الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الخطاب الديني من «كشك» لـ«الكاجوال» تعددت الأشكال والأفكار واحدة.. ظهور «دعاة الكاسيت» يروج لمنهج السلفية.. و«عمرو خالد والذين معه» يجذبون شباب الألفية الجديدة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مصر فى السادس من أكتوبر حاربت كلها، لم يغب أحد عن ساحة القتال، قواها الناعمة وعلى رأسها المؤسسة الدينية، لم تولِ الأدبار يوم الزحف، وكان الأزهر الشريف بؤرة حماس، تحض جموع الشعب: حى على الجهاد، حى على العمل.
والحقيقة أن الرئيس الراحل أنور السادات، فتح الأبواب أمام الخطاب الدينى لبث الحماسة فى نفوس المصريين، وبدأ التليفزيون المصرى فى بث برامج دينية رصينة تدعو الناس إلى إعمال العقل والعمل حتى يغسلوا عار الهزيمة، هذا بالتوازى مع إذاعة القرآن الكريم، التى تأسست عام ١٩٦٤، ونجحت فى وقت قصير فى أن تستحوذ بخطابها الهادئ الوسطى على اهتمام المصريين.. غير أن الخطاب الدينى شهد تغيرات عميقة حادة، بدءًا من نهاية السبعينيات.

كان المصريون فى السبعينيات يلتفون أمام الشاشة الفضية لمتابعة برامج: «العلم والإيمان»، الذى قدمه الراحل الدكتور مصطفى محمود للمرة الأولى، فى ١٩٧١، للربط بين الظواهر الكونية والإيمان، ليُصبح من أشهر البرامج التليفزيونية وأوسعها انتشارًا على الإطلاق، وهو ما جعله مستمرًا لفترة طويلة وصلت إلى ١٨ عاما قُدم خلالها أكثر من ٤٠٠ حلقة.
وبدأت شاشة التليفزيون المصرى فى عرض حلقات برنامج؛ «لقاء الإيمان»، لمقدمه الشيخ محمد متولى الشعراوي، بداية ١٩٨٠، كُل أسبوع بعد صلاة الجمعة، لتفتتن الأسرة المصرية بأسلوبه العذب البسيط فى تفسير آيات القرآن والنقاط الإيمانية فيها.
مع ظهور الشعراوي، أو قبل ذلك بكثير، حقق دعاة «الكاسيت» انتشارًا رهيبًا؛ حيث سطع نجم الشيخ عبدالحميد كشك، حتى إنه مع بداية الثمانينيات كان «كشك» قد استولى على قلوب وآذان قطاع كبير من المصريين؛ حيث كان صوته يصدح من محال البقالة وسيارات الأجرة وأزقة الشوارع، خاصة أنه تميز بالفصاحة وسرعة البديهة وخفة ظل طاغية، تنتزع الضحكات من الجمهور وسط حكاياته عن تجربته الشخصية فى المضايقات التى تعرض لها فى عهود رؤساء مصر مُنذ ولادته فى العام ١٩٣٣ حتى وفاته ١٩٩٦.
ويرجع نجاح «كشك» فى تحقيق شعبية لدى البسطاء إلى أنه خاطب الناس بـ«النكتة»، وهذه من الوسائل الأكثر قدرة على إثارة شغف شعب يوصف بأنه «ابن نكتة»، وبعد «كشك» تولى الزمام عدد آخر من الدعاة، كانوا على منهجه المتشدد السلفي، لكنهم لم يكونوا بقدر خفة ظله وحضور قريحته.
وكانت شرائط أو فلنقل «ألبومات» السلفيين تُفرش على الأرض بجوار المسابح والسواك لتباع جهرًا، من دون أن تنتبه الدولة إلى خطورتها.
وصار نجوم الدعوة ينافسون نجوم الغناء شهرة.. وأيضًا ثراء، وظهرت شركات إنتاج لتستفيد من هذه «السبوبة»، وحملت بالطبع أسماء ذات رنين ووقع ديني.
