الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

السينما وحرب أكتوبر.. 45 عامًا من الإخفاقات والطفرات

حرب 6 أكتوبر
حرب 6 أكتوبر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا تقف «حرب أكتوبر المجيدة» عن كونها معركة للعبور، من ضفة إلى أخرى أو معركة لاسترداد أرض محتلة من جانب عدو غاشم استحل لنفسه ما لا يحل له.
حيث انعكست «روح أكتوبر» منذ بداية حرب الاستنزاف، التي بدأت عقب «هزيمة 67» في ملحمة بطولية رائعة، استمرت حتى عام 1970، قبل أن تصل لحظة الحسم، في السادس من أكتوبر لعام 1973، فظهر العديد من الأعمال الفنية آنذاك، التي أظهر الروح القتالية لدى الجنود المصريين، كذلك الروح التي سادت في الشارع المصري، وكلها أعمال فنية أنتجت بعد الحرب.
باستثناء فيلم «أغنية على الممر» إنتاج عام 1972، والذي جسد «النكسة» وما حدث في الشارع المصري، لتكون كل الأعمال بعد ذلك في الفترة التالية من الحرب، وهو الأمر الذي تسبب قرب المساحة الزمنية فيه، لأن يتكرر وجود البطل فيها، ليتصدر الفنان محمود ياسين أغلب أعمالها.
سينما السبعينيات 
وجاءت فترة السبعينيات لتحظى بنصيب الأسد من الأعمال الفنية التي تناولت الحرب بشكل كبير، فقد تم إنتاج أفلام سينمائية في تلك الفترة لتأريخ فترة الحرب والانتصار العظيم في أكتوبر، مثل فيلم «أبناء الصمت» الذي تم إنتاجه عام ١٩٧٤، بطولة نور الشريف، محمد صبحي، حمدي أحمد، وميرفت أمين، ويتناول ذروة حرب الاستنزاف وإغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية «إيلات».
فيلم «الرصاصة لا تزال في جيبي» من إخراج حسام الدين مصطفى، تأليف إحسان عبدالقدوس ورمسيس نجيب، إنتاج ١٩٧٤، بطولة محمود ياسين وحسين فهمي ويوسف شعبان، وفيلم «الوفاء العظيم» إنتاج ١٩٧٤، تأليف فيصل ندا، وإخراج حلمي رفلة، وبطولة نجلاء فتحي ومحمود ياسين وكمال الشناوي وسمير صبري.
فيلم «بدور» إنتاج ١٩٧٤، بطولة محمود ياسين ونجلاء فتحي ونبيلة السيد ومجدي وهبة، تأليف وإخراج نادر جلال، إنتاج ماري كويني، وفيلم «حتى آخر العمر» إنتاج ١٩٧٥، بطولة محمود عبدالعزيز ونجوى إبراهيم وعمر خورشيد وعماد حمدي، وإخراج أشرف فهمي، تأليف يوسف السباعى، وفيلم «العمر لحظة» بطولة ماجدة ومحمد خيري وأحمد مظهر وناهد شريف، قصة يوسف السباعي، وإخراج محمد راضي، وإنتاج ماجدة عام ١٩٧٨.
بالرغم من أن تلك الفترة تم إنتاج أفلام أرخت فترة مهمة من التاريخ الحديث لمصر فإن هذه الفترة شهدت أيضًا إخفاق في الإنتاج السينمائي، حيث ظهر الإنتاج المشترك بين مصر ولبنان وتفشت الأفلام التجارية التي اعتمدت على العري، بنسبة كبيرة ولم تقدم محتوى سينمائيًا جيدًا، وذلك بسبب الانفتاح الذي حدث بعد حرب أكتوبر، بسبب قلة الإنتاج السينمائي المصري.
