الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الأندر إيدج" ركن الإنترنت المظلم.. مواقع إلكترونية تستهدف المراهقين.. وخبراء: علينا احتواء الشباب قبل الضياع.. وغياب القدوة وراء سوء نشأة الأبناء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أسوأ ما فى مجتمعنا الآن، محاكاة وتقليد الغرب، خاصة من جانب الشباب والمراهقين، والأخطر أن تلك المحاكاة لا تكون إلا للأشياء الضارة التى تؤدى فى نهاية المطاف إلى مضاعفة الخطر والسقوط فى بئر الضياع. وانتشرت فى الفترة الأخيرة برامج «الأندر إيدج»، على شبكة الإنترنت، بصورة خطرة ومقلقة، وهى الموجهة للمراهقين دون السن القانونية والآمنة، ومصدر الخطر يتمثل فى انتشار فيديوهات مصورة لكليبات فاضحة وأغانٍ مبتذلة لا تتناسب مع تقاليدنا وقيم مجتمعنا. والأخطر أن هناك أكثر من 100 مليون مستخدم لتطبيقات الهاتف المحمول أغلبهم فى سن المراهقة من 12 إلى 20 عامًا. «البوابة» تفتح ملف عالم «الأندر إيدج»، وتعرض وجهات نظر الشباب والمراهقين، وأولياء الأمور، وخبراء الطب النفسى والاجتماعيين، لتدق ناقوس الخطر لحماية أبنائنا من الخطر المحيط بهم بسبب انتشار التكنولوجيا الحديثة. 

حكايات الشباب والأهل
دائمًا ما تكون هناك حكايات وقصص بين الشباب والفتيات تشغل أوقاتهم، وتنتشر قصص الحب والعاطفة بينهم، التى تظهر على مواقع التواصل الاجتماعى بكل جرأة وشجاعة دون الالتفات للقيم الاجتماعية والدين، فترى الشاب والفتاة ينشران الفيديوهات والصور بالملابس شبه العارية وسط كلمات الحب والغزل، وبعضها يتطور إلى العناق وتقليد الغرب فى الانفلات الأخلاقى، لكن كيف يفكر الشباب والفتيات فى مستقبلهم، وكيف يرون الحياة؟
يقول عمر شريف، ١٥ سنة: «أنا وصحابى على طول مع بعض، بنحب نخرج حتى فى أيام الدراسة، والسوشيال ميديا بتسهلنا حاجات كتير، ومش شرط إن كلنا غلط».
وتابع: «إنستجرام وفيسبوك هما تقريبًا كل حياتنا، وأغلب الأوقات واللحظات اللى بنمر بيها لازم نسجلها، ونشارك بيها على البرامج المختلفة، وبنلاقى ناس تكلمنا عليها وتسمعنا أكتر من أهلنا فى البيت».
وتقول ميار محمود، ١٧ سنة: «إحنا جيل محظوظ إنه عنده رفاهية وتكنولوجيا كتير، بس إحنا برضه عاصرنا ظروفًا سياسية واقتصادية وأحداث متغيرة فى العالم كتير جدًا، عكس جيل السبعينيات والثمانينيات، والمشكلة إن أهالينا مش فاهمين كده، وأنا طموحى إنى أخلص دراسة وأشتغل وأحقق كل حاجة لنفسى، لأنى شفت قصص ومشاكل ناس كتير أوى اتعلمت منها، ولازم أعتمد على نفسي».
وبالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعى وما ينتشر بها، قالت «ميار»: «مافيهاش حاجة لما ننزل فيدوهات حتى لو اللبس أو الأسلوب مش عاجب الناس، وكل واحد حر، فيه بنات بتنشر فيديو باحترام، وده مش معناه أنه تفاهة، وفى بنات تانية ليها أغراض معينة وكله معروف».
واستكملت صديقتها منة مروان الحديث: «أنا بحب ولد زميلى، وبقالنا سنتين عادى مع بعض وبننشر فيديو وصور لينا مع بعض على مواقع التواصل المختلفة، ولو سبنا بعض أو كملنا عادى، دى مش حاجة غلط إننا نحب بعض، وأهالينا عارفين كده».
