الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة التعليمية

خلي الضمير صاحي .. مدرسة بنات الجمهورية الأهالي والتعليم إيد واحدة

مدرسة بنات الجمهورية
مدرسة "بنات الجمهورية"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل تقبل أن يكون مكان عملك حمام !! أقصد أن يكون مكتبك في غرفة مساحتها متر في متر ونصف المتر وكانت تستعمل كحمام سابقا، هذا الوضع تقبله الأخصائية الاجتماعية بمدرسة بنات الجمهورية الابتدائية المشتركة "بقطاع الحسينية" التابع لإدارة شرق الزقازيق التعليمية بمحافظة الشرقية، فعلى الرغم من ضعف الإمكانات وتدني البنية التحتية للمدرسة إلا أنها ترفع شعار "إيدك في إدينا نطور تعليم أولادنا".
تبدأ القصة من نصف قرن تقريبا عندما تبرع أحد الأهالي بمنزله لإقامة مدرسة لتعليم أبناء البلدة فرحّب الجميع بالفكرة وأقيمت المدرسة بدعم ومجهودات الأهالى، وأصبحت في يومنا هذا واحدة من أهم المدارس في المنطقة يتنافس أولياء الأمور لإلحاق أبنائهم بها رغم وجود مدارس حديثة مجاورة.
وتتكون المدرسة من منزل قديم عبارة عن 3 أدوار كل دور به عدد من الغرف مختلفة المساحة متهالكة الجدران بها شباك واحد أو اثنين على الأكثر مما يجعلها سيئة الإنارة والتهوية فالمكان لم يكن مصمما من البداية كمدرسة.
ويوجد بالمدرسة 14 فصلا "غرفة" ويتراوح عدد الطلاب من 40 إلى 60 طالبا مما يجعل الكثافة عالية جدا لضيق مساحة الغرفة فنجد ثلاثة طلاب أو أكثر يجلسون على الدسك الواحد.
وبالرغم من هذه الإمكانيات المحدودة والضعيفة فمستوى التعليم في هذه المدرسة يتجاوز مستوى التعليم في بعض المدارس الخاصة والدولية، وهذا يرجع إلى أسرة المدرسة من المدرسين والإداريين والعمال، حيث يوجد بالمدرسة نخبة متميزة تؤدي عملها بإتقان وجد واجتهاد فهم يؤكدون أن ضعف الإمكانيات ليس عائقا بل العائق الوحيد هو ضعف العقول وفساد الضمائر.
وبمجرد دخولك من باب المدرسة ستجدها عبارة عن خلية نحل الجميع يعمل بجد واجتهاد وإخلاص الطلاب يمارسون الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية على أعلى مستوى والمعلمون يستخدمون وسائل تعليمية حديثة ومبتكرة حسب الإمكانيات المتاحة، وإذا نظرت الى الجدران والطرقات ستجدها مليئة بإبداعات الطلاب وأنشطتهم.
بعد هذه الجولة داخل المدرسة وفي الفصول ستكشف السر وراء إصرار أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم بهذه المدرسة رغم ضعف الإمكانيات، فهنا يستطيع ولي الأمر أن يطمئن على ولده وأنه سيتعلم بشكل جيد ليس المنهج وفقط بل يكتسب مهارات حياتية وسينشأ على الإخلاص في العمل والاجتهاد والتعاون وسيبقى دائما "رافع شعار خلى الضمير صاحي".