الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

إبراهيم الرفاعي أسطورة الصاعقة.. شهادات حية في ذكرى البطل الشهيد

إبراهيم الرفاعى أسطورة
إبراهيم الرفاعى أسطورة الصاعقة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من مواليد عام 1931، التحق بالكلية الحربية عام 1951، وتخرج عام 1954، لينضم عقب تخرجه لسلاح المشاة، بعدها التحق بأول فرقة صاعقة مصرية فى منطقة «أبوعجيلة» حيث لفت الأنظار بشدة لشجاعته وجرأته المنقطعة النظير.
نتيجة لذلك عُين الرفاعى مدرسًا بمدرسة الصاعقة، وخلال العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، شارك فى الدفاع عن مدينة بورسعيد، وخلالها وصل لقناعة أن مكانه فى المعركة هو القتال خلف خطوط العدو، فالتحق بفرقه مظلات، وعمل قائدًا لوحدة صاعقة، بعدها سافر إلى روسيا عام 1959، حيث حصل على دورة أركان حرب، وعقب عودته شارك فى حرب اليمن مع شقيقه الرائد سامح الذى استشهد خلالها.
وبعد عودته واصل الرفاعى طريقه وشارك فى العديد من العمليات التى ظهرت خلالها قدراته القتالية. وحصل على ترقية استثنائية عقب مشاركته فى عملية سرية، وواصل تأدية دوره خلال حرب يونيو عام 1967، وقام خلالها بأداء مهمات استطلاعية على المحور الشمالي. وعقب الهزيمة وما أعقبها من إعادة تنظيم الجيش، تلقى الرفاعى تكليفًا من اللواء محمد صادق مدير المخابرات الحربية وقتذاك، بتكوين مجموعه قتالية للقيام بمهام خاصة خلف خطوط العدو، وبدأ تشكيل المجموعة 39 قتال التى كانت تابعة للمخابرات الحربية، وظل يرأسها حتى استشهاده يوم الجمعة 19 أكتوبر، بعد أن ضرب مثالًا رائعًا فى البطولة والدفاع عن تراب الوطن.
فور هزيمة «يونيو١٩٦٧» ومحاولة استعادة التوازن وتنظيم صفوف الجيش المصرى، تلقى البطل إبراهيم الرفاعى، تكليفًا من اللواء محمد صادق، مدير المخابرات الحربية، فى ذاك الوقت، وبموافقة الفريق محمد فوزى، وزير الحربية، بتكوين مجموعة قتالية، للقيام بمهام وعمليات خاصة وفدائية، فى صفوف «العد الصهيونى»، تكون بداية عمل «مجموعة ٣٩ قتال» التابعة لإدارة المخابرات الحربية.
نظرًا لكفاءته ووطنيته وتميزه فى العمل بالمخابرات الحربية، حيث كان يقود رجاله دائمًا، بكل شجاعة وبسالة وتفانٍ ووطنية منقطعة النظير، ويتبارى جميع رجاله الأبطال، فى تنفيذ الأوامر، وهو دائمًا أولهم فى مقدمة العمليات الصعبة والخطيرة، التى تتعرض للخطر واقتحام مواقع «العدو الصهيونى»، وحصل على العديد من الأنواط والنياشين التى لم تمنح لبطل مثله فى أخلاقه ووطنيته وشجاعته وإيثاره، وفدائيته، التى كانت سببًا لأن يظل اسمه محفورًا حتى الآن، فى الذاكرة والوجدان، وما زال زملاؤه ورجاله يتذكرونه بكل حب واحترام رغم رحيله.
وفى ذكرى استشهاد «أسطورة الصاعقة المصرية» البطل إبراهيم الرفاعى، التقت «البوابة» بعض أفراد «مجموعة ٣٩ قتال»، ليسردوا جانبًا من حكايات وتاريخ ملحمة البطولة والفداء، الذين كانوا شهودًا على صنعها وتخليدها، ليعلم الجميع بطولة وبساله رجال القوات المسلحة المصرية، على مر العصور.
فى البداية يقول البطل سمير نوح، أحد أبطال «المجموعة ٣٩»: «تعلمنا من القائد الرفاعى، الرجولة والبطولة والصدق والأمانة، وكنا نتصارع للمشاركة فى العمليات العسكرية، وفى كل عملية، كنا لا نعلم أثناء عبورنا قناة السويس، هل سنعود مرة أخرى أم لا».
وأضاف: «البطل الشهيد، إبراهيم الرفاعى، كان يتقدم المجموعة، فى جميع العمليات التى نفذتها، وعددها ٩٢ عملية، ضد «العدو الإسرائيلى»، حيث نفذت المجموعة عددًا من العمليات المهمة، قبل وأثناء حرب أكتوبر المجيدة، منها عملية جبل مريم فى الإسماعيلية، خلال حرب الاستنزاف، عام ١٩٦٨، وتم أسر أول أسير للعدو الصهيونى، على الجبهة المصرية، وهو العريف يعقوب رونيه، حيث تم الوقوع به فى كمين التمساح».
