الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عادل حمودة تانى؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم أفكر فى يوم من الأيام أن أدخل معركة مع أشخاص أكلت معهم عيشا وملحا، وأيضا لأننى لم أتورط فى حسابات زملاء جيلى من الصحفيين النجوم، الذين استمدوا نفوذهم من وجود «كفيل» لكل منهم، رجل أعمال أو جهة رفيعة المستوى أو دولة أجنبية، ودائما ما أقول «ربنا يسهل لعبيده»، أنظر إلى «المجد» الذى يبحثون عنه وأضحك، ربما لأننى تربية وصديق أدباء ورسامين وسينمائيين ومسرحيين وسياسيين يساريين ونقاد أكثر من كونى بتاع صحافة، وبالتالى لا تدهشنى معارك تجار الرأى العام، لأنها ليست لوجه الله والوطن، معظمها شخصية، حتى لو قالت العناوين إن الهدف هو مصر والحريات والثورات والاستقلال وما إلى ذلك من اللافتات التى يجلس تحتها مياسرهم ويجدون من يمولهم، ولكن ما قرأته أمس الأول، للأستاذ عادل حمودة أستاذ «الشطشطة الصحفية» ومربى الأجيال العتيد عن أحمد فؤاد نجم فى أخبار اليوم جعلنى أهتم هذه المرة، أولا لأن الفاجومى الكبير إلى جوار ربه الآن وهو من أساتذتى ومن أحب أصدقائى، وهو لا يستطيع بالطبع أن يرد، مذكرات عادل التى ينشرها توحى لك أنه مؤسس مصر الحديثة والحارس الأمين على أسرارها وأنه وحش الشاشة ورئيس الحكمة وكل حاجة، ينفخ فى وقائع صغيرة ليصنع شيئا يشبه «الكفتة الخالية من اللحم»، أمس الأول، يريد أن يجر شكل المهندس نجيب ساويرس فيقوم بشتيمة نجم وتجريده من نبله وإنسانيته، ساويرس قادر على الرد ولكن عليه أولا أن يكتب طلبا ويقدمه لعادل لكى يذكر اسمه صراحة، فهو يقول عن رجل الأعمال المشهور «لا أمنحه شرف ذكر اسمه»، المهم بدأ حمودة بداياته المعتادة، اختزل سيرة نجم منذ مولده وهى سيرة مليئة بالمعاناة انتهت بالسجن «الجنائى» وهذه التجارب جعلته نفعيا «وصاحب تلك السياسة البراجماتية (النفعية) مرونة عالية من المديح لمن يساعده سرعان ما تنقلب إلى هجاء مؤلم إذا ما اختلفت المصالح وتقاطعت الطرق وتضاربت الأهداف»، ودلل على هجومه على هيكل والتقرب إليه فيما بعد، ومعركته مع الشيخ إمام وبالطبع معركته معه، والتى كان سببها كما يقول الأستاذ إن نجم استسهل كتابة مذكراته فى روز اليوسف، وبدلا من الكتابة عن نضاله وتجاربه فى السجن والكتابة، راح يكتب عن «الحشيش وفراخ الجمعية»، فأوقف نشر الحلقات، وعندما تطوع رجل الأعمال (بدون ذكر أسماء) للاحتفال بعيد ميلاد الفاجومى غضب الأستاذ عادل وخاف على نجم وهو فى السبعين!، «ما الذى يحصل عليه حتى يفتش عن حفل تكريم يحلم به فى مطعم فايف ستارز؟»، ثم نتطرق لكتاب «أنا بقى وعادل حمودة» الذى كتبه على غرار «أنا والجنزورى» لصاحب المذكرات، وقال إنه بتمويل الشخص الذى لن يذكر اسمه وأنه لم يوزع، رغم أنه وزع جيدا ويوزع حتى الآن، المهم، كتابة عادل حمودة هذه المرة ومثل كل مرة، خالية من البروتين، كتابة استسهال وتذكر معارك قديمة لم تكن كبيرة على أى حال، كتابة يستمتع صاحبها بشتيمة شخص مات ويجرده من أجمل ما فيه، كتابة ينقصها النبل، يذكر عادل حمودة أنه جاءنى هو وإبراهيم عيسى لكى أقنع الشاعر العظيم أحمد فؤاد نجم بأن يكتب إقرارا بخط يده يفيد بأن نجم لم يقصد فى كتابه أن «عادل حمودة قواد وشاذ» كما كتبت جريدة الأسبوع، ولأنه يريد مقاضاة عمرو الليثى وحده، ونجحت فيما فشل فيه الآخرون، واستجاب نجم وتهاتفا على تليفونى النوكيا وكانت مكالمة دافئة للغاية، بعدها بيومين أخذ الكاتب السبعينى الورقة التى كتبها إكراما لى ودار بها على الأماكن الليلية ويقول أمام سيدات المجتمع «ركعت نجم وأجبرته على الاعتراف بالخطأ»، هو لا يعرف أن نجم اعتبرنى مسئولا وحدثت بيننا جفوة قصيرة بسبب هذه الندالة، لن يصدقك أحد يا أخ عادل، نجم عاش غنيا بتاريخه وأصدقائه، كان سريع الغضب بالتأكيد، ولكنه كان يروق إذا صادفته ابتسامة صادقة، بالطبع لم يقرأها على وجهك، أنت لم تتفضل عليه حين كتب فى روز اليوسف، هو الذى تفضل، ونثر نجم جميل أيضا مثل شعره، أنت غير مشغول بما يشغله، أنت مشغول بأشرف مروان وبوتفليقة وجمال عبدالناصر باعتبارك زعيما قديما، ولكن نجم وأمثاله ناس على باب الله.. وخليك فى حالك.