الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإبداع الإنساني لستيفن سبيلبرج ورائعته «ET»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عُدت برأسى الطائر لعهد الحجاج بن يوسف الثقفى- حين طارت رءوس أينعت وحان قطافها- كما قال ليصبح طيران الرءوس فى عصرنا ليس بدعة- ما زال حفيدى الوليد يصرخ. 
وصيتى... علموه كيف كان ابن رشد- عقلانيًا وكيف كان فيلسوفًا مستنيرًا- وكان على حق- ويوم نفيه وحرق كتبه- يوم أطفئت شعلة الاستنارة فى الإسلام لإعلاء قيم العقل- فالعقل أساس الحرية- والحرية شمس يجب أن تشرق فى كل نفس. 
علموه كيف يفكر بشكل علمى؛ فالتفكير عملية ذهنية لجمع الحقائق- علموه أنه بالعقل- تتجسد الحقائق - بقدرة الوعى الإنسانى على التمسك بقيم الأساس العلمى تنشأ الحضارات فى كل العصور. 
علموه كيف يسأل ويلح فى السؤال ليعرف. وألا تغيب عن باله الحكمة الصينية...
«من يسأل يبدو غبيًا لخمس دقائق- إلا (بكسر الألف)- إن من لا يسأل يبقى غبيا إلى الأبد».
علموه ثقافة الحوار وقبول الرأى الآخر؛ فالتاريخ علمنا أن صراع الأفكار ينتج الجديد والمبتكر لصيانة تقدم الأمم - ولا يكون عقله خاملا بتراهات غيبية لا عقلانية، تتوقف عندها فضيلة المعرفة!! ليبحث ويسأل ويناقش ويختلف ليعرف ويحاكى الآخرين لتتلاقح الأفكار بالمعرفة، ويكون الاستنتاج رائعا ببكارة الاكتشاف.
علموه الطموح فى مملكة العلم والعقل بعيدا عن الخرافة التى تعمل على تدمير طريقة التفكير؛ فالأساس يبنى على أنه ليس هناك فى عالم المعرفة خطوطا حمراء- ومشاكل أهل الأرض يفسرها ويحلها أهل الأرض لا جن ولا جان ولا عفاريت ولا جنيات الماء، ولا العين ولا الحسد، ولا السحر- حتى النداهات فى الخرابات المسكونة كل هذه خزعبلات متمثلة فى ظواهر غامضة فى خيال المرضى- وهذا مأزقنا- الذى تعانيه ذهنية العقل المصرى- وتقديسه الخرافة- ليتمدد إرهابا سلفيا يتوحش إمعانا فى تعاظم مواجع الأوطان- فى ظل بيئة ينخر فيها الجهل- يصبح فيها القتل فعل مقدس، ويصبح الدم المراق فرحا للقتلة- وعى بائس مستبد لشيوخ يسمون أمراء للجماعات الإرهابية المهيمنة على العقول المستسلمة لأشباح الماضى- خرافات عشناها فى الريف يوما وبمجرد مرور العلم ببارقة الأمل (نورالكهرباء) اكتشفنا أنها أوهام وخزعبلات قضى عليها مجرد دخول -عواميد النور لقريتنا. 
علموه مبادئ الحداثة والمعرفة وأن الدين لله- فالدين فى الأصل علاقة بين الإنسان وربه- والوطن للجميع- فنور الروح لله- ونور العلم للإنسان وحتما سيكون علمانيا- لأن العلمنة هى أساس علاقة الدولة بالشعب- ولا دخل لها بالمعتقدات الدينية لكل أفراد المجتمع؛ فالدولة العلمانية تمنع تأسيس الأحزاب على أساس دينى- لمنع استغلال دين الله فى الصراعات السياسية، وأكرر الخلاصة.. علموه الحتمية لرفض ما لا يقبله العلم والعقل؛ فالحقائق العلمية وجه الحضارة المضىء، وستكون السند لننتقل بها من النقل والتقليد إلى الخلق والإبداع والابتكار. 
علموه.. كيف كانت فكرة استنباط الحنين من الشجن الإنسانى فى حب الوطن للكائن الفضائى، وكم كانت واقعية الفكرة للمخرج فى سحرها السينمائى الخلاب- علموه الانطلاق بالخيال للإبداع البشرى لتتقدم مصر لفجرها المضىء. 
علموه كيف يكون فنانا.. كيف يكتشف الجمال ويتذوقه وتكون من أمانيه البوح بمكنون مشاعره لتزدهر وتنمو بذور الحب بينه وبين عالمه حرا- علموه فرحة الرقص حين يرقص والحب حين يحب والغناء حين يغنى- فالحب عدوى والرقص فرحة، والمعرفه خيال مبدع- تبعا لملكات كل إنسان، علموه أن التقدم فى أى مجتمع مرهون بالقدرة على الخيال المبدع.
وعندما يشب عن الطوق بلغوه اطمئنانى- نظرا لأنه سيأتى فى عصر يموج بمعجزات المعرفة العلمية- وفى الرأس منها علوم هندسة الآلات الذكية التى تماثل الذكاء الإنسانى- فى القدرة على التعلم والاستنتاج- موثقة بحقائق الاستنارة العلمية- فتكنولوجيا الذكاء الرقمى واللغة الرقمية- هلت بشائرها فى عصرنا- وحتما ستتدخل مستقبلا فى كل شىء فى حياتنا- باعثة بالاطمئنان على مستقبل الأجيال القادمة- وسيكون الذكاء الآلى القادم الذى له قدرات تحاكى التفكير العلمى بالمنطق والتواصل فى الإدراك- لتصبح فيها المعلومة مقذوفا رقميا وآليا أكثر سهولة، وأكثر دقة لإنارة العقول- ولا يتطلب للتكيف معها ليس أكثر من إعمال العقل بوصفه الجسر بين الفكر والعالم للانفتاح على آلية الثورة المعرفية بحقائق كل العصور.
لتتلاقح الأفكار الكامنة فى عقول الشباب مثيرة ومنيرة للخيال بحرية الأفكار الطازجة التى لم تتلوث بأساطير هلاوس مرضى الأصولية الدينية التى تعانى أمراضا نفسية يعرّفها الفيلسوف الألمانى كانط بأنها: «الاعتقاد الزائف فى قدرة الإنسان على امتلاك الحقيقة المطلقة».
وهذا وهم لفشل منطق العقل بتفكيره النسبى، وحتما فى فضاء الحرية الرحب ستنحسر فعالية جرثومة الإرهاب الأصولى التى أصابت عصرنا فى مقتل- وحتما أيضا سيكون الناتج تجارب إنسانية خلاقة ومبدعة- بلغوه اطمئنانى.