الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

محمود درويش.. خلود القصيدة

محمود درويش
محمود درويش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر محمود درويش واحدا من أهم وأشهر الشعراء الفلسطينيين والعرب، ولد سنة 1941 في قرية البروة الفلسطينية، التي دمّرها الإسرائيليون بعد ذلك بستة أعوام. وسُجن عدة مرّات، وتعرّض لمضايقات السلطات الإسرائيلية أثناء عمله محرّرًا ومترجمًا في صحيفة الحزب الشيوعي الإسرائيلي. 
درويش، والذي تم اختيار اسمه، اليوم الاثنين، رمزا ثقافيًا لعام 2018 في ختام فعاليات مؤتمر وزراء الثقافة العربية والمسئولين عن الشأن الثقافي العربي والذي احتضنته القاهرة، يعتبر رمزا نضاليا للمقاومة الفلسطينية، وملهما للإبداع العربي.
التحق بصفوف منظمة التحرير الفلسطينية، وبات شاعر فلسطين الأول، وقد لعب دورًا سياسيًا هامًّا في منظمة التحرير الفلسطينية، وكان شديد القرب من ياسر عرفات، ولكنّه في نفس الوقت حافظ على صلته بالمجتمع الإسرائيلي والثقافة الإسرائيلية، فلقد عرف ثقافتهم وتذوق فنونهم وآدابهم، تنقل في عواصم عربية مثل القاهرة وتونس، قبل أن يستقرّ في باريس، وزار موسكو.
كان درويش من أبرز الذين ساهموا في تطوير الشعر العربى الحديث وإدخال الرمزية فيه؛ ففى شعره تمتزج الثقافات والأحلام والأماني لخلق عالم رحب يليق بالإنسان، وحظيت الأنثى بمكانة خاصة في قصائده، كما حظي الموت والآخر بمكانة مهمة أيضا في نصوصه، استطاع أن يؤثر فى الأدب العربى، وأن يخلد اسمه، بأعماله المميزة.
ظل درويش صادقًا مع نفسه ومع قلمه، لم يتوان قط في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينيين في أرضه، ولم يئن من ثقل حمل تلك القضية، التي جعلته يدخل في صراعات مع أصدقائه المثقفين، ولقد واجه درويش من قبل اتهاما بالتطبيع مع العدو الإسرئيلي، لكن المطالع لكتابات درويش وإن كانت تخاطب الجانب الإنساني لدى العدو فإنه يعرف أنه في المقام الأول يطالب بالحق الفلسطيني المشروع والثابت، أصدر من قبل مجلة الكرمل تحت إشراف منظمة التحرير الفلسطينية، وضمت أعدادها تنويرا ثقافيا، وكانت مثالا لمقاومة الفكر والأدب.
وكان ديوانه الأخير: "لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي" رمزا مقاوما لقضية الموت التي شغلت عمق نتاجه الشعري، فدرويش يصادف ذلك العنوان الذي يحمل إعلانا لحياة أبدية، ورفضا للموت الذي يعني الفناء والانتهاء، فقصيدته باقية بغنائها الإنساني الرحب متخذة بقائها من إرادته المسبقة.