الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أحمد شوقي.. أمير "القوافي"

أحمد شوقي
أحمد شوقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بلا مبالغة، هو أشهر الشعراء العرب في العصر الحديث، وليس غريبا أن ينال لقب "أمير الشعراء"، فقد حقق الريادة في النهضة الأدبية والفنية من خلال اشعاره ومسرحياته والسياسية والاجتماعية والمسرحية، وفي مجال الشعر كان التجديد واضحا في معظم قصائده التي قالها وخصوصا في ديوانه الشوقيات.
انه امير شعراء العربية، أحمد شوقي، الذي ولد بالقاهرة في 16 أكتوبر 1868 لأب کردي الجنسية وأم من أصول ترکية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، كانت تمتلك من المال ما يجعلها تتكفل بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، وعند وصوله لسن الرابعة التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وانكب على دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجري على لسانه، ثم 
التحق بمدرسة الحقوق وانتسب إلى قسم الترجمة الذي قد أنشئ بها حديثًا، في وقتها وتتلمذ بالشعر إلى أن منحه الخديوي توفيق بعثة للخارج للتعلم، ومن خلال البعثة كون مع اصدقائه جمعية التقدم المصري، التي كان دورها القيام بالهجوم علي الاحتلال الإنجليزي، ومن خلال نضاله أصبح صديقا شخصيا للزعيم مصطفى كامل.
حصل شوقي علي شهرته من كتابة الشعر بوجدانه في كثير من المواضيع، كما نظم شوقيات للأطفال وقصصا شعرية، ونظم في المديح وفي التاريخ، بمعنى أنه كان ينظم مما يجول في خاطره، تارة الرثاء وتارة الغزل وابتكر الشعر التمثيلي أو المسرحي في الأدب العربي. تأثر شوقي بكتاب الأدب الفرنسي ولا سيما موليير وراسين.
ترك شوفي ديوانًا ثري عرف بديوان "الشوقيات" وهو يضم أربعة أجزاء الأول ضم قصائد الشاعر في القرن التاسع عشر والمقدمة وسيرة لحياته، وقد تمت إعادة طبعه 1925 م، واقتصر على السياسة والتاريخ والاجتماع والجزء الثاني طبعة 1930، أي بعد خمس سنوات واشتملت قصائده على الوصف ومتفرقات في التاريخ والسياسة والاجتماع، والجزء الثالث طبع بعد وفاة الشاعر في عام 1936، وضم الرثاء، والجزء الرابع عام 1943، ضم عدة أغراض وأبرزها التعليم، كما للشاعر روايات شعرية تمثيلية وضعت في الفترة ما بين 1929.
ولشوقي في النثر ثلاث روايات هي "عذراء الهند"، التي صدرت عام 1897، تناولت التاريخ المصري القديم منذ عهد رمسيس الثاني، كما للشاعر العديد من المقالات الاجتماعية التي جمعت عام 1932، تحت عنوان "أسواق الذهب"، من مواضيعها الوطن، الأهرامات، الحرية، الجندي المجهول، قناة السويس.
كان شوقي يعتز كونه شاعر القصر الملكي المصري، فكان له ابداعات في مجال المدح حيث قدم قصائد في الخديوي إسماعيل وتوفيق وعباس وحسين وفؤاد كما مدح بعض سلاطين بني عثمان وفي الرثاء الذي ضم ديوانه الشوقيات الجزء الثالث رثى أمه، جدته، أباه، الخديوي توفيق، مصطفي فهمي، رياض باشا بالإضافة إلى بعض الشعراء والكتاب والفنانين كالشاعر حافظ إبراهيم، يعقوب صدوق، فكتور هوغو، تولستوي، المنفلوطي. وفي الغزل له أسلوب جديد أبدع فيه إلا أن المرأة لم تأخذ حيزًا كبيرًا فيه، كما كان لشوقي قصائد في القمر؛ وظل على عطائه حتى رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1932.