رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تليفزيون البوابة

"ملكوت الأرواح".. حكايات المريدين من ركاب "شيخ العرب"

«ملكوت الأرواح»
«ملكوت الأرواح»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يهرول إليه العاشقون من كل فجٍ وناحية، رجالًا ونساءً، أطفالًا وشبابًا، صغيرهم وكبيرهم، قويهم وضعيفهم، وكلًا منهم له غايته وأسبابه التي جاء من أجلها؛ حين تُناظرهم تجد قلوبهم تتحدث قبل وجوههم وألسنتهم، ناهيك عن البريق التي تبعث به الأعين، وكأنها لغريق يتعلق بـ«طوق النجاة»، إنهم السائرون على الأقدام قاصدين الأولياء وأصحاب الكرامات. 
إن قررت أن تُحاكيهم عن قرب، تجد القلوب تنبض بالذكر، والأرواح تُحلق فوق السحاب بالمديح، والعقول تسبح في ملكوت الأرواح والكرامات، المئات بل الآلاف مصاحبين بعضهم البعض، قد لا يعلم أحدهم الآخر؛ ولكن جميعهم على منوالٍ واحدٍ، فهذا عشقُّ مختلفُّ ليس بمقدورك أن تدركه، إلا إذا كنت عاشقًا ولهانًا ومريدًا طالبًا لصحبة الأولياء وذوي الكرامات.
ظهر أمس اليوم الجمعة، انطلقت فعاليات ركب «شيخ العرب» السيد البدوي، سيرًا على الأقدام، والذي تقيمه الطرق الصوفية من كل عامٍ، احتفالًا بذكرى مولده، ليبدأ الرحال من مدينة الخانكة، بمحافظة القليوبية، وصولا إلى ضريح البدوي بمدينة طنطا بمحافظة الغربية.
تضمن الركب، تسيير 70 جملًا، تم ترقيمها حسب أقدمية المشاركة في تاريخه، الذي يمتد لعشرات السنين الماضية، بمحملة بالطعام والماء والأمتعة، إلى جانب عددٍ من الأحصنة والحمير، وعربات «الكارو»، التي تحمل المشاركين في الاحتفالات، والتي تُختتم بـ «الليلة الكبيرة» الخميس المقبل.
«شيوخًا ورجالًا ونساءً وأطفالًا»، شاركوا في الركب، بعد أن اصطف الجميع، وُربط الجمال بعضها البعض بواسطة الحبال، ليوضع على ظهرها الـ «سحاري» وهي «صناديق خشبية تحوي الأمتعة»، ليبدأ الموكب من مركز أبو زعبل وبعض قرى القليوبية، وصولا إلى قرية سندوة، حيث يقام احتفالا يتضمن ليلة ذكرى وصلوات، ومنها إلى شبين القناطر وبركة السبع وقري المنوفية وصولا لسيجر، مرورًا بـ 12 قرية من المحافظات الثلاث «القليوبية والمنوفية والغربية»، يستقبلونهم الناس ويحتفون بهم بـ«الزغاريد» والفرحة وكرم الضيافة.
ذكر الأهالي أن ركاب «شيخ العرب»، متوارث منذ 820 سنة، ويتم تجهيزه كل عام، بمشاركة بعض الطرق الصوفية، إلى جانب عدد من العائلات التي توارثت عن أجدادها الركب، مشيرين أن الموكب هو امتداد لمحمل «كسوة الكعبة»، الذي تم تحويله إلى السيد البدوي بعدما أصبحت الكسوة تصنع بالمملكة العربية السعودية.