وكان على رأس هؤلاء الدعاة السلفيين؛ محمد حسان، الذى لقى انتشارًا واسعًا وقتها لدرجة حولت الوعظ الدينى إلى تجارة مُكتملة الأركان، الذى سجلت شركات الإنتاج دروسه الدينية فى مسجد العزيز بالله فى حى الزيتون بالقاهرة، وأيضًا دروسه الدينية الشهيرة بأحد مساجد المنصورة التى كانت تجذب أولى اللحى والجلاليب، ممن يتوافدون عليها فى أتوبيسات خاصة وسيارات أجرة، ليظهر بعدئذ واحد من أشهر دعاة الكاسيت السلفيين، وهو محمد حسين يعقوب الذى أصبح أحد نجوم الدعوة وتجارة الكاسيت على إثر شريطه؛ لماذا لا تصلى؟

دعاة الفضائيات
فى منتصف التسعينيات، بدأت أفكار الدعاة السلفيين، من نجوم الكاسيت وفى مقدمتهم؛ أبوإسحاق الحوينى ومُسعد أنور ومحمود المصرى وغيرهم فى الانتشار كالنار فى الهشيم فى الشارع المصري، حتى بدأت موجة تحريم الغناء وكرة القدم وفتاوى هدم الأضرحة وتكفير المتصوفين والشيعة تجد لها صدى لدى العوام، حتى تهيأت لهم فرصة أكبر لجنى المزيد من الأموال عن طريق اقتحام شاشة التليفزيون مطلع الألفية الثالثة، وذلك مع انتشار الفضائيات، لينتقل معها شيوخ الكاسيت من التسجيل إلى البث المباشر.
ومع بداية الألفية الثالثة، كان جيل جديد من الدعاة بدأ فى الظهور مع الرغبة المحمودة فى تغيير الخطاب الديني، يستهدف جمهورًا مُختلفًا من الشباب والفتيات، على رأسهم؛ عمرو خالد وخالد الجندي، اللذين انجذب إليهما الكثير، خاصة من الشاب الذين وجدوا فى مظهرهم العصرى عنصر جذب؛ حيث لا يرتدون الجلاليب ويطلقون لحاهم لكن مع الاهتمام بتهذيبها، وكانا «يبيعان» مادتهم بأسلوب حكائى بسيط وبلمحة رومانسية فى تناول السيرة النبوية وفى نسخة مُلطفة من إسلام الأزهريين والسلفيين.

الكاجول والدعوة
بعد ثورة ٢٥ يناير، خرجت من عباءة الدعاة الجدد أيضًا، مجموعة جديدة من الشيوخ والدعاة أشبه ما يكونون بممثلى السينما، من حيث المظهر الحسن واللحية الخفيفة، أو من دون والتحدث بالإنجليزية أحيانًا، وكانوا غير مهتمين بالتحدث عن القضايا التقليدية مثل «الجهاد والحجاب» بمقدار ما ينشغلون بالأمور الشخصية والعاطفية والنجاح والعمل والدراسة، وكان لديهم قبول اجتماعى وانتشار على مواقع التواصل فضلًا عن القدرة على توصيل المعلومة بسهولة.
خطة الدعاة «الكاجوال» للسيطرة على وجدان المصريين اعتمدت على تخصيص خطابهم لما يشغل شابًا فى سن العشرين من العمر والشباب الذين ينتمون لشرائح اجتماعية عُليا تبحث عن التدين الذى لا يحرمها من مباهج الحياة.
