الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

أحداث تاريخية وزيارات ملكية .. تنصيب 8 آباء بطاركة داخل الكاتدرائية المرقسية...فى أبريل 1945 زار الملك فاروق المدرسة القبطية واستقبله البطريرك .. والقرعة الهيكلية لاختيار البابا الراحل شنودة الثالث

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عاصرت كاتدرائية مار مرقس الأزبكية الأثرية، التى تجاوز عمرها القرنين من الزمن، عدة أحداث ومواقف سياسية وتاريخية، وكانت مقرًا لبطاركة كبار، آخرهم البابا كيرلس السادس الذى توفى فى 1971، وبنيت الكنيسة فى عام 1800م، وبها أجساد 2 من البطاركة تم العثور على بقايا أجسادهم بالصدفة فى عام 2000؛ وهما البابا مرقس الثامن، والبابا بطرس الجاولي، والأنبا صرابامون أبوطرحة. وهى الآن مقرًا لأسقف كنائس وسط القاهرة. 

فى أواخر القرن الـ18م، وفى أيام البابا مرقس الثامن البطريرك الـ108، أيام المعلم إبراهيم الجوهري، الذى كان يتولى منصب رئيس كُتاب القطر المصري، وكان معروفًا لدى السلطات المصرية والسلطان العثماني، وقام باستصدار فرمان (قانون) من السلطان العثمانى سليم الثالث (1789-1808) ببناء هذه الكنيسة، وأودعه فى القلاية البطريركية فى عهد البابا يؤانس الثامن عشر البطريرك الـ107. وقام بعد ذلك بشراء محلات ثم هدمها، وقام بإعداد موقع لبناء الكنيسة التى كان يُزمع بناءها، فوضع أساساتها أولًا، ثم بنى بجوارها المسكن البطريركى الذى سكن فيه لأول مرة البابا مرقس الثامن عندما انتقل من حارة الروم إلى المقر البطريركى الجديد. 
وبعد وفاة إبراهيم الجوهرى فى 1795م، قام شقيقه المعلم جرجس الجوهري، الذى حل محل شقيقه بالعمل الحكومى وبدأ فى بناء الكنيسة. وبدأ بناء الكنيسة المرقسية على أرض اثنان من المسيحيين، هما المعلم يعقوب بن حنا، القائد القبطى فى أواخر القرن الـ18 وأوائل الـ19، والمعلم ملطي، قاضى الديوان الكبير فى نفس الفترة، وقد تنازلا عن الأرض للكنيسة، والتى أصبح اسمها الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية. 
وانتهى بناء كنيسة الأزبكية فى 1800م، باسم الشهيد مار مرقس الإنجيلى فى الأحد 5 توت سنة 1517 للشهداء، الموافق 15 سبتمبر 1800م، فى عهد البابا مرقس الثامن، وقام البابا كيرلس الرابع الـ110 بافتتاح مدرسة الأقباط الكبرى عام 1855م، وفى عام 1857م قام بهدم الكنيسة المرقسية، ووضع أساس الكنيسة الموجودة حاليًا فى 6 مايو 1859م، وتوفى العام التالى قبل استكمالها، واستكملت فى عهد خليفتيه البابا ديمتريوس الثانى الـ111، والبابا كيرلس الخامس الـ112. وفى الـ15 من سبتمبر الماضي، احتفلت الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية بمرور218 عامًا، على إنشائها.

وصف الكنيسة
اكتشاف مدفن يضم 4 صناديق تحوى أجساد بطاركة سابقين عام 2000
الكرسى البطريركى يُعد من أفخم الكراسى البطريركية وأكبرها حجمًا
البابا يوساب الثانى أنشأ مقرًا لإقامة مطارنة وأساقفة أقاليم الكرازة المرقسية الكبرى بالأزبكية
البابا كيرلس الرابع أمر بإنشاء كنيسة الشهيد إسطفانوس على مساحة 220 مترًا

يرتفع مستوى أرضية الكنيسة عن مستوى الشارع والفناء الواقع غربها وشمالها وجنوبها بحوالى 55 سم، وبها ممرات موجودة من ثلاث جهات غربا وشمالا وجنوبا، ويقع الباب الرئيسى فى الجهة الغربية، وبابان آخران بالجهة البحرية والقبلية.
ومن أهم ما يميز الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية، واجهتها الأثرية الضخمة المليئة بالشبابيك الخشبية والمشربيات، ومنارتاها الأثريتان الواقعتان فى الناحية الغربية من الكنيسة.
ويرى الداخل إلى صحن الكنيسة من المدخل الرئيسى شبابيك مستطيلة فى جدران الكنيسة من الثلاث جهات البحرية والغربية والقبلية معقودة بعقد نصف دائرية، ولها نوافذ من زجاج ملون تحكى الأحداث الهامة فى حياة السيد المسيح، منها البشارة، الميلاد، العماد، الدخول إلى أورشليم.. إلخ
ويعلو الكنيسة فى القطاع الأوسط قبة كبيرة بيضاوية الشكل رسم بها صورة للسيد المسيح بكامل هيئته، وهو يبسط يديه بالسلام وتحيط به الملائكة، وتمتلئ الكنيسة بالمقاعد الخشبية المتقنة الصنع وتتسع لـ1000 شخص، وتجلس النساء عن يمين الرجال، بينما كانت النساء حتى منتصف القرن العشرين يجلسن فى الشرفات العليا فقط (بيت النساء) الذى يحيط بالكنيسة من ثلاث جهات (البحرية والغربية والقبلية) ويتكون بيت النساء من دورين يتسع للمئات.
الإنبل
يقع فى الجهة البحرية الشرقية من صحن الكنيسة، وهو يلتف صاعدا حول العمود الرخامى الثالث يسار الداخل إلى الكنيسة، وكان يستخدم فى العصور الماضية للوعظ، كما يستخدم حاليًا لأداء بعض الصلوات والألحان فى خميس العهد والجمعة العظيمة من أسبوع الآلام. والإنبل مكون من ثلاثين درجة سُلم تعلوها مقصورة خشبية تحوى ستة أيقونات وزخارف.
الكرسى البطريركي
يعد من أفخم الكراسى البطريركية وأكبرها حجمًا، ويقع على يسار الجزء الأوسط من خورس الشمامسة، ويغلب عليه اللون الذهبى وله ثلاث درجات من السلالم للصعود إليه. وطاقية الكرسى (أوالخوذة) التى تعلوه تشبه التاج الذى يرتديه البابا البطريرك ويعلوه صليب كبير مذهب.
حامل الأيقونات
ويفصل بين صحن الكنيسة والهياكل، وقد ورد فى مخطوط أبوالمكارم عن الكنائس والأديرة القديمة ذكر كلمة (قاطوع) أو (مقطع خشبي). ويرجع تاريخ حامل الأيقونات بالكنيسة لعام 1879م، أى فى عهد البابا كيرلس الخامس الـ112 (1874- 1927). 
ويعتبر من القواطيع الخشبية فريدة الطراز، ومصنوع من خشب الأرز، وقد رسمت أيقوناته على رقائق من الذهب فى صفين متوازيين، يحتوى الصف السفلى على 14 أيقونة، بالإضافة إلى 3 أيقونات مرسومة على أبواب الهياكل الثلاثة، أما الصف العلوى فيحتوى على 17 أيقونة تتخللها أيقونات للبشارة والميلاد والقيامة تعلوها من الجزء الأوسط أيقونة «العشاء الأخير» وفوقها صليب كبير عليه السيد المسيح وحوله من اليمين أيقونة السيدة العذراء، ومن اليسار أيقونة القديس يوحنا الإنجيلى، واشترك فى رسم هذه الأيقونات الفنان الأورشليمى نيقولا ثاؤدورى ومجموعة من الفنانين البارعين.
الهياكل 
يوجد بالكنيسة ثلاثة هياكل، الهيكل الأوسط «الرئيسي» باسم القديس مار مرقس الرسول، والحائط الشرقى للهيكل به حضن الآب وقد نقش عليه أيقونة السيد المسيح جالسًا على العرش والمعروفة باسم الـ«باندو كراطور» (ضابط الكل) ويوجد أسفلها سبع درجات رخامية ثلاثة منها مستطيلة والأربعة نصف دائرية. بالإضافة إلى الهيكل البحري: باسم الشهيد مار جرجس، والهيكل القبلى باسم الشهيد أبوالسيفين. 
ويتوسط كل هيكل من الثلاثة مذبح رخامى تعلوه قبة مقامة على أربعة أعمدة رخامية لها تيجان بها زخارف نباتية، وقد رسم بكل قبة صورة للسيد المسيح عند تأسيس «سر التناول». 
مزار الآباء البطاركة «البحري»
وهو الموضع الذى أعده البابا كيرلس الرابع الـ110 فى الناحية البحرية الشرقية للكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية مع نهاية الممر الواقع بينها وبين كنيسة الشهيد إسطفانوس الملاصقة لها. 
مزار الآباء البطاركة «القبلي»
وهو المدفن الذى ثم اكتشافه فى عام 2000م بالجهة الجنوبية الشرقية من الكنيسة الكبرى، وهو أقدم من المدفن البحري، وعن قصة هذا المدفن يذكر الأنبا رافائيل، أسقف عام كنائس وسط القاهرة، «أنه عندما كان العاملون بالكنيسة يقومون بإزالة بعض الأنقاض بجوار المدفن، وجدوا بابًا مغلقًا واثناء إزالة الأتربة عنه حدث كسر وفتحة صغيرة فى الباب ليجدوا خلفه حجرة كبيرة بها أربعة صناديق تضم أجساد البابا مرقس الثامن، والبابا بطرس السابع، بالإضافة لصندوق يحوى رفات الأنبا صرابامون أبوطرحة، أسقف المنوفية، والذى كان مرتبطًا بالبابا بطرس السابع ارتباطًا وثيقًا ودفن فى 1853م، والصندوق الرابع يضم جسد أحد الآباء، ولم يستدل على اسمه حتى الآن. 
وفى 15 يوليو عام 2000 قام الأنبا رافائيل ومعه القس غبريال عبدالنور، كاهن الكنيسة بفتح باب المدفن، وتم وضع أجساد الآباء فى أنابيب جديدة، وتم تغليفها بجلد طبيعى ووضعت عليها الكسوة المناسبة. 
وفى عشية 15 سبتمبر 2000، قام البابا الراحل شنودة الثالث بافتتاح مزار الآباء البطاركة (القبلى) فى حفل مرور 200 سنة على تدشين الكنيسة. ويوجد داخل المزار مقصورة رخامية حديثة تحتوى على صورة البابا مرقس الثامن والبابا بطرس السابع والأنبا صرابامون أبوطرحة. 

كنيسة الشهيد إسطفانوس 
فى الجهة الشرقية لكنيسة الأزبكية توجد كنيسة باسم «الشهيد إسطفانوس»، وقد أمر البابا كيرلس الرابع بإنشائها أثناء بناء مدرسة الأقباط الكبرى الثانوية، والتى افتتحها البابا عام 1855م، مساحة الكنيسة حوالى 220 مترا، ولها ثلاثة مداخل فى الناحية الغربية، وبها ثلاثة هياكل؛ الأوسط حمل اسم إسطفانوس وحبيب جرجس، والبحرى باسم الشهيد مار مينا والبابا كيرلس، والقبلى باسم العذراء مريم.
وقام البابا كيرلس الرابع بإنشاء مدرسة الأقباط الكبرى الثانوية بجوار الكنيسة المرقسية، وجعل التعليم بها مجانا لكل الطبقات وافتتحها رسميا 1855م بحضور وجهاء الدولة، وكان البابا يجلس بنفسه وسط الطلبة ويستمع للشرح ويناقشهم. 

المقر البابوي
يقع المقر البابوى للبطريرك فى الناحية الغربية القبلية من كنيسة الأزبكية، يمين باب الكنيسة وقد أنشأ البابا مرقس الثامن مقرًا بهذا الموقع، عندما نقل مقر كرسى مار مرقس من حارة الروم إلى الأزبكية، وبعد ذلك قام البابا كيرلس الخامس بهدم المقر القديم وبنى فى موقعه المقر الحالي، وتم تجديده فى وقت لاحق، ويتكون المقر من طابقين (الأرضى) ويحتوى على مكاتب للآباء كهنة الكنيسة المرقسية، والطابق (العلوى) ويستعمل حاليًا مقرًا للأنبا رافائيل، الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، بالإضافة إلى معرض مقتنيات الآباء البطاركة فى القرن العشرين والذى يحوى الكثير من متعلقات هؤلاء الآباء، والتى كانت موجودة فى الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية، والذى افتتحه البابا الأنبا تواضروس الثانى الأحد 8 مارس 2015 بمناسبة الاحتفال بعيد البابا كيرلس السادس.
وقام البابا يوساب الثانى بإنشاء مقر لإقامة مطارنة وأساقفة أقاليم الكرازة المرقسية الكبرى بالأزبكية أثناء تواجدهم بالقاهرة، كما افتتح عام 1950 المكتبة اليوسابية والقاعة الملحقة بها فى الطابق الأرضي. 

تجديدات بالكنيسة
أجريت على الكنيسة المرقسية عدة ترميمات وتجديدات، حيث قام البابا يؤانس الـ19 بترميم الكنيسة وهدم السور القديم وبنى سورًا عاليًا وتوجد على هذا السور لوحة رخامية كتب عليها (ى 19 بـ 113) تعنى البابا يؤانس التاسع عشر البطريرك الـ13.
كما قام البابا كيرلس السادس بترميم جميع جدران الكنيسة وأعمدتها فى 1964 واستغرق حوالى سبع سنوات، وفى 1970 قام البابا كيرلس بتجديد وتوسعة كنيسة الشهيد إسطفانوس واستمرت حتى أوائل 1973م. وأعاد البابا شنودة الثالث ترميم الكنيسة الكبرى والمقر البابوى عام 1991م، وافتتح بتدشين المعمودية الحالية فى 6 مارس 1995م وهى مزينة من الداخل بالعديد من آيات الكتاب المقدس وأقوال الآباء محفورة على لوحات رخامية وتعتبر تحفة فنية رائعة، وجار حاليا تنفيذ أعمال التجديد والترميم للكنيسة والتى بدأت عام 2015.

أحداث تاريخية وزيارات ملكية 
تنصيب 8 آباء بطاركة.. داخل الكاتدرائية
فى أبريل 1945 زار الملك فاروق المدرسة القبطية واستقبله البطريرك 
القرعة الهيكلية لاختيار البابا الراحل شنودة الثالث فى 31 أكتوبر 1971

فى كتاب «الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية» للأرشيدياكون فؤاد شفيق، رئيس شمامسة الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية، يروى لنا العديد من الأحداث التاريخية والرسامات لبطاركة ومطارنة مصريين وإثيوبيين تمت داخل كاتدرائية الأزبيكة ومنها، تنصيب ثمانية من الآباء البطاركة (البابا بطرس السابع- البابا كيرلس الرابع- البابا ديمتريوس الثاني- البابا كيرلس الخامس- البابا يؤانس الـ19- البابا مكاريوس الثالث- البابا يوساب الثاني- البابا كيرلس السادس) وسيامة آباء مطارنة لقيادة الكنيسة الإثيوبية. 
فى 30 أبريل عام 1945م، زار الملك فاروق الأول مدرسة الأقباط الكبرى الملاصقة للكنيسة لافتتاح أسبوع النشاط المدرسى واستقبله البابا مكاريوس الثالث على باب البطريركية، وتفقد الملك الفصول والمعروضات المدرسية. 
فى 8 يونيو 1945م، زار مارالكسيس بطريرك روسيا والكسندروس طحان بطريرك أنطاكية للروم الأرثوذكس، كاتدرائية الأزبكية واستقبلهما البابا مكاريوس الثالث، ورتل المرتلون والشمامسة الألحان الكنسية التى تليق بهما كبطريركين عظيمين.
فى يناير 1966 انعقدت اللجنة الدائمة لمؤتمر الكنائس الأرثوذكسية الشرقية بالمقر البابوى بالأزبكية، وحضر هذا اللقاء ممثلو الكنائس، وأقيم قداس تاريخى للكنائس الأرثوذكسية الشرقية فى يوم 6 يناير1966 برئاسة البابا كيرلس السادس. وأدى الوفود الصلاة كلًا بلغته وألحانه وطقوسه، فأدى الآباء السريان صلاة الصلح، وأدى الآباء الأرمن صلاة بدء القداس الإلهي، وقام الآباء الهنود بصلوات الجزء الأول من صلاة التقديس وردد الآباء الإثيوبيون صلاة المجمع. فى جو مليئ بالوحدة القائمة بين الكنائس.
فى 24 يونيو 1968 استقبلت كاتدرائية الأزبكية رفات القديس مار مرقس الرسول عقب عودته من روما، وتم وضعه بالمذبح الرئيسى بالكنيسة، حتى يوم الاحتفال بإقامة أول قداس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية (الحالية) وإيداع الرفات فى مقره الحالى يوم 26 نوفمبر 1968. 
قام هيلاسلاس الأول، إمبراطور إثيوبيا، بعدة زيارات لكنيسة الأزبكية خلال عهد البابا كيرلس السادس وكان أولها يوم 28 يونيو 1959م لحضور الاحتفال بتنصيب الأنبا باسيليوس مطران إثيوبيا بطريركا جاثليقًا. 
أجريت بكاتدرائية الأزبكية القرعة الهيكلية لاختيار البابا الراحل شنودة الثالث فى 31 أكتوبر 1971م.
زار البابا شنودة الثالث كنيسة الأزبكية 6 مارس عام 1995م لتدشين المعمودية الحالية بالكنيسة.
فى 15 يونيو 1997م سام البابا شنودة الأنبا رافائيل أسقفا عامًا، وعهد إليه بالإشراف على رعاية كنائس وسط القاهرة.
فى يوم 15 سبتمبر 2000 زار البابا شنودة الكنيسة لحضور الاحتفال بمرور 200 عام على تدشين كنيسة الأزبكية وافتتاح مزار الآباء البطاركة بالكنيسة. 
فى 15 يونيو 2012 زار الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة والخمس مدن الغربية، الكنيسة لصلاة القداس الإلهى وسيامة عدد من الآباء الكهنة.
أقيم بكاتدرائية الأزبكية القداس الإلهى الذى جمع الآباء الذين استقر الرأى على ترشحهم للكرسى البابوى خلفًا للبابا شنودة الثالث وهم؛ (الأنبا تواضروس، الأسقف العام لإيبارشية البحيرة وتوابعها -انتخب على كرسى مار مرقس باسم البابا تواضروس الثاني- والأنبا رافائيل، الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، القمص روفائيل آفا مينا، القمص سيرافيم السرياني، القمص باخوميوس السرياني).
فى 8 مارس 2015 زار البابا تواضروس الثاني، الكنيسة لحضور القداس الإلهى لتذكار نياحة البابا كيرلس السادس، وافتتاح متحف لبعض مقتنيات الآباء البطاركة الذين تعاقبوا على المقر البابوى بكنيسة الأزبكية، والذى أعده الأنبا رافائيل.
فى 27 فبراير 2016م تمت سيامة الأنبا أنطونيوس المطران القبطى الـ22 للكرسى الأورشليمى والشرق الأدنى خلفًا للأنبا أبراهام، كما تمت سيامة ستة من أباء الكنيسة مطارنة بيد البابا تواضروس، وحضور 110 من المطارنة والأساقفة أعضاء المجمع المقدس وعدد من الكهنة والرهبان والشمامسة والشعب وذلك بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالأزبكية.

دخول المسيحية مصر والكرسى البطريركي
البابا الـ108 نقل قلايته من حارة الروم للأزبكية أواخر القرن الـ18 
كاتدرائية الأزبكية المقر السادس للكرسى البطريركى 
البابا مرقس الثامن أول من دفن بالكنيسة المرقسية 
وصل القديس مار مرقس، مصر فى العام 61 ميلادية، وجعل مدينة الإسكندرية مقرًا لتبشيره بالمسيحية، حيث كانت فى ذلك الوقت العاصمة المصرية خلال تبعيتها للمملكة الرومانية، واستمر كرسى البطريركية فى الإسكندرية حتى نقله البابا خريستوذولوس البطريرك الـ66 إلى القاهرة، عندما صارت القاهرة العاصمة لكثرة العلاقات التى كانت بين البابا وبين الحكومة وتم ذلك عام 1047م. 
وقد بدأ مقر الكرسى البطريركى بكنيسة العذراء بالمعلقة بوسط القاهرة، ثم نقل إلى دير أبى سيفين بمصر القديمة، ثم إلى كنيسة العذراء بحارة زويلة، وبعدها إلى كنيسة العذراء بحارة الروم، وهكذا نقل إلى الكنيسة المرقسية بالأزبكية عام 1799م، فى عهد البابا مرقس الثامن البطريرك الـ108 والذى فى أيامه تأسست حكومة محمد على الكبير بعد خروج الفرنسيين من مصر، والبابا مرقس الثامن هو أول من دفن بالكنيسة المرقسية بعد وفاته، ومن ذلك العهد