قال الأنبا مارتيروس أسقف كنائس شرق السكة الحديد، إن الرهبنة هى إرادة شخصية، وتلك الإرادة تسعى للحفاظ على أسس الحياة الرهبانية الثلاثة، وهى البتولية والطاعة والفقر الاختيارى، والشخص الذى يقبل تلك الأسس الثلاث باختياره التام واتفاق بينه وبين نفسه، عليه أن يعيش حياة الموت عن العالم، وكل ما فى العالم بإرادته الشخصية الخاصة به.
وتابع الأنبا مارتيروس قائلاً؛ عندما تضعف إرادة الراهب فى الحفاظ على اختياره، فسيؤدى ذلك إلى بداية سقوطه وخروجه من الحياة الرهبانية، وأتذكر أنه خلال فترة رهبنتى بالدير، كان كثير من الرهبان يرفضون وسائل التواصل بالعالم، لدرجة أنهم يفرحون بعدم وجود زيارة لهم داخل الأديرة، حتى يسنح لهم عيش الحياة الرهبانية كما يجب.
كما أننا لا ننكر أن هناك محاولات كثيرا للخروج عن هذه الأسس أو مواصلة حياة الجهاد فى الحياة الرهبانية، ومحاولات الجهاد فى الرهبنة والتمسك بأسسها التى قامت عليها منذ القرون الأولى، لأن التهاون وإن بدأ صغيرا من خلال الاندماج فى وسائل الاتصال التكنولوجى أو القيام ببعض المهام الخاصة بأبناء العالم، والانغماس فى المشاكل الذى شهدناها خلال الأعوام القليلة الماضية، فكل ذلك يعتبر جرس إنذار لمخاطر شديدة، لأن الحياة الرهبانية لا تحوى على لون رمادى، فإما أن تسلكها بكل ما فيها من قواعد وأسس باختيار الراهب وبإرادة صلبة وقوية، أو أن تنحدر وتجد نفسك أصبحت صورة سيئة للرهبنة.