ففي منتصف عام ١٩٧١ تمت تصفية «مؤسسة السينما» التابعة للدولة وقتها، وإنشاء هيئة عامة تضم مع السينما المسرح والموسيقى، وتوقفت الهيئة عن الإنتاج السينمائي مكتفية بتمويل القطاع الخاص، وبدأ انحسار دور الدولة في السينما، حتى انتهى تمامًا الإنتاج الروائي، وبقيت لدى الدولة شركتان فقط، إحداهما للاستوديوهات والأخرى للتوزيع ودور العرض، إلا أن متوسط عدد الأفلام المنتجة ظل ٤٠ فيلمًا حتى عام ١٩٧٤، ثم ارتفع إلى ٥٠ فيلمًا، وظل عدد دور العرض في انخفاض حتى وصل إلى ١٩٠ دارًا عام ١٩٧٧.. ما أدى إلى ظهور أفلام المقاولات وكثافة الإنتاج المصري اللبناني في ذلك التوقيت، وكان من أبرز نجوم تلك المرحلة الفنان محمود ياسين، وبعد حرب أكتوبر ظهر أول فيلم يتناول سياسة الانفتاح بعد إعلانها بعام واحد فقط وهو فيلم «على من نطلق الرصاص» إنتاج عام ١٩٧٥، لنجم هذه المرحلة الأول الفنان محمود ياسين والذي قام أيضًا ببطولة معظم وأهم أفلام تلك الحقبة لا سيما أفلام أكتوبر.
سينما الثمانينيات
مع بداية فترة الثمانينيات ظهرت مجموعة جديدة من المخرجين الشباب الذين استطاعوا أن يتغلبوا على التقاليد الإنتاجية السائدة، وأن يصنعوا سينما جادة، وأطلق عليهم تيار الواقعية الجديدة أو جيل الثمانينيات، من هذا الجيل المخرج عاطف الطيب، وتجارب رأفت الميهي، وأفلام خيرى بشارة ومحمد خان وغيرهم. 
وقاموا بحملة تغيير كبيرة في السينما المصرية خاصة على الفترة السابقة وهي سينما السبعينيات، وما أحدثته من تدهور في حال السينما المصرية والمعروف ريادتها في المنطقة العربية.
وبرز في تلك الفترة نجوم مثل: «عادل إمام، أحمد زكي، محمود عبدالعزيز، نور الشريف، نادية الجندي، نبيلة عبيد، يسرا، ليلى علوي، إلهام شاهين، وسهير رمزي»، وفي منتصف الثمانينيات وبالتحديد مع بداية عام ١٩٨٤ ارتفع عدد الأفلام المعروضة بشكل مفاجئ إلى ٦٣ فيلمًا، فيما يشكل بداية موجة أفلام المقاولات، وهي عبارة عن أفلام كانت تُعَدّ بميزانيات ضئيلة ومستوى فني رديء لتعبئة شرائط فيديو وتصديرها إلى دول الخليج، حيث بلغ عدد الأفلام في عام ١٩٨٦ نحو ٩٥ فيلمًا، ويمثل هذا الرقم ذروة الخط البياني لتزايد سينما المقاولات. 
ومن أهم أفلام تلك المرحلة فيلم «ضربة شمس» للفنان الكبير نور الشريف و«حبيبي دائمًا» و«العار» و«حدوتة مصرية» و«الغول».
سينما التسعينيات 
مع نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، وبالتحديد بعد حرب الخليج تراجع إنتاج أفلام المقاولات بصورة واضحة نتيجة انخفاض الطلب على مثل هذه الأفلام من دول الخليج لتظهر مجموعة أخرى من المخرجين حاولوا التأثير قليلًا في السينما، من بينهم رضوان الكاشف وأسامة فوزي وسعيد حامد. 
وبالرغم أن تلك الفترة سيطر عليها نجوم مثل عادل إمام وأحمد زكي ونبيلة عبيد ونادية الجندي فإن تلك الفترة شهدت ظهور جيل جديد في السينما وصاحب مدرسة حديثة تضم القديم والجديد معًا.
