أكد العقيد أركان حرب العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري للقوات المسلحة، أن هناك ضوابط ومعايير تلتزم بها القوات المسلحة في التعامل مع المدنيين بالمناطق التي يتم تنفيذ العمليات بها، موضحا أن القوات المسلحة ملتزمة بالحفاظ على قواعد والضوابط والمعايير الخاصة بحقوق الإنسان وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين في كافة المناطق التي تشهد العمليات الأمنية مع الالتزام الدقيق بقواعد الاشتباك المعترف بها دوليا في هذا الشأن.
جاء ذلك خلال لقاء خاص في برنامج "مصر النهاردة"، المذاع عبر القناة الأولى، مساء السبت.
وأضاف الرفاعي أن القوات المسلحة تنسق مع كافة مؤسسات الدولة لتوفير المواد الغذائية والتموينية والخدمات الصحية والاجتماعية للسكان المحليين ورفع كفاءة التجهيزات في الوحدات والمنشآت الإدارية التي تخدم أهالي سيناء من مستشفيات ومخابز.
وأشار إلى أنه أثناء تنفيذ العمليات تتحرى القوات المسلحة الدقة تماما عن البؤر الإرهابية قبل استهدافها من تواجد مدنيين من عدمه، وبعد التأكد من خلوها من مدنيين يتم مهاجمة البؤر الإرهابية للتأكد من عدم التسبب في أي ضرر لأي فرد مدني متواجد في مناطق العمليات.
وأكد المتحدث العسكري للقوات المسلحة أن القوات المسلحة تواصل تنفيذ خطة المجابهة الشاملة 2018 في شمال ووسط سيناء لتحريرهم من العناصر الإرهابية، وتأمين كافة المنافذ الحدودية للدولة، بالإضافة إلى تأمين كافة المنافذ الحيوية داخل المحافظات المصرية.
وأوضح أن عملية المجابهة الشاملة ما زالت حتى الآن تحقق أعلى درجات النجاح والتقدم بجهود الجيش والشرطة وأهالي سيناء الشرفاء، مشيرا إلى أنه تم تدمير العديد من البؤر الإرهابية والإجرامية والمطلوبة جنائيا في وسط وشمال سيناء بالإضافة إلى القبض على الكثير من العناصر الإرهابية، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية للإرهابيين من أسلحة وذخيرة ومراكز إعلامية وإرسال واستقبال.
وأكد الرفاعي أنه خلال السنوات السابقة تم اكتشاف أكثر من 3000 نفق على الشريط الحدودي لسيناء، لافتا إلى أنه صدر قرار وزاري برقم 1008 عام 2015 بإقامة المنطقة العازلة بعمق 5 كيلو على طول الشريط الحدودي بشمال سيناء، مؤكدا أنه تم اتخاذ العديد من الإجراءات لوقف أنشطة تلك الأنفاق والتي تستخدم في تسلل العناصر الإرهابية من وإلى سيناء، بالإضافة إلى تهريب الأسلحة والذخائر والمخدرات التي تستغلها العناصر التكفيرية.
وتابع: القوات الجوية في العملية العسكرية الشاملة بسيناء تستهدف المناطق والبؤر الإرهابية الخارجة عن التجمعات السكانية لعدم الإضرار بأي فرد مدني متواجد أو منشأة مدنية، واستكمالا لتنفيذ العملية المخططة بعد تنفيذ الضربات الجوية تنتشر المجموعات القتالية لتطهيرها وإحكام السيطرة الكاملة لعودة الحياة إلى طبيعتها وعودة المدنيين لقرى شمال ووسط سيناء.
وأشار المتحدث العسكري إلى أن غالبية الأماكن في شمال ووسط سيناء تم تطهيرها بالكامل، والشرطة المدنية تتواجد داخل المناطق لفرض السيطرة الكاملة لتخلص المدنيين من شبح الإرهاب.
وكشف العقيد أركان حرب تامر الرفاعي دور أهالي سيناء في الإبلاغ عن أماكن تواجد العناصر الإرهابية، مؤكدا أن هناك دعما معنويا هائلا من الأهالي للقوات المسلحة منذ بدء العملية العسكرية الشاملة، بالإضافة إلى دعم معلوماتي كبير جدا يتم التحصل عليه من أهالي شمال ووسط سيناء، بجانب دعم القوات أثناء تنفيذ المهام.
وأوضح أن هذا الدعم المعلوماتي الذي تتلقاه القوات المسلحة من أهالي سيناء زاد بشكل كبير بعد تطهير البؤر الإرهابية، موجها الشكر لأهالي سيناء على دعمهم اللامحدود للعملية العسكرية الشاملة وللقوات العسكرية أثناء تنفيذ المهام.
وذكر أنه تم إنفاق مليار و380 مليون جنيه مصري تعويضات لأهالي سيناء عن عمليات الإخلاء في محافظة شمال سيناء.
وأضاف "الرفاعي"، أن صرف التعويضات يستهدف توفير مساكن بديلة للأهالي التي يتم انتقالها من المناطق الحدودية في سيناء، مشيرًا إلى أن عمليات الإخلاء تتم على مراحل لترك الوقت للسكان المحليين لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحياتهم المعيشية قبل الانتقال.
وكشف العقيد أنه جرى إطلاق مشاريع شق طرق جديدة في سيناء وتطوير الطرق القديمة، مشيرًا إلى إنشاء 81 ألف وحدة سكنية في سيناء.
وأكد أن القيادة السياسية في مصر أطلقت عدة مشروعات تنموية في جميع المجالات بمنطقة شبه جزيرة سيناء، وجرى تكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإنشاء تلك المشروعات.
وأوضح أنه جار العمل حاليا على بناء 15 مستشفى في سيناء، ورفع كفاءة 6 مستشفيات أخرى، منها مستشفى رفح، كما يتم العمل على إنشاء 53 مدرسة وجامعة ومعهد في سيناء، جرى بناء 45 منها وتتبقى 8.
ولفت الرفاعي إلى أن العملية الشاملة سيناء 2018 هي عملية شاملة لمجابهة العناصر الإرهابية والتنظيمات الإرهابية بشمال ووسط أرض سيناء بالإضافة إلى الظهير الصحراوي مع تنفيذ المهام والمناورات التدريبية".
وأشار إلى أن كافة العمليات في سيناء لها أهداف محددة ومخططة تتطلب من أفراد القوات المسلحة تنفيذ كافة أهداف الخطة بالكامل دون تقصير، مؤكدا أن أول أهداف العملية هي تطهير المناطق من شمال ووسط سيناء من العناصر والتنظيمات الإرهابية".
وتابع: الهدف الثاني من أهداف العملية الشاملة هي ملاحقة البؤر الإجرامية والقبض عليها بالدلتا والظهير الصحراوي ومنعها من التسلل إلى أرض سيناء والتواصل مع العناصر الإرهابية المتواجدة في شمال ووسط سيناء".
وأكد "متحدث القوات المسلحة"، أن العملية الشاملة تهدف إلى القضاء على كافة التنظيمات الإرهابية في شمال ووسط سيناء ومنع التنظيمات الإرهابية من التواصل مع بعضها، وتعزيز قدرات التأمين الشامل للحدود الخارجية للدولة لمنع تسلل العناصر الإرهابية إلى أرض سيناء.
يذكر أن ذلك يعد أول ظهور تليفزيوني للعقيد أركان حرب تامر الرفاعي متحدث القوات المسلحة، في البرامج الحوارية منذ توليه منصب المتحدث العسكري، من أجل الحديث عن مدى نجاح العملية العسكرية الشاملة في سيناء 2018.