وكان فى مُقدمة الدعاة الكاجوال؛ مُعز مسعود ومصطفى حسني، الذين يتهمهم الكثير بأنهم مُجرد تغيير فى شكل الدعوة وليس المضمون، خاصة أن غالبيتهم اتسموا بالطرق التمثيلية ووضح تأثرهم بطرق التنمية البشرية وأساليب مندوبى المبيعات. ومُنذ الشيخ كشك ووصولًا إلى الدعاة الكاجوال نشأت على ضفاف «الدعوة» تجارة واسعة، أُناس يتقاضون آلاف الدولارات، ونجوم حققوا مع وكلائهم مكاسب كثيرة، أغلبهم يقولون عكس ما يفعلون، فعند الدخول فى تفاصيل حياتهم نجد أن الدعوة كانت طريقًا لامتلاك شاليهات أو قصور ووسيلة لتعدد الزيجات.

عضو بـ«البحوث الإسلامية»: هذه أسباب تراجع دور الأزهريين
يقول الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن حرب رمضان أكتوبر ١٩٧٣ كانت بمثابة النقلة الفارقة لكل من الأمة المصرية والعربية والإسلامية بعدما أعادت الكرامة للإنسان المصرى والعربى والمسلم، وخلال الـ٤٥ عاما التى تبعت الانتصار كان الخطاب يتحدث عن الإعداد الجيد الذى أوصل إلى النصر، وهو ما يتفق مع مفاهيم الإسلام: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}.
ويُضيف الجندي: «هذا ما أثبتته حرب أكتوبر ٧٣؛ لأنه بالتأكيد كانت هناك استعدادات جيدة، وكان هناك جنود وضباط مخلصون يحرصون على الشهادة أكثر من حرصهم على الحياة وكانوا أيضًا يريدون إعادة الكرامة للأرض المصرية والعرض، فمن الطبيعى بعد تلك الحرب أن يتم استثمار هذا الانتصار والمتغير فى الخطاب الديني، خاصة أن الأمة كانت تحتاج إلى بناء الاقتصاد ورفع مستوى معيشة عانى وقاسى كثيرًا خلال تلك الفترة».
وأكد أنه كان من الضرورى أن يؤكد الخطاب الدعوى أن المرحلة التالية لانتصار أكتوبر لا تقل أهمية عن الحرب التى خاضتها الأمة بالانتصار على الفقر والجهل والمرض والتخلف، خاصة أن تلك هى وظيفة الخطاب الدينى وليس فقط تخُص الاقتصاديين وعلماء الاجتماع وغيرهما».
ويُكمل الجندي: «كان من المنطقى أن يتغير الخطاب الدينى بعد انتصار أكتوبر ١٩٧٣، لأن الحياة بطبيعتها فى تطور، كما أن حياة وأحوال وظروف الناس دائمة التطور، لكن هذا التطور فقط فى الأساليب، حيث تخضع تلك الأساليب لتغير الزمان والمكان وتطورات الحياة، بالضبط كما يحدث فى الفتوى، التى تختلف باختلاف الظروف والوقائع والأزمنة التى تفرز متغيرات لم تكن موجودة من قبل».
ويُشير الجندي، إلى أن الناس، خلال السنوات التالية لانتصار أكتوبر ٧٣، انجذبوا للخطاب الدعوى للسلفيين بدلًا من العلماء الأزهريين، الذين ظل الإقبال على خطابهم الدينى ضعيفا لسنوات، وذلك لعدة أسباب على رأسها؛ أن الدعاة السلفيين اعتمدوا على أمرين خلال تلك الفترة، الأول أنهم منوا الناس بأنهم إن اتبعوهم سيدخلون الجنة كونهم طريقًا لها، والثانى أنهم رصدوا المُشكلات الموجودة فى المجتمع وتاجروا بها وقالوا إن سببها البعد على الدين، أى أنهم أجادوا العزف على وتر أوجاع المصريين.
ويُتابع الجندي: «لسنوات طويلة أشاع الدعاة السلفيين أن الدعاة الأزهريين دعاة سُلطة ولا يتكلمون فى الأمور الدنيوية، وذلك حتى يجذبوا كثيرًا من الناس والمستمعين إلى صفوفهم، كما أنهم تربعوا على عرش الدعوة لفترات بعدما تمكنوا من اللعب على وتر حاجات الناس ومشاركتهم فى جميع مناسباتهم وتقديم العون إليهم بهدف هذا التقارب، فى حين أن المؤسسة الدينية بعيدة عن ذلك، فضلًا عن أن الدعاة السلفيين استطاعوا أن يبسطوا فى الدعوة الدينية أيضًا».
