة الصحة فى تلك الفترة الراهنة؟
- مطلوب منها، مهام قومية، وهى تدشين حملة قومية لمواجهة الاستهلاك العشوائى للدواء، نحن الشعب الوحيد على مستوى العالم الذى يذهب الصيدلية ليحصل على الدواء دون روشتة، لا بد من وقفة حازمة لتفادى الكوارث التى تقع نتيجة تناول أدوية خطأ، والحملة الثانية تكون للتصدى لزواج الأقارب، لأنه عبء اقتصادى واجتماعى وصحى ونفسى على الدولة والأسرة، وينتج عنه أمراض وراثية مزمنة خطيرة تتكلف ملايين الجنيهات لعلاجها.
■ الرئيس السيسى أعاد قانون التجارب السريرية إلى البرلمان مرة أخرى.. ما يفيد هذا القانون؟
- الرئيس اعترض على بعض مواد القانون، ولم يرفضه وهذا حقه الدستورى، والقانون الهدف منه عدم تحويل المصريين لفئران تجارب، وبعض الزملاء اعترضوا لأنهم يرون إن القانون يقيد الدراسات الإكلينيكية التى تحدث فى بعض المستشفيات، وأنا حضرت مناقشة القانون فى البرلمان، والرئيس السيسى يهتم بصحة المصريين، ولا يقبل أبدًا أن يتعرضوا لانتهاك حرمة أجسادهم، من شركات عالمية تقيم تجاربها فيهم.

■ هل حدثت تجارب سريرية على مرضى فى مصر من قبل شركات عالمية؟
- نعم.. فى السنوات الأخيرة، أطباء شاركوا شركات أدوية عالمية، وكانوا يجربون الأدوية التى تنتجها على المرضى فى عياداتهم، والدولة متمثلة فى وزارة الصحة، انتبهت لهذا واقترحت هذا القانون لمنع وتجريم هذا الأمر، والبعض لا يرضيه هذا القانون، والقانون سيعود إلى البرلمان، وسيخرج إلى النور.
■ ننتقل إلى السياحة العلاجية.. إلى أين وصلنا الآن؟
- أنا حزين، لأنها كنز غير مستغل، وحتى الآن لم نحقق شيئًا فيها، ولدىّ أمل أن نفعل شيئًا، ويمكن أن تحقق عائدات سنوية توازى ٤ أضعاف ما يحققه النشاط السياحى فى مصر، السائح العلاجى يقيم مدة طويلة ومن الممكن أن يصحب خلالها أسرته.
■ ما الذى يعطل انطلاق السياحة العلاجية؟
- لا بد من أب شرعى وكيان يهتم بها، لا نعرف من المسئول عنها حتى الآن.. هل وزارة الصحة أم البيئة أو السياحة، نحتاج جهة واحدة تروج لها جيدًا على مستوى العالم. والسياحة العلاجية لا تحتاج سوى الرواج، فلدينا مناطق السياحة العلاجية والاستشفاء البيئى، ومنها منطقة سيوة التى تتميز رمالها بقدرتها علاج الروماتيزم والروماتويد وآلام المفاصل، ومنطقة الواحات والوادى الجديد غنية بالعيون المعدنية، حيث توجد بها مجموعة من الينابيع يتم استخدامها للعلاج من الأمراض الجلدية وتنشيط الدورة الدموية، ومنطقة عيون موسى وحمام فرعون وعيون رأس سدر لها تأثير مباشر فى علاج الصدفية وحب الشباب وجفاف الجلد.
■ لدينا العديد من مستعمرات الجزام فى مصر تعانى دون علاج.. ما علاج هذا المرض؟
- لا أحب تسميتها مستعمرة، أفضل تسميتها مركز علاج الجزام، قديمًا كان المرض لا يوجد له علاج، أما الآن فله نظام علاجى على مدة سنتين أو ثلاثة، إذا اكتشف المرض فى بدايته، لكن فى مصر نذهب إلى الطبيب دائمًا فى المراحل المختلفة.

