السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

المجلس الأعلى الإسلامي.. ذراع «المرشد» لخنق العراق.. الجناح العسكري يلعب أدوارًا مريبة بنظام الحكم.. وخبير بالشأن الإيراني: «الابن البكر» لـ«ولاية الفقيه» في بلد الرافدين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مع عملية سياسية عراقية وصفها مراقبون بالسير على حبل مشدود من الطائفية فوق نار صراعات مذهبية، وفى ظل مساعٍ إيرانية للحفاظ على القوى السياسية الشيعية التابعة لها فى بلاد الرافدين، يظل نظام الملالى يعمل على إعادة تأهيل «المجلس الأعلى الإسلامى»، والذى أحيا السبت الماضى الذكرى الـ٣٧ لتأسيسه، فيما يشهد المركز تراجعًا وانحسارًا كبيرين لدوره وشعبيته على المستويين الرسمى والشعبى.

تراجُع المجلس الإيرانى كشفته نتائج الانتخابات البرلمانية، بعد خروج عمار الحكيم منه (أى المجلس) وتأسيسه تيار «الحكمة الوطنى» فى يوليو ٢٠١٧، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات حول مستقبل «المجلس الأعلى الإسلامى» ومساعى إيران لإعادة تأهيله والإبقاء عليه ودعمه فى المرحلة المقبلة.


وسيلة إيران للسيطرة على العراق

كان «المجلس الأعلى الإسلامى» الذى أُسِّس ١٩٨٢، أداة إيرانية (شيعية وسياسية) فى مواجهة النظام العراقى الأسبق (نظام صدام حسين)، وبعد سقوط نظام صدام حسين لعب المجلس وجناحه العسكرى (فيلق بدر تحول بعد ٢٠٠٣ إلى منظمة بدر)، دورًا مريبًا فى منظومة الحكم العراقية؛ حيث كان له حضور قوى فى مجلس الحكم الانتقالى، ثم قاد المجلس بقيادة عبدالعزيز الحكيم، قائمة الائتلاف العراقى الموحد، فى انتخابات مجلس النواب العراقى فى ٢٠٠٩.

وفى الذكرى الـ٣٧ لتأسيسه يقف المجلس الأعلى الإسلامى، على مفترق طرق؛ حيث يرى مراقبون أن المجلس بعد خروج عمار الحكيم، فقد الصبغة الشعبية؛ نظرًا لأن أغلب القوى السياسية فى العراق، خاصة الشيعية يغلب عليها الجانب العائلى والمصاهرة.


إيران ومجلسها المريب

وحول كيفية إعادة تأهيل المجلس الأعلى الإسلامى، يقول دكتور محمد بناية الخبير فى الشأن الإيراني: إن إيران لديها العديد من الأدوات لإعادة تأهيل المجلس الأعلى الإسلامي؛ نظرُا لأنه يشكل تاريخيًّا «الابن البكر» لنظام ولاية الفقيه فى العراق، فقد أسسه محمد باقر الحكيم، فى إيران تحت عنوان المجلس الأعلى للثورة الإسلامية فى العراق، فى نوفمبر ١٩٨٢؛ بهدف إسقاط نظام صدام حسين، وشارك فى العمليات العسكرية خلال الحرب العراقية الإيرانية (١٩٨٠-١٩٨٨)، ثم المشاركة فى المجلس الانتقالى، ولعب دورًا فى الحكومات العراقية المتتالية بعد ٢٠٠٣. وأضاف أن خروج عمار الحكيم -سليل الزعامات التاريخية للمجلس- فى يوليو ٢٠١٧، شكل هزةً عنيفةً للمجلس الأعلى الإسلامى، وهو ما شكل سقوط المجلس شعبيًّا، وأثر على مستقبله السياسى والروحى.


مستقبل المجلس

ويرى مراقبون أن المجلس حاليًّا يواجه خيارات صعبة تتراوح بين تحوله إلى مؤسسة دينية لها ذراع سياسية والالتحاق بتجمع سياسى أكبر، سواء عبر التحالف أو الاندماج. ويرى المحلل السياسى محمود جابر، أن مستقبل المجلس الأعلى الإسلامى، ضرورى أن يتأثر سلبًا بالأوضاع السياسية فى العراق، فى ظل العزوف الشعبى عن القوى السياسية الموجودة على الساحة العراقية، كما أن مستقبل المجلس يحتاج التخلص من سطوة الرمزية والعائلة، وهى عملية معقدة داخل الأعلى الإسلامى والقوى السياسية العراقية.