ويوضح الجندي: «الدعاة السلفيون ابتعدوا عن المتون وإلى حد ما استدعوا مفردات ووسائل من شأنها أن تؤثر على عواطف الناس وميولهم وهو ما أعطى لهم فرصة كبيرة فى التوسع والتمدد واجتذاب الناس الذين اقتربوا منهم ومن خطبهم وخطابهم الدعوى، لكن الحقيقة أنهم يبيعون الوهم واتخذوا من الدعوة «بيزنس» لجمع الثروات ثم الإنفاق منها على كثير من حاجات الناس لاجتذاب المزيد والمزيد منهم، لذا استطاعوا أن يسحبوا البساط من الشيوخ الأزهريين لفترات طويلة مُنذ مطلع الثمانينيات».
وأشار إلى أن الدولة خلال تلك الفترات، وفى عهد حكم الإخوان أيضًا، كانت غير عابئة بتمويلات يحصل عليها السلفيون من الخارج.

ويواصل الجندي: «رغم كل ما حدث أعتقد أن المنهج الوسطى فى الدعوة إلى الإسلام هو الذى سينتصر فى النهاية، وهُنا أيضًا لابد أن نؤكد أن على الدعاة الأزهريين أن يطوروا من أساليبهم الدعوية واستثمار الخطاب الدينى فى رصد أوجاع الناس وما يهمهم بشكل أكبر وبالشكل الذى يواجه أزمات ومُشكلات المجتمع والنهوض به، وبعيدًا عن طريقة الدعاة السلفيين فى الخطاب الذين يتاجرون فيه بأوجاع الناس ويعتمدون على طريقة تعبئة الجماهير للاستماع إليهم».
وفيما يخُص ظهور الدعاة الجُدد أو الحداثيين بداية الألفية الثالثة، يقول عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنهم بالرغم من تميزهم بطُرق وأساليب براقة فى عرض الخطاب الدينى إلا أن محصولهم العلمى ورصيدهم الدعوى ضعيف ولا يؤهلهم للدعوة.
ويوضح الجندي: «أسلوبهم جيد لكن لا بد أن يكون لديهم رصيد علمي، حيث إن التأهيل الجيد مُهم جدًا فى الدعوة، وهم يفتقدونه، كما أن العلوم الدينية مثلها مثل علوم الطب والاجتماع ولها مفاتيحها ورموزها ومدخلاتها ومصطلحاتها التى يجب دراستها، دعنى أقول إن الدعاة الجدد عليهم الكثير من الملاحظات، لأن العديد منهم غير مؤهلين، كما أن معظمهم تجذبهم صناعة الإعلام قبل اعتبارات الجودة والتأهيل لجنى الكثير من الأموال خلال فترة قصيرة، الأمر بالنسبة للكثيرين منهم مُجرد بيزنس».
وعن المطلوب خلال الفترة الراهنة من الخطاب الدينى فى مصر، يُضيف عضو مجمع البحوث الإسلامية: «على الخطاب الدعوى أن يرصد مشاكل ومعاناة الناس وهو ما يقوم به الأزهر والأوقاف خلال الفترة الأخيرة، لكننا نحتاج المزيد؛ حيث إننا لدينا مُشكلات كثيرة حان الوقت لأن يتصدى لها الخطاب الديني، ولا بد أن يكافح الخطاب الدعوى الفساد والرشوة ويحث الناس على العمل الجماعى لأن الإنسان ضعيف بنفسه غنى مع الناس».
