ذكرت وكالة أنباء الصين (شينخوا) أن خطاب نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس في معهد (هدسون) بواشنطن في الرابع من أكتوبر الجاري حول سياسة الإدارة الأمريكية تجاه الصين، شهد تكرارا لمزاعم تنافي المنطق دأبت الولايات المتحدة على ترديدها، مثل: "لقد أعدنا بناء الصين"، "أمريكا وافقت على منح بكين مدخلا مفتوحا لاقتصادنا، ونحن من جلب الصين إلى منظمة التجارة العالمية".
وقالت الوكالة – في تعليق لها بثته اليوم الأحد - " لقد كان حديثه هذا متناغما مع تلك الصيغة المبتذلة القائلة بأن نجاح الصين، هو نتيجة ما يزعم بالتضحية بالمصالح الأمريكية، وأكد هذا الحديث مرة أخرى، طريقة تفكير الرئيس دونالد ترامب المتقوقعة على الذات، وتقديمه (أمريكا أولا)".
وأضافت إن الذي تفادى بينس ذكره هو أنه بعد انضمامها لمنظمة التجارة العالمية، وافقت الصين على فتح أسواقها أمام الولايات المتحدة بأوسع الأبواب، ووفقا لإحصاءات من الأمم المتحدة، فقد ارتفعت صادرات الولايات المتحدة إلى الصين بـ577% من 2001 وحتى 2017، أي أعلى بكثير من معدل نمو بلغ 112% لإجمالي صادرات الولايات المتحدة.
وتابعت " كما استفادت المؤسسات الأمريكية بشكل هائل من السوق الصينية، فعلى سبيل المثال، احتلت منتجات (جنرال موتورز) الأمريكية في الصين 40% من إنتاجها في العالم، واحتلت قيمة مبيعات الرقائق ورسوم براءات الاختراع لشركة (كوالكوم) الأمريكية في الصين 57% من إجمالي عوائدها، وما يدعو للأسف حقا، أن هذه الحقائق التي لا يمكن دحضها، وتم تجاهلها عمدا من قبل نائب الرئيس الأمريكي".
وأشارت (شينخوا) إلى أنه مما لا شك فيه، فإن نجاح الصين لم يكن بالإمكان تحقيقه لولا التعاون المتبادل المنفعة مع الدول الأخرى في العالم، الذي تلعب فيه الولايات المتحدة دورا مهما، ورغم ذلك، فهذا لا يعني أن صادرات الصين تذهب لأسواق الولايات المتحدة وحدها، أو أن التنمية الاقتصادية في الصين تعتمد على الاستثمار الأمريكي وحده.
وأضافت" إن النجاح الصيني يعتمد على الجهود الدؤوبة للشعب الصيني، وليس على العجز الاقتصادي الأمريكي، ويعتمد على طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية التي اختارها الشعب الصيني، وليس على بعض النماذج الوهمية التي يروج لها بعض الساسة الأمريكيين".
وتابعت" منذ أن بدأت الصين مسيرتها الملحمية في الإصلاح والانفتاح قبل 40 سنة، نفض نحو 700 مليون صيني عنهم غبار الفقر، ومع تحقيق معدل نمو سنوي لإجمالي الناتج المحلي بلغ أكثر من 9% منذ عام 1989 وحتى 2018، أصبحت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم".
وأضافت" هذه المعجزة تحققت بفضل التزام الصين الثابت بفتح أبوابها أمام العالم أجمع، والتعلم من التجارب النافعة والمنجزات الباهرة لكل الدول الأخرى، وحتى الآن، عززت الصين شراكاتها التجارية مع أكثر من 230 بلدا ومنطقة، وأصبحت أكبر شريك تجاري لأكثر من 120 منها".
وأكدت الوكالة أنه بالتطلع قدما نحو المستقبل، من المؤكد أن يسهم تعاون الصين وترابطها مع العالم الخارجي، في تحقيق المزيد من المنافع ليس للصين وحدها بل للعالم أجمع.