■ ما الحل بهذه المشكلة؟
- لا بد أن توجه وزارة الصحة بحملة لتوعية المواطنين، وقد يكون هناك تقصير حيال مرضى الجزام، وعلى الوزارة سرعة التحرك، وأرى أن فيلم «يوم الدين»، بمثابة جرس إنذار للفت الانتباه لهؤلاء المرضى.
■ هل تؤمن بدور الفن فى اصلاح المجتمع؟
- طبعًا.. هناك أفلام كثيرة غيرت من ثقافة المجتمع، مثل فيلم «أريد حلًا» الذى غيَّر من ثقافة المجتمع ونظرته للمرأة وقوانين الأحوال الشخصية والاجتماعية، وأنا أحترم هذه النوعية من الأفلام، وعلينا أن نحترمها ونشيد بالقائمين عليها.
■ ننتقل إلى علاج السرطان بجزيئات الذهب.. إلى أين وصل هذا الحلم الكبير؟
- انتهينا من المراحل الأولى على حيوانات التجارب، للتأكد من عدم وجود آثار جانبية، ونشر النتائج فى واحدة من أكبر المجلات العلمية الطبية فى أمريكا المتخصصة طب الجزيئات متناهية الصغر، فضلًا عن الانتهاء من التجارب على الحيوانات الكبيرة من الثدييات، ووقعنا برتوكول بالتعاون مع معهد الأورام للحصول على موافقة وزارة الصحة لتطبيق التجارب على البشر.
فجر تبرع شاب مصرى بأعضائه بعد وفاته فى الصين قضية التبرع بالأعضاء، ما استدعى بعض الدعاة والمشايخ للإعلان بتبرعهم بعد وفاتهم.
■ ماذا ننتظر لتقنين هذا الأمر؟
- مقترح قانون التنازل عن الأعضاء، موجود منذ فترة طويلة يظهر فى البرلمان فجأة ثم يختفى، دون أسباب، ولا بد من حسم الأمر، فوجود بنوك الأعضاء سيقضى على تجارة الأعضاء، ويسهم بشكل كبير فى حل الكثير من المشاكل الصحية للكثير من المرضى.
■ البحث العلمى مصدر قوة الدول.. أين مصر الآن؟
- مصر فى أشد الحاجة له أكثر من أى وقت مضى، فالعلم يقفز بالاقتصاد من خلال القيام بالإنتاج والاعتماد على التصدير ومنع الاستيراد، ولذلك فهو من أقصر الطرق وأفضل الأدوات لتحقيق طفرة اقتصادية وتكنولوجية وصناعية سريعة، لكن للأسف نتحرك ببطء، ولدينا ٤٠ مركزًا بحثيًا تعمل فى جزر منعزلة، ولو قمنا بضمها ستصبح قوة علمية كبيرة.

■ من المسئول عن البحث العلمى فى مصر؟
- لا يوجد أحد مسئول عن البحث العلمى فى مصر.. كل وزارة لديها مركز بحوث، وبالتالى تهدر الطاقات والجهد، ولا نعمل بطريقة صحيحة، فمشكلتنا ليست فى العقول وإنما مشكلتنا فى توظيف العقول، لا بد من وزارة للبحث العلمى، وفصلها عن التعليم العالى، لأنه لديه ما يكفى من مشاكل، ولا بد أن يقوم البحث العلمى بربط جميع المجالات من الزراعة والصناعة وغيرها.
■ كيف يتم ربط البحث العلمى بالمجالات المختلفة؟
- نجحت لما كنت رئيس المركز القومى للبحوث، فى ربط الصناعة بالبحث العلمى، بمعنى رجل الأعمال ينفق على البحث ليجد فى النهاية، ابتكار جديد لمنتج يمكن تصنيعه فى المصانع ليتم تداوله بالأسواق، فبالتالى تتحول التجربة البحثية للإنتاج، ويجب علينا تحفيز المستثمرين على الإنفاق على الأبحاث لمساعدتهم فى تطوير الصناعة الوطنية ليكون لدينا: «منتج من فكر باحث مصرى، مصنوع بيد عامل ومهندس مصرى، وبخامات مصرية».
■ يظهر بين الحين والآخر فى وسائل الإعلام طفل أو شاب يقول إنه اخترع شيئًا جديدًا يفيد الوطن.. هل تتابع هذا الأمر.. وما تقييمك له؟
- اختراع يعنى أموالًا ضخمة جدًا، وأجهزة ومعدات باهظة الثمن، تم تشغيلها فى فكرة للوصول إلى الاختراع، وبالتالى أى شخص يدعى أنه اخترع شيئًا، وهو فى البيت اسمه «وهم»، لكن ممكن نقول عنده فكرة، يمكن تطبيقها، تحتاج أبحاثًا وتجارب، وعندما يظهر طفل، عنده ١٢ سنة، يقول إنه اخترع عربية، فهذا بعيد عن العلم، فأين طبق اختراعه؟ فى الصالون مثلًا؟
■ ما السبب فى انتشار تلك الظاهرة على الفضائيات؟
- عدم وجود أب شرعى للبحث العلمى.. وعمل الجميع فى جزر منعزلة.