الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

عاشق فن الخيامية.. "خالد" يحول القماش إلى لوحات فنية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الإصرار أساس الحياة.. يحول المستحيل للممكن.. والممكن للإبداع".. هكذا هو خالد عبدالمجيد، ٦٠عاما، جعل من قطع أقمشة متراصة ليس لها قيمة، قطعا مبدعة مشيدة بالرسومات، الممزوجة بالألوان المميزة والمتناسقة.
يسرد «خالد» رحلته فى «فن الخيامية»، فيقول، عندما كنت فى المرحلة الابتدائية، وكان عمرى نحو ١٢ عاما، طلبت «سعاد حلمى» مدرسة التربية الفنية، من التلاميذ أن يصنعوا مشغولة يدوية، وأعطتهم أدوات مختلفة. وأضاف، فضلت أن أرسم بشكل جديد، بخلاف الورقة والقلم، ورسمت على قطعة القماش ولأول مرة، وبتلقائية، نيل ومراكب وشمس وطيور، وعرضتها على المدرسة التى أعجبتها الفكرة، وشعرت بالثقة والسعادة.
وتابع: «وذات يوم كنت مع أخى الأكبر فى نزهة، وبالصدفة ممرنا بشارع به شغل الخيامية، وقفت وقتها أشاهد مشغولات، وبدأت فى عمل قطعة جديدة بحجم ٤٥*٤٥ سم، وعرضتها على التجار، وأخذها أحد التجار، ونصحنى بتظبيط جزء فى تلك القطعة المرة القادمة».
وفى عمر الـ١٤عاما، أصبح منتجا وبائعا لنفسه، وأصبح التجار يعجبون بأشغاله ويعطونه قطع الأقمشة، وبدأت أسعار مشغولاته تزداد، وتعامل مع العديد من التجار، وبدأت شهرته فى السوق.
وعن العاملين فى المهنة، يقول «خالد» إنهم منقسمون إلى قسمين، الأول صانع نمطى، يذهب إلى ورشته كل يوم ويعمل المعتاد من الرسومات مثل مشغولات «إسلامية»، و«زهرة اللوتس» لكسب رزقه، والنوع الثانى يبدأ من عامل ثم يعجب بمشغولاته ويتطور إلى حرفى مبدع، ويضع لمسة جمالية فى كل قطعة، وهذا يكون الإبداع الحقيقى، ففن الخيامية ليس بجديد، امتد منذ «العصر الفرعونى» حينما تم العثور على سترة فرعونية مطرزة بفن «الأبليك»، وهو من أحد فنون الخيامية وموجود حاليا، بمتحف النسيجيات بشارع المعز، وفى «العصر الإسلامى» حيث كان المهندسون المسلمون يطعمون خيامهم المبيتية، بوضع الرسومات المتلونة من النباتات لجمالها. ويستكمل: جميع الطبقات الاجتماعية يتدربون عندى على هذا الفن، وبأعمار متفاوتة من «زوجات سفراء»، و«موظفون»، و«المطلقات»، و«الراسبون فى التعليم»، و«ذوى الاحتياجات الخاصة»، و«مسنين» وهناك البعض هدفه الإبداع فقط، ويعرض مشغولاته فى المعارض المختلفة ويصدرها إلى الخارج، فهو يعمل من أجل موهبته فقط، ليس من أجل الرزق.
ويضيف، أنتقل من الإسكندرية إلى أسوان، لتدريب الجميع من قِبل دعوات الجمعيات مثل جمعية «نباتة» بأسوان، و«دارالمسنين»، و«المؤسسة المتحدة للسوريات» بالإسكندرية و«المؤسسات العقابية» مما جعلهم يكتسبون مهنة جديدة، تشغل أوقاتهم وتمنحهم الثقة بأنفسهم، وذلك عندما يأخذهم إلى الأسواق أمام باب زويلة وأمام «مسجد المؤيد شيخ» ويشاهدوا ما صنعوه لكى يزيدهم شغف أكثر، خاصة أن هذا المجال أصبح ممزوجا بكل المستلزمات من «سجاد»، و«لافتات»، و«شنط»، و«أحذية» و«مفروشات السرائر»، و«الستائر»، و«المعلقات»، و«الملابس» بخلاف «خيام» الأفراح والمآتم، مما جعل مشغولات «الخيامية المصرية»، تصدر لجميع دول العالم، ويروا الإبداع الحقيقى من قطع أقمشة لا قيمة لها إلى قطع فنية ممتزجة ما بين الخيال والواقع. 
ويقول إن حبه للمهنة واشتغاله بها لم تمكنه من استكمال تعليمه، حيث إنه كان فى كلية العلوم، ثم تركها والتحق بكلية اللغة العربية، وتركها أيضا لأنه لم يستطع أن يوازن بين دراسته وبين عشقه لموهبته، التى تأخذ منه ساعات طويلة، والتى سكنت روحه وأحب ألا يكرر ذلك مع ابنتيه، والتحقت الابنة الأولى بكلية الفنون الجميلة، وعندما تخرجت عملت بأشغال «العقد»، و«المكرمية»، أما الأخرى تخرجت فى كلية التجارة وتريد أن تكون موظفة، أما الزوجة فهى تعمل فى «الكروشيه».