ويؤكد الجندي، أن شغل الخطاب الدينى تغير خلال الفترة الأخيرة لكن من شأنه أن يتغير أكثر، لأنه لا بد أن يكون انعكاسًا لواقع المصريين ومشاكلهم وهمومهم حتى يكون بمثابة طوق نجاة لمصر والمصريين من الأمراض المجتمعية الجديدة التى ظهرت خلال السنوات الأخيرة كالانتحار، وهُنا دور الخطاب الدعوى أن يخاطب الشباب لبث الأمل فيهم والابتعاد عن اليأس، وأن يتصدى الخطاب الدينى أيضًا للإلحاد الذى تمادى مؤخًرًا عن طريق؛ إرشاد الناس والبحث فى أسبابه وكيفية مواجهته، الخطاب الدعوى عليه أن يتجه إلى بناء الإنسان المصرى والنهضة بأخلاقيات الناس وإصلاح أى خلل يوجد بينهم».
واختتم الجندي: «الخطاب الدينى لا بد أن يبعث الأمل فى الأمة، وأن يستلهم من ذكرى نصر أكتوبر ٧٣ روحها، ففى الوقت الذى كان يشع فيه العدو ويقول إنهم جيش لا يُقهر، استطعنا قهره، فمن يظن أن الحالة الراهنة، المليئة بالمعاناة والظروف الصعبة وغلاء الأسعار، ستستمر لا بد أن نقول له ونذكره بهذا الانتصار العظيم وأننا باستطاعتنا النهوض بمصر على سواعد متكاتفة، لذا لابد أن يدعو الخطاب الدينى إلى النهوض بالناس والوطن لبناء حياة أفضل، بل نقول إن هذا الخطاب الذى يغرس الأمل فى النفوس هو قاطرة أمل نحو غدٍ أفضل».

داعية سلفى: «الكاجوال» غير ملتزمين بالشرع الصحيح!
على الجانب الآخر، يقول الداعية السلفى سامح عبدالحميد، إن الدعوة بعد انتصار أكتوبر ٧٣ تعرضت لمد وجزر، بحسب حاجة النظام السياسى للسلفية فى مواجهة الإخوان، لخلق توازن نوعى فى الاستقطاب الجماهيري، حتى لا تنفرد جماعة الإخوان بالسيطرة على واقع الدعوة، وهو ما حدث بالفعل، حيث حدث انفتاح للدعوة السلفية فى أواخر السبعينيات ليتكون أول كيان سلفى علمى للدعوة السلفية فى عهد السادات، وهذه سنوات المد وتبعتها سنوات شد وجذب أيام مبارك وانتهت بتضييق دعوى غير مسبوق.
ويُضيف عبدالحميد: «الدعوة السلفية كانت وما زالت ملجأ لكثير من الناس فى فض النزاعات القبلية والعائلية، ولكن لم تستطع أن تقوم بالدور الاجتماعى كاملًا على كل الأصعدة لضيق ذات اليد وشدة المراقبة الأمنية لأى تحرك سلفى مجتمعى مما أوجد فجوة حقيقية بخلاف ما كان عليه الإخوان وما يملكونه من أموال لا تخضع للسيطرة الأمنية».
ويُتابع عبدالحميد: «كانت السلفية أقرب إلى ثقة الناس فى الفتوى والدعوة من الأزهر والإخوان، وهذه النقطة تحديدًا هى التى سمحت لنا بالثقل السياسى بعد ثورة ٢٥ يناير».
ويُشير عبدالحميد، إلى أن الدعاة الجدد، الذين ظهروا على الساحة مطلع الألفية الثالثة، لم يسلموا من الرد والطعن لفقرهم العلمي، بما ينعكس على دورهم الدعوى والوعظى الذى يمثل العلم فيه ركنًا ركينًا، فهم إن كان لهم دور فى جذب كثير من الشباب والفتيات المنفلت إلا أنهم تسببوا فى إعطاء صورة متسيبة منفلتة بهذه العصرنة غير المنضبطة بضابط الشرع الصحيح- على حد قوله.