وقال هيثم مصطفى، طالب بالصف الثالث الثانوي: «إحنا جيل مغضوب عليه من ناس وفئات كتير، بالرغم من إننا جيل لديه قدرة على التغيير للأفضل، لكن مفيش فرصة واخدينها، وعلى طول فى هجوم من الأكبر سنًا».
وأضاف أن الفجوة بينه وبين أبويه تتسع يوميًا، فلا أحد بهتم بسماع مشكلاته أو أفكاره التى تبدو لهم مجرد أمور غير مهمة، ولا يهتمون بها، ما يضطره إلى الحديث مع أصدقائه أو الغرباء، أو تحويل ما يمر به إلى فيديوهات يعبر بها عن نفسه وينشرها على مواقع التواصل الاجتماعى.
على الجانب الآخر، تحدثنا مع بعض من الأهالى والآباء عن كيفية تعاملهم مع أبنائهم المراهقين، فى ظل الاختلاف الفكرى والأمور التى طرأت على المجتمع والانفتاح والتكنولوجيا والاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعى.
ويقول المهندس محمد زكى، ٤٤ عامًا، إن لديه ٣ أبناء بعمر المراهقة، وأنه لا يجيد التعامل مع أفكارهم التى تدور برءوسهم، ولا يستطيع فهم عدم استيعابهم للأمور المهم وشعورهم دائمًا باللامبالاة.
ويضيف: «الجيل الجديد دماغه فاضية، والغلط مش من الأهالى، لأننا بنشتغل ونتعب عشان نوفرهم الحياة الكريمة بكل الطرق، لكن المراهقين دلوقى مش بيقدروا كل ده، وكل همهم يصرفوا ويعيشوا حياتهم من غير أى جدية».
وأضاف: «زمان كنا بنحترم أهلنا بالرغم من الاختلافات الفكرية، لكن حاليا الجيل ده يوصف بالجبروت والانفلات، وكل هدفهم تصوير الفيديوهات الخارجة عن عادتنا بحثًا عن الشهرة فقط عبر مواقع التواصل الاجتماعي».
وقالت صفاء سيد، ٤٠ عامًا، «ابنى عنده ١٤ سنة، وعلى طول ماسك الموبايل يصور نفسه فيديوهات وبيسمع أغانى شعبية رديئة المستوى، ونصحته كتير بس قالى إنتى إللى قديمة».
وتقول مروة محمود، ٤٥ عامًا، أم لثلاث فتيات بعمر المراهقة: «بناتى جننونى بجد، طريقة لبسهم غريبة وكلها تقليد للأجانب، وحتى المصطلحات والألفاظ جديدة على مجتمعنا، وانتشار استخدام برامج «الانستجرام والميوزكلى والسناب شات»، تسببت فى انفلات أخلاق شباب كتير».

تطبيقات المحمول بداية طريق الانحراف

عادة ما تكون برامج وتطبيقات الهاتف المحمول بداية المشوار إلى «الأندر إيدج»، والملاحظ أن الهواتف الذكية أصبحت الآن فى يد كل الشباب بل الأطفال، وهى تمثل تطورًا تكنولوجيًا له الكثير من الاستخدامات المهمة والمفيدة للشخص، ولكن قد ينقلب هذا التطور إذا أساء الفرد استخدامه، ففى الآونة الأخيرة انتشرت برامج على الهواتف ساعدت الشباب على حب الشهرة والظهور بشتى الطرق، كما شغلتهم بالأفكار المتدنية غير الهادفة، والتى فى الغالب لا تحمل أى أهمية أو جدية، بل أصبحت تتسبب فى تشويه سمعتهم بالمجتمع.
