الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الراهبة الكرملية التأملية برناديت: الصلاة مسألة حب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بالتزامن مع عيد القديسة تريزا الأفيلية، قالت الأخت برناديت للثالوث الأقدس، الراهبة التأملية في دير الكرمل في حيفا، أن مسألة التأمل بالنسبة للقديسة تريزا الأفيلية هي مسألة حب، مشددة على أن الحياة مع المسيح لا تقوم على الأحاسيس والمشاعر العابرة أو الكلام، إنما على العمل بالحق ومحبة القريب.
وأشارت إلى وجود ’مصطلحات تريزيانية‘ في الحياة الروحية، ومنها الصلاة اللفظية التي تقوم في العادةً على تحريك الشفاه، وإعلاء الصوت، بتلاوة صلوات مكتوبة، أو بالترنيم في الإحتفالات الليتورجية. في حين يعتمد التأمل أو الصلاة التفكيرية على التفكير بعمق في حقائق وأسرار إيمانية، أو في نص روحي، أو التبصّر في واقعٍ شخصي باطنيّ. أما صلاة المشاهدة فهي نظرة باطنية عميقة في حقيقة روحيّة، لا تنبع من مجهود فكريّ أو من استغراقٍ روحيّ وحسب، بل هي مبادرةٍ وعطية ربّانية مجانية هي ’نظرة حبّ‘، وهذا هو قلب الصلاة عند القديسة تريزا وعند الروحانية الكرملية".
وحول حياة الصلاة في نظر القديسة تريزا الأفيلية، فأشارت الراهبة التأملية في دير كرمل حيفا بأنها "قصة حب بين صديقين حميمين، حيث تقول: ’ما التأمل في رأيي إلا حديث صداقةٍ، نجريه على انفراد مع مَن نعرف أنه يُحبنا‘، لافتة إلى أن "التأمل هو حديث صداقة، وحوار وتواصل يوجّه إلى شخص حيّ حاضر، فكل واحد منهما يجيب على الآخر في الأعماق وعندما يشاء. وهذا التواصل مبني على حب عميق صافي، حبّ صديق لصديقه".
وأضافت: "يقوم التأمل على انفراد، فكل خبرة حب وصداقة تتطلب زمان ومكان وكلام، عزلة وأجواء هادئة، وعزلة باطنية لإستجماع القوى الداخلية وتركيزها في موضوع الحبّ وفي المحبوب يسوع"، مشيرة إلى أن "التأمل هو علاقة عميقة وجدانية ومتبادلة؛ مع مَن نعرف أنه يحبّنا. فالمعرفة تنبع من الإيمان، وأن وجود الله ليس مجرّد وجود، إنما حضور حبّ، وحضوره هذا يحرك أعماق الصديق الذي يستجيب بدوره لنداء الحبّ. تقول تريزا ليسوع في هذا الشأن: ’التأمل لا يقوم على كثرة التفكير، بل على كثرة الحبّ، وكل ما يدفعنا إلى أن نُحبَّ أكثر، فلنفعله‘".