الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

زي النهاردة.. 1988 "محفوظ" يتهم زوجته بـ"الهلوسة" بعد فوزه بـ"نوبل"

نجيب محفوظ - أرشيفية
نجيب محفوظ - أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذهب نجيب محفوظ إلى مكتبه في جريدة «الأهرام» كعادته، وجلس مع الأصدقاء والزملاء، وتحدثوا في موضوعات شتى كان من بينها جائزة نوبل المنتظر إعلانها في ذلك اليوم «١٣ أكتوبر ١٩٨٨»، وحسب كتاب «صفحات من مذكرات نجيب محفوظ» لرجاء النقاش «دار الشروق- القاهرة»؛ فإنه قال لزملائه في «الأهرام»: «سوف نقرأ في الصفحة الأولى من «الأهرام» يوم غد الجمعة خبرا صغيرا عنها كالمعتاد، ونعرف من فاز بها».
عاد «محفوظ» إلى البيت، وكما يذكر لـ«النقاش»: «كانت زوجتي بمفردها ترتدي زي المطبخ، وتكاد تنتهي من إعداد الغذاء، أما ابنتاي فهما في عملهما، تناولت الغذاء ودخلت غرفة النوم لأستريح، ولم تمض دقائق معدودة إلا وجدت زوجتي توقظني من النوم في لهفة: «قوم» الأهرام «اتصلوا بك وبيقولوا إنك أخذت جائزة نوبل، فاستيقظت وأنا في غاية الغضب، معتبرا كلام زوجتي مجرد هلوسة خاصة بها؛ لأنها منذ عدة سنوات سابقة، وهى دائمة الحديث عن جائزة نوبل، وأحقيتي في الفوز بها، وكنت أقول لها إنني أرجوها أن تعقل وتفهم أن جائزة نوبل ليست سهلة المنال، كما أنني لا أفكر فيها، وأرجوها ألا تأتي بسيرتها أمامي، أو تفكر هي فيها». 
وفيما كان محفوظ يتحدث مع زوجته دق جرس التليفون، وحسب قوله: «كان المتحدث الأستاذ محمد الباشا الصحفي بالأهرام»، وبادرني بالتهنئة: «مبروك يا أستاذ»، فرددت عليه: «خير إن شاء الله»، قال لي إنني فزت بجائزة نوبل، فلم أصدقه، فأعطى سماعة التليفون إلى الأستاذ سلامة أحمد سلامة مدير تحرير الأهرام، الذي حدثني بصوت ملؤه الفرحة: «مبروك يا أستاذ شرفتنا، جاءتنا نتائج جائزة نوبل، وأنت فزت بجائزة الأدب».