وتابع: «فى يوم ٦ أكتوبر قام الشهيد الرفاعى، بضرب منطقة بترول بلاعيم، بالكامل، وظلت النيران مشتعلة لمدة ٣ أيام، وحجبت الرؤية عن الطيران الإسرائيلى والأمريكى للاستطلاع، ولم يتمكن العدو من رؤية مسرح العمليات بسبب الدخان الكثيف الذى غطى المنطقة، كما نفذت المجموعة بقيادته أيضًا، عملية الأخذ بالثأر للشهيد عبدالمنعم رياض، الذى استشهد يوم ٩ مارس ١٩٦٩».
مستطردًا: «وفى ليلة الأربعين لوفاة عبدالبطل عبدالمنعم رياض، عبرت المجموعة القناة، وهجمنا على أهم المواقع الإسرائيلية، يوم ١٩ أبريل من نفس العام، وتم قصف الموقع بالكامل، وقتل ٤٤ ضابطًا وصفًا وجنديًا للعدو، وتم تدمير الموقع كاملًا على مدار ساعتين حتى إن القيادة الإسرائيلية، أمرت المواقع المحيطة، بضرب الموقع بالمدفعية، للقضاء علينا، وكان هذا الموقع هو أحد المواقع الحصينة للعدو شرق قناة السويس». وتابع «نوح» أن قبل معركة الدبابات، التى استشهد بها البطل إبراهيم الرفاعى، كانت «المجموعة ٣٩ قتال» بالغردقة، لتنفيذ هجوم على منطقة رأس محمد، وتم ضرب منطقة بترول ثم مطار الطور بالصواريخ، وفى يوم ١٩ أكتوبر، كلفت المجموعة بالتوجه إلى «ثغرة الدفرسوار» لصد هجوم العدو على منطقة أبوعطوة فى الإسماعيلية، بعد أن علمت القيادة، عبور عدد من «دبابات العدو» قناة السويس، ودخولها إلى الإسماعيلية، وكان هذا اليوم آخر جمعة فى رمضان، وكان «الشهيد الرفاعى» صائمًا، وأثناء صلاة الجمعة، اشتبكت المجموعة مع «العدو الإسرائيلى» وحاصرت دبابته، ووجهت لها ضربات قوية.
وأضاف: «كان الشهيد الرفاعى، أمامى على بعد ٥٠ مترًا، وتوجه أعلى موقع صواريخ مصرية، ليوجه ضرباته اتجاه الثغرة، لكن العدو الإسرائيلى، ضرب هذا الموقع بالدانات، ورأيت ٣ دانات فى اتجاه الشهيد البطل، الأولى أطلقت بعيدة عنه، والثانية تحت قدمه، والثالثة أصابته فى القلب من الخلف، واستشهد على إثرها البطل الرفاعى، وكان أثر استشهاده على المجموعة سيئًا جدًا، لكن الجميع أصر على استمرار العمليات القتالية، حى آخر لحظة بالحرب، ثأرًا لدمائه الطاهرة، وانتقامًا لكل نقطة دماء سقطت من جنودنا، دفاعًا عن هذه الأرض الطيبة».
ويشير اللواء محيى نوح، القائد الثانى لـ«المجموعة ٣٩ قتال»، إلى أن إجمالى خسائر «العدو الصهيونى»، نتيجة أعمال «المجموعة»، بلغت ٧٧ عربة مختلفة و١٧ دبابة و٤ بلدوزر و٤٣٠ جريحًا وقتيلًا، إضافة إلى وقوع أول «أسير» من جانب العدو، على الجبهة المصرية، تم بمعرفة المجموعة أيضًا، وتدمير عدد كبير من المواقع والمنشآت العسكرية الإسرائيلية.
وأوضح القبطان وسام حافظ، أحد أفراد «المجموعة»، سبب تسمية فريق البطل الراحل بهذا الاسم، قائلًا: «إن المجموعة كانت تتكون من ٣٩ مقاتلًا، ٢٦ صف ضابط بحرى، و٣ ضباط بحريين، والبطل إبراهيم الرفاعى، ومعه ١٠ مقاتلين».
وأكد «حافظ» مشاركته فى جميع عمليات المجموعة، منذ نشأتها بقيادة الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى، لافتًا إلى أنه منذ أن تعرف على الشهيد البطل، وتكوين المجموعة، كان قريبًا منه جدًا، حتى لحظة استشهاده، بـ«معركة الدبابات» فى أبوعطوة.
موضحًا أن «المجموعة» قامت بتنفيذ أولى عملياتها، إبان «نكسة ١٩٦٧» وتحديدًا فى أكتوبر، حيث كلفت بالحصول على أحد الصواريخ الإسرائيلية حديثة الصنع، التى نشرها «العدو» بطول الضفة الشرقية، لقناة السويس، وكانت تمثل تهديدًا واضحًا للقوات المسلحة المصرية، بمنطقة غرب القناة، وكان الجانب الروسى المكلف بتسليح الجيش المصرى، قد طلب الحصول على أحد هذه الصواريخ، لدراستها، ومعرفة مداها، لصنع أسلحة مضادة لها، للتغلب عليها، وبالفعل استطاعت «المجموعة ٣٩ قتال» عبور قناة السويس، لكنها لم تحصل على صاروخ واحد فحسب بل عادت بثلاثة صواريخ إسرائيلية.