الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

ذكريات جندي.. نادر عناني: وجدنا "مرجيحة وصالة سينما" في مواقع العدو الإسرائيلي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كل جندى شارك فى نصر أكتوبر، له حكاية لم يكتبها التاريخ بعد، لعل جهة رسمية تتبنى مشروع تأريخ تلك الحرب من على ألسنة جنودها فى القرى والنجوع، كٌثر هم الأبطال بعدد حبات الرمل الذى سال على أرض سيناء الطاهرة لنسترد كرامتنا ونعطى درسًا للعالم ما زال يذاكره حتى الآن.
«نادر عنانى»، أحد الضباط الاحتياط الذين شاركوا فى حرب أكتوبر، التحق بصفوف الجيش فى أبريل عام ١٩٧٢، فى ذخيرة الجيش الثالث يقول عن ذلك: «إحنا كنا فى طوارئ دايما، لكن مكناش متخيلين إن فيه حاجة هتحصل، إلا لما شوفنا الطيارات، فوق راسنا، ساعتها بس صدقنا إن فيه حرب، إحنا دخلنا بعد عبور القوات لموقع «عيون موسى»، وده كان من أقوى المواقع فى شرق القناة، لأن العدو كان مثبت فيه مدفعين كبار بيضرب بيهم السويس من حين لآخر، المدفعين دمروا شركات الزيتية ومصفات البترول، بعد تدميرنا لـ«إيلات» انتقامًا منا، وأطلقوا على المنطقة «نافا رون» تشبيهًا بموقع كان فى اليونان أيام الحرب العالمية الثانية، وكان موقعًا منيعًا عجز الحلفاء عن المرور منه».
وتابع عنانى: القوات المصرية اقتحمت الموقع، وأنا وزملائى دخلنا بعد الاقتحام، نجمع الذخيرة التى لم تنفجر والتى لم تستخدم، بنستولى عليها ونرجعها للخطوط بتعتنا فى غرب القناة، وكان من بينها مدافع «صغيرة وكبيرة»، وكانت مهتمى نقل تلك الذخائر والقذائف بخمس عربيات، لمقر قواتنا».
وأضاف: «أنا شفت أمور عجيبة فى المواقع الإسرائيلية اللى سيطرت قواتنا عليها، أشياء تؤكد أن اللى كان راسخًا فى ذهنهم إن خلاص سيناء دى بقت بتاعتهم، فكانوا حاطين مراجيح، وعاملين صالة سينما، وبار وكوتشينا، كل الذخيرة سلمتها لكن احتفظت بـ«اليافطة» لأنى كنت اتفرجت على فيلم «نافا رون»، ولما شفت «نافا رون بار»، خدتها تذكار، علشان أقول للأجيال، اللى حصل فى أكتوبر كان معجزة، العالم ما توقعش إننا بإرادتنا هنحول النكسة لنصر. 
ويحكى عنانى عن موقف تعرض له فى الحرب قائلا: «يوم ١٤ أكتوبر بالليل الضرب اشتد جداً على الجيش الثالث بالمدفعية الثقيلة، من جوا سيناء من الجانب الإسرائيلى على الجانب المصرى، وكنت راجع بـ٥ عربيات محمل ذخيرة، والسواقين وقفوا ونزلوا، وأنا كمان نزلت وكنت بزحف على الأرض كان قريب مننا لدرجة إن التراب من الانفجارات كان بيضرب ضهرى بشدة، وكنت منتظر أى إصابة فى ضهرى، لحد ما لقيت حفرة برميلية نزلت وفضل الضرب ده مستمر لحد ما وقف الضرب شوية، والحمد لله رجعنا على المعبر.
ويختتم: «خرجت من الجيش ٧٦ وبعد ما خرجت من الجيش اشتغلت مهندس فى المصانع الحربية، قسم المفرقعات وبعد شوية تركتها».