الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

الطفلة رحمة.. اغتيال كفاح "بنت الغلابة" على يد الغدر

الطفلة رحمة
الطفلة رحمة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صباحًا.. كالعادة ومع شروق الشمس، يخرج الكثيرون لكسب رزقهم، وبين خطوات الأقدام التى تتحرك نحو عملها، كانت الطفلة رحمة صاحبة الـ 12 عامًا وسط هؤلاء، تخرج لتساعد والديها بـ " كام جنيه" فى نهاية الشهر.
الطفلة كانت تحلم بتلك اللحظة التى تدخل فيها المدرسة، ولكن كان الفقر والاحتياج أقوى بكثير من رغبة تلك الطفلة، التى كانت ترى مثيلاتها من التلميذات يذهبن لعملهن صباحًا بينما هى تخرج للعمل فى "بيوت الناس".
وفى يوم سيظل عالقًا فى أذهان كل من يعرف رحمة، كانت الطفلة واقفة على بداية شارعهم، تنتظر المواصلات لتذهب إلى صاحبة المنزل الذى تعمل فيه، وإذ بها تشاور لأحد التكاتك، فيقف وبمجرد ركوبها تتفاجئ بذئبين بشريين، يقوم أحدهما برش مادة مخدرة على أنفها، لتغيب عن الوعى، فيتوجها بها إلى أحد الأماكن النائية ويتناوبوا على اغتصاب البراءة والروح العفيفة النقية دون أدنى رحمة منهم، سوى ضمير فاسد قرر ودبر ونفذ العملية بكل قسوة وتحجر.
بعد انتهائهما من جريمة الشيطان، حاولت الطفلة التواصل مع أحد، فكان للقدر دور حينما هيأ لرحمة فرصة للاستنجاد، فوجدت هاتف أحد المتهمين داخل التوك توك، للتواصل مع صاحبة المنزل الذى تعمل به، طالبة منها إنقاذها بجملة واحدة "إلحقيني يا مدام سارة، هيقتلونى"، وبعدها ينقطع الاتصال.
هز الفجع مدام سارة، وأسرعت لتخبر والد الطفلة "محمود" ذلك الرجل البسيط الذى يعمل سايس باليومية، والذى وقع عليه الخبر كالفاجعة ووجد نفسه يبكى ويصرخ بحرقة، فأخذ رقم الهاتف الذى اتصلت منه طفلته بـ "مدام سارة"، وعند اتصاله بالرقم أجاب عليه المتهم، قائلَا له "هات 20 ألف وهديك بنتك"، ولكنه لم يكن معه مبالغ مالية، واستمر يطلب من المتهم أن يعيد له طفلته المخطوفة ولكن دون جدوى، ليتفاجأ أثناء المكالمة بصوت طفلته "إديني بابا أكلمه والنبي"، وفى لحظة ينقطع الاتصال، ويعود بعدها المتهم يتصل بوالد الطفلة ليخبره بأنه قتل طفلته، وأنه متوجهًا لقسم الشرطة لتسليم نفسه وهو وشريكه فى الجريمة.
الطفلة المكافحة الحالمة رحمة ماتت، وألقى بجسدها داخل ترعة قريبة من منزلها، ووجدت جثتها وبها إصابات بالرأس وملفوفة داخل بطانية، وبرحيل رحمة رحلت السعادة ومعها الفرح من منزلها الذى أتـش بسواد، وبدموع لم تفارق شقيقتها الكبرى ووالدها ووالدتها.
كثير من النساء جاءوا لمؤازرة الأم التى قتل قلبها الحزن، ولكن تلك المؤازرة لم تعد تأتى بجدوى، فحرق الحزن واليأس قلب الأم، التى لم يعد يغيب عن ذهنها، صوت طفلتها الصغيرة التى كانت دائمًا ما تردد "أنا رايحة الشغل يا أمى، ادعيلى".
ورد بلاغ إلى قسم شرطة شبرا الخيمة، من محمود.ا يفيد اختفاء نجلته، رحمة 12 سنة، وعلى الفور انتقل رجال المباحث، وعقب تكثيف التحريات تم التوصل إلى أن وراء ارتكاب الواقعة شخصين، وعقب تكثيف التحريات تم ضطبهما، واعترفا بارتكاب الواقعة و واختطاف الطفلة واغتصابها وقتلها، وتم تحرير محضر وأخطرت النيابة للتحقيق.