السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أم الأبطال أشرفت على علاج أبنائها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحية واجبة لأم الأبطال.. كل مصرية تصدرت المشهد البطولى للمرأة بكل شجاعة لكى تكون فى قلب الميدان، فقد تحركت المرأة المصرية من الإسكندرية إلى أسوان ترفع لواء الشرف والفدائية التى سطرتها ابنة مصر تؤكد أنها هى المؤهلة لكى ترفع الراية عالية، هى الزوجة البطلة والأم الفدائية التى تقدم وليدها، والأخت التى تقدم توأم روحها لتراب الوطن لتكون صفحة مضيئة للعالمين.
ساهمت المرأة المصرية فى مسيرة النصر لكى يسجلها كل إنسان، فقد تحول الأعداء أمام هذه الصحوة إلى مجرد جرذان.
ولايعرف الكثير أن السيدة جيهان السادات بدأت تفكيرها فى إعداد مجموعات نشطة فاعلة لكى تكون للمرأة لها مشاركة فاعلة منظمة وليست مجرد مشاركات رمزية، فقد انطلقت الفكرة بعد تشكيل الاتحاد الاشتراكى العربى وهو التنظيم الوحيد للبلاد طبقًا للدستور وأفرزت عن مجموعة من القيادات الديناميكية فى الشارع السياسي، فقد اختارت جيهان السادات أصعب الحلول للوصول إلى صيغة جوهرية بحيث لا تصطدم الفكرة بمنظمات غير حكومية مثل الإسعاف أو الهلال الأحمر خاصة وأنها حرم رئيس الجمهورية تقف متسلحة برصيدها الهائل من الخبرة والذكاء السياسي، فهناك مثلًا أمانة مركزية للمرأة ولها أمانتها المنتخبة على مستوى المؤتمر العام والذى لا يزيد عددهن على ست قيادات منتخبات، فإن هذه القيادات هى البنية الأساسية للتنظيم السياسى، وتولت أمانة المرأة وقتها كريمة السعيد وكيل وزارة التعليم وتعاونها أم المعلمين العظيمة فاطمة عنان، وانتظرت جيهان السادات التفاعلات السياسية للمرأة فى ضوء قرار الرئيس السادات لأول مرة باعتماد التشكيلات للمجالس الشعبية التى صاغ تشكيلها بقدر كبير من الفهم السياسى لتكون أول مجالس تليق بمكانة مصر، واستطاع الدكتور عبدالسلام الزيات الأمين الأول للجنة المركزية أن يقدم كوادر من خيرة أبناء مصر وضمت التشكيلات ممثلات للمرأة والإخوة المسيحيين واختيار فوزى العمدة المشرف السياسى لمكتب الأمين العام للاتحاد الاشتراكى وتولى مواقع متعددة منها رئاسة الشئون العربية بمجلس الشعب وهو بمثابة المطبخ السياسى لهذا الموقع بأمانة الحزب الوطنى بسوهاج، وصدرت تشكيلات المجالس الشعبية وأسفرت عن فوز جيهان السادات بمنصب رئاسة مجلس شعبي، وفعلًا استطاعت أن تخوض تجربة إدارة المجالس الشعبية للمنوفية بقدرات وفى جلسة الإجراءات قالت جيهان السادات بالحرف الواحد.. أنا اسمى جيهان رؤوف صفوت، بنت من مصر جذورها صعيدية وزوجى نائب تلا المنوفية ووالدى من مواليد حى محرم بك وقالت إننى أم لثلاث طالبات وطالب بكلية الهندسة وأنا أفكر بل وأحلم بأن أكمل مسيرتى التعليمية فى الجامعة، وتحدثت عن تجربتها بالعمل العام وتأسيس جمعيات رعاية الطفولة حيث إن الأمر غاية فى الصعوبة ويحتاج إلى صحوة. 
واهتمت جيهان السادات بضرورة العمل على دعم مفهوم الأمومة وتشجيع العناصر المؤهلة، واختارت لهذه المهمة الصعبة واحدة من أعظم الرائدات الأكاديمية فى ساحة الإدارة وصاحبة نظريات ومكانة رفيعة فى المجتمع الدولى فضلًا عن قدراتها بمخاطبة الرأى العام المصرى كواجهة مصرية مشرفة وفعلًا كانت المؤهلة لهذه المهمة الدكتورة ليلى تكلا وقتها كانت تتولى رئاسة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، حيث قدمت لها ورقة تتماشى مع الهدف الذى تسعى فيها خدمة المعركة وأن تضع المرأة المصرية على أهبة الاستعداد لما يدور على الساحة ولا بد أن تكون المرأة عنصرًا فاعلًا من بينها التحرك المحسوب بدقة لأسر المقاتلين وهى ساحة لا تقل مجدًا عن قيام المرأة بالقتال داخل الميدان، وكلفت بعد أن تبلورت الفكرة ثريا لبنة وهى فى ذات الوقت كانت أول مرة تصبح عضوًا بمجلس الاتحاد العام لعمال مصر واختيرت عضوًا بالمجلس الشعبى للمحافظة بالقاهرة، وتم وضع الإطار الفكرى للشعبة وحددت جيهان السادات اختيارات خضعت لمعايير دقيقة لهذه المأمورية واختارت شخصيات عامة منها النائبة راوية عطية أول نائبة فى تاريخ مصر وأمينة شكرى ومن العناصر الشابة الدكتورة ثريا بيومى ووداد شلبى مسئولة الشعبة بالإسكندرية وعقدت الشعبة اجتماعاتها المغلقة فى مبنى مؤسسة البترول وظلت جيهان السادات أسبوعًا كاملًا لترسى حجر الأساس لهذا البناء وألغت جميع مواعيدها وعاشت دون أى قيود برتوكولية وأزالت الرهبة من نفوس العدد القليل من المشاركات وبدأت جلسات الحوار بعدد من الاقتصاديين ووضع تصورات لوضع أمانة الخطوة الأولى ومايتبعها تحت الإشراف المباشر لأمناء الاتحاد الاشتراكى بعيدًا عن الصراعات السياسية لضمان أداء العمل.
وعندما انطلقت المعركة تركت جيهان السادات القيادات بعد أن تم تأهيلهن وتنمية قدراتهن وشاركت مع العمل الجماهيرى ممثلًا فى الهلال الأحمر وصاحبت معها الفاضلة سماح الشلقانى حرم المشير أحمد إسماعيل.
وظلت كل الكوادر فى مواقعهم وطافت جيهان السادات بجولات ميدانية سواء فى المستشفيات وحرصت مع حرم وزير الحربية أن تتابع كل صغيرة وكبيرة ونقلت مقر إقامتها داخل المستشفيات وليس كمسئولة عن شعبة خدمة المعارك بل كممثلة للهلال الأحمر حتى لايتصور الرأى العام أن جيهان السادات تعمل بفكر أحادى لكنها كانت من الذكاء بحيث حشدت قوى الهلال الأحمر والصليب الأحمر لكى تضاعف الجهود داخليًا وعالميًا، وكانت بطولات أبناء القوات المسلحة لا تحتاج إلى روايات عن البطولات لكن كانت تتحدث عن نفسها.
استحقت جيهان السادات لقب «أم الأبطال» عن جدارة ويكفى أن المبادرات التى تحركت فى ساحتها المرأة، وهناك مبادرات إنسانية غير منظورة حيث تزامنت حرب أكتوبر مع قرب حلول عيد الفطر، وانطلقت المرأة بصوتها الصادق تعلن بدون أى توجه قيادى مقاطعة (كعك العيد) احترامًا للمعركة جنودًا وشهداء ومصابين، وتحركت إلى منازل الجنود بالتعاون مع القيادة العامة وغيرها من المبادرات التى بهرت العالم دون مقدمات مثل عدم تسجيل دفاتر أحوال الشرطة أى مخالفة أو مشاجرة أو حادث بل إن روح أكتوبر حافظت على الإطار الوطنى دون تعليمات.
إن أصالة شعب مصر لا تحتاج إلى تأكيد لأننا إذا تحدثنا عن ثوابت شخصية لهذه الأمة فإننا نؤكد المؤكد.