وظهرت موجة الأفلام الكوميدية في أواخر التسعينيات، مع ظهور عدد من الأفلام الكوميديا التى كان يقوم ببطولتها عدد من النجوم الشبان وقتها، وقد بدأت هذه السلسلة بعد فيلم «إسماعيلية رايح جاي» والذي حقق نجاحًا سينمائيًا كبيرًا، وأعاد الانتعاش إلى سوق الفيلم المصري بعدما وصل معدل الإنتاج إلى مستويات متدنية في منتصف التسعينيات.
استحوذت تلك الموجة من الكوميديا على مجمل الإنتاج السينمائي في البداية، ثم واكبتها موجة أخرى من أفلام الحركة والأفلام الرومانسية، لكن في المجمل لا تزال تلك الموجة من الأفلام الكوميديا هي المسيطرة على سوق السينما المصرية، ولا يزال نجوم الكوميديا هم الأعلى سعرًا والأكثر شهرة، وبرز في تلك الفترة مجموعة كبيرة من النجوم الشباب، منهم محمد هنيدي وعلاء ولي الدين.
ومن أهم أفلام تلك الفترة «الإرهاب والكباب، البيضة والحجر، شمس الزناتي، الكيت كات وعبود على الحدود».
الألفية الجديدة 
مع بداية القرن الجديد ظهر جيل جديد من الممثلين الكوميديين، من أشهرهم محمد سعد، محمد هنيدي، أحمد حلمي وهاني رمزي، قاموا ببطولة العديد من الأفلام الكوميدية، وهم كانوا امتدادًا للسينما الكوميدية التي ظهرت في فترة التسعينيات، وأصبحت صاحبة اليد العليا على شباك التذاكر، واستطاع عدد من الفنانات الشابات تحقيق نجاح وشهرة خلال فترة بسيطة بتلك الفترة، من أشهرن منى زكي، هند صبري، منة شلبي، ياسمين عبدالعزيز، مي عز الدين وداليا البحيري.
وفي عام ٢٠٠٧ كان حجم الإنتاج السينمائي ٤٠ فيلمًا، وهو نفس الرقم تقريبًا الذي قدمته السينما عام ٢٠٠٦ إلا أن عدد الأفلام المتميزة زاد أكثر عما كان من قبل، وحققت السينما المصرية في ٢٠٠٧ إيرادات ضخمة من ٢٥٠ مليون جنيه.
الإنتاج السينمائي في مصر يقتصر بشكل شبه تام على القطاع الخاص وبعض مؤسسات الإنتاج العالمية «كيورو ميد بروداكشن»، إلا أن وزارة الثقافة أعلنت في ٢٠٠٧ بدء تمويلها لبعض الأفلام ذات «القيمة المتميزة».
وأنتج في عام ٢٠٠٨، ٥٣ فيلمًا سينمائيًا، وهذا يدل على ازدهار صناعة السينما المصرية.
السينما ما بعد ٢٠١٠
استمرت السينما بإنتاج الأفلام الكوميدية والسياسية مع نفس النجوم، وبدأ ظهور الأفلام الشعبية، واشتهر بها الممثل محمد رمضان خاصة، ويتميز ذلك نوع من الأفلام بمناقشة حالة الفقر والطبقة السفلية من المجتمع ومشاكلهما، ويواجه قضايا كالمخدرات والدعارة، وكان له بعض الآثار السلبية على الشباب المصرى نتيجة لاحتواء تلك الأفلام الألفاظ البذيئة ومشاهد الراقصات والمشاهد المخلة بالآداب، كما هوجمت بشدة من عدة أطراف في المجتمع، وفي عيد الفطر وهو موسم الأفلام الجديدة في مصر لعام ٢٠١٦ عرضت عدة أفلام في دور العرض المصرية العديد منها كوميدية، وهي: «٣٠ يوم في العز، جحيم في الهند، أبوشنب، عسل أبيض، سطو مثلث، الباب يفوت أمل»، كما عرض فيلم من ٣٠ سنة، وهو فيلم أكشن ودراما من بطولة عدد كبير من فناني مصر، وهم أحمد السقا، منى زكي، ميرفت أمين، شريف منير، نور في أدوار البطولة.