ووفقًا لتقرير نشر بجريدة «نيويورك تايمز» الأمريكية، لوحظ أن هذه البرامج والشبكات تحتوى على أكثر من ١٠٠ مليون مستخدم نشيط، والمفاجأة أن أكثر المستخدمين هم أطفال ومراهقون بين ١٢ إلى ٢٠ عامًا، وخلال الأشهر الأخيرة أصبح انطلاق التطبيقات والتنافس بين بعضها البعض، يهدف لاستهواء المراهقين باعتبارهم الأكثر استخدامًا.
ومن ضمن هذه البرامج، تطبيق ميوزكلى Musical.ly، وهو برنامج يصور الأغانى بمزامنة حركة الشفاه، لتصنيع مقاطع فيديو للشخص بالموسيقى أو الأغنية التى يختارها، وأصبح استخدامه «موضة» بين الشباب والمراهقين، ويعتبر أول شبكة صينية للتواصل الاجتماعى، وتحتوى على ٦٠ مليون مشترك من المراهقين فقط، ويستخدمه الشباب والفتيات لتصوير الأغانى، والبعض الآخر يظهر بملابس لا تليق بالمجتمع ومنها الملابس الداخلية، بجانب تصوير الشاب والفتاة الفيديو فى أوضاع مخلة، وعمرهم لم يتعدَ الـ١٦ عامًا، ومن التطبيقات الأخرى، برامج السناب شات snap chat، والتيك توك tik tokK، والانستجرام instagram.
وكشفت دراسة هيئة «Status of Mind» المتخصصة فى مجال الصحة العقلية بالمملكة المتحدة، عن خطورة تطبيقى «انستجرام وسناب شات» على الفئة العمرية بين سن ١٤ و٢٤ عامًا، حيث يؤثران على عقولهم، ويسببان لهم الاكتئاب بالإضافة إلى الشك الذاتى.
وحسب موقع «بزنس انسايدر» التقنى، فإن الهيئة أجرت دراسة على ١٥٠٠ مراهق، وأشارت إلى أن المراهقين يصابون بالاكتئاب عندما يشاهدون أصدقاءهم سعداء عبر تطبيقى «إنستجرام وسناب شات»، ليشعروا حينها بالنقص، وأن هناك حياة تفوتهم.
كما لفتت الهيئة إلى خطورة تلك الشبكات، حيث توهم المستخدم بالصور والفيديو، ونسيانه أن معظم هذه الصور معدلة، وتكاد تكون ليست حقيقية، ومأخوذة من زوايا لا تعكس الحقيقة، ونصحت الهيئة بالابتعاد عن الشبكات الاجتماعية والتركيز بالحياة الفعلية للمستخدم.


ويقول خبير أمن المعلومات الإلكترونية، محمد عبدالله، إن الشباب والفتيات بجميع الأعمار حاليًا يستخدمون كل تطبيقات الهاتف المحمول، والمشكلة تتمثل فى أن الشباب يقومون بنشر كل تفاصيل حياتهم الشخصية، ما جعل «السوشيال ميديا» ومواقع التواصل الاجتماعى، ينتشر بها أمور فى قمة الغرابة، وعلى سبيل المثال، هناك من ينشر أنه سافر إلى مكان ما، أو عرض فيديوهات خاصة من داخل المنزل ومع الأسرة أو الأصدقاء، وربما يتطور الأمر إلى نشر أمور خاصة تخص المراهقين تحدث خلف الغرف المغلقة.
ولفت «عبدالله» إلى أن البرامج التى يقوم الشاب بتحميلها على الهاتف تقوم باختراق الخصوصية للمستخدم، مثل الصور والمعلومات الخاصة، وأن الهواتف الذكية تحتوى على كل معلومات حياتنا اليومية.
وأضاف أن الخطر يأتى من تطبيقات أخرى تهدد الأطفال، وتتسبب فى انتحارهم، مثل لعبة «الحوت الأزرق»، كما أكد أن هناك عدة خطوات يجب أن يتبعها الآباء والأمهات للحفاظ على خصوصية هواتفهم وأطفالهم من الاختراق، بتشفير ذاكرة الهاتف والاتصالات، وتحميل أحدث التحديثات الأمنية للموبايل، بالإضافة إلى الدقة فى اختيار البرامج الأمنة وتحديث نظام الهاتف باستمرار، مع ضرورة الحذر من كل ما نقوم بتحميله على الهاتف، وعدم ترك الخدمات على الإنترنت دون تشفير.

اجتماعيون: الجيل الحالى دون رصيد ثقافى أو فكرى
قال الدكتور أحمد مصطفى، أستاذ علم الاجتماع بأكاديمية الثقافة والعلوم، إن جيل «الأندر إيدج» جيل دون رصيد ثقافى أو فكرى.
ولفت «مصطفى» إلى أنه دائمًا ما تحدث تغيرات فى العادات والتقاليد بين كل مجتمع وآخر، وكذلك اختلاف ثقافات الأجيال، مشيرًا إلى أن المقارنة بين جيل حالى وجيل سابق تعتبر ليست منطقية بالشكل الكامل، فكل جيل يعقب يلوم السابق له وهكذا. وأشار إلى أن الاختلاف لا يشكل جريمة أو أزمة فى حد ذاته، لكن حاليًا الأمر أصبح يثير الاشمئزاز بشكل ملحوظ، لأن المشكلة لا تتعلق فقط بالمظهر الخارجى للشباب أو الملابس التى يرتدونها فحسب، مؤكدًا أن تكوين الشخصية ومفاهيم الشباب هى الكارثة الحقيقة التى تهدد المجتمع، لأنه لم يستند على أجيال صاحبة مبادئ أو قيم ومفاهيم أساسية.
وأوضح أن الجيل الحالى، خاصة ما يعرف بـ«الأندر إيدج»، لا يتمتعون بأى نوع من الفكر أو الثقافة والعادات والتقاليد والقيم الدينية، فهى أمور من المفترض أن تكون أساسية بالشخصية مهما حدث اختلاف أو تطور بين الأجيال المختلفة. ولفت «مصطفى» إلى أن بعض الشباب حاليا لا يتحملون مسئوليات، ولا يهتمون سوى بالتظاهر والتباهى بأنفسهم بأتفه الأشياء، مؤكدًا أن الشباب حاليًا لا يستطيعون بناء أنفسهم والجهد والعمل وبناء أسرة مستقبليًا، ويرجع السبب إلى سوء التربية الأسرية والابتعاد عن القيم الدينية والأخلاقية، فالآباء والأمهات أصبحوا يهملون أبناءهم بسبب الانشغال بأمور الحياة. وأكد أن الأبناء يحتاجون الرعاية منذ نعومة أظافرهم وتربيتهم على القيم الأساسية، وأن غياب القدوة الحسنة داخل الأسرة يعتبر من الأساسيات التى تدمر نشأة الأبناء، وأن تنشئة الأطفال تتطلب اهتمامات أخرى من المجتمع بعد الأسرة، فالمناهج التعليمية تلعب دورًا كبيرًا، والأنشطة داخل المدارس التى تعمل على بث القيم والأخلاق، والنصح والإرشاد دائمًا كلما ارتكبوا الأخطاء، وتعليمهم العادات والتقاليد التى تحكم المجتمعات العربية، بدلًا من التقليد الأعمى للعادات الغربية التى لا تتناسب مع ديننا وقيامنا، خاصة الفتيات فى مرحلة المراهقة اللاتى من السهل التلاعب بعقولهن أو انسياقهن وراء التقليد، فربما يرتكبن الأخطاء ويندمن عليها فى مستقبلهن، محذرًا الآباء بعدم إهمال أطفالهم والانشغال فقط بالعمل ومشاكل الحياة.
ويوضح أحمد حاتم، إخصائى العلاقات الزوجية والأسرية، أن الحياة الزوجية تمتلئ بالمسئوليات التى تحمل على عاتق الأسرة تجاه المتطلبات الحياتية للأطفال وتوفير الحياة الآمنة لهم، وفى ظل توفير هذه المتطلبات ينشغل كثير من الآباء عن أبنائهم ويهملون فكرة التحدث معهم والاستماع إلى مشكلاتهم التى قد تبدو تافهة بالنسبة لآبائهم. ولفت «حاتم» إلى أن كثيرًا من الآباء يعتبرون أن تربية الأبناء مسئولية الأم فقط، مؤكدًا أن هذا الفكر غير صحيح، لكن التربية تكون على الزوجين معًا. وأشار إلى أن كثيرًا من الآباء يهملون مشاركة أبنائهم فى أمور حياتهم والمشكلات التى يواجهونها، ولا يراقبون الأصدقاء الذين يلتفون حولهم، وهو أمر مهم للغاية، لأن الأصدقاء مسئولون عن تحول حياة الشخص إلى حياة ناجحة ومتفوقة أو تدمير مستقبلهم وأمورهم، لأن مرافقة أصدقاء السوء تنتهى بأبشع الأمور. وأوضح «حاتم» أن تغيير مفاهيم الجيل الحالى من المراهقين يرجع إلى أن الطفرة التكنولوجية الحديثة التى انتشرت، ومحاولة دول الغرب للنيل من شعوبنا العربية بتدمير أفكارهم وحرب السيطرة على عقولهم، ويرجع ذلك إلى أن الآباء لا يواكبون الأمور الحديثة كالبرامج على الهواتف الذكية، ولا يقومون بمتابعة ومراقبة المحتوى الذى يبث لعقول أطفالهم.

استشارى طب نفسى: المجتمع مصاب بشيخوخة سياسية وفكرية
وصف الدكتور وليد هندى، استشارى الطب النفسى، ظاهرة «الأندر إيدج» بالخطيرة، وقال: إن هناك ما يسمى بمفهوم «الإنسان نحو ذاته»، وهو الأساس الذى تتكون عليه الصحة النفسية، وتابع أن الإنسان وكل فرد يعمل على إشباع هذا المفهوم حتى يتمتع بأكبر قدر من الصحة النفسية. ولفت «هندي» إلى أن هناك حالة «شيخوخة سياسية وفكرية واجتماعية»، أصابت المجتمع المصرى فى الفترة من ٢٠٠٠ إلى ٢٠١٠، نتج عنها ظهور جيل جديد من الشباب يحاول أن يعبر عن ذاته بصورة أو بأخرى، مؤكدًا أنهم يتبعون طرقا بعيدة عن التنظيمات الاجتماعية والسياسية المترهلة فى تلك الفترة. وأوضح أن الشباب بعيد عن المشاركات والاتحادات الطلابية، مفسرًا بأن هروب هؤلاء إلى العالم الافتراضى وسيلة للتعبير عن شحنة الغضب التى تعتريهم من خلال تصوير أنفسهم بصورة غير مرغوبة ويتحفظ عليها العرف والعادات والتقاليد. وأشار «هندي» إلى أن جيل «الأندر إيدج» حاليًا ينشرون الصور التى وجدت استجابات من أقرانهم فى نفس المرحلة العمرية، ما عزز لديهم إشباع مفهومهم نحو ذواتهم، ودفع الآخرين إلى المحاكاة والتقليد، وإنتاج نفس السلوك دون النظر إلى فلسفته والمغزى من وراء ذلك، وإذا ما أضفنا إلى ذلك تعدد وسائل التواصل الاجتماعى وكثرتها، فسنجد أنها هى الأخرى ساهمت فى انتشار هذه الظاهرة، وعملت على استقطاب الآخرين إليها، وذلك للأسف فى غياب الرقابة الأسرية، بعد أن أصبح المحمول فى يد الجميع، والدخول على تلك المواقع ورفع الصور أصبح أسهل من شربة الماء. وأوضح استشارى الطب النفسى، أن هناك بعدًا آخر فى انتشار هذه الظاهرة، وهو عدم مناقشتها ومناقشة أسبابها ودوافعها من قبل المتخصصين والتربويين وعلماء النفس والاجتماع بصورة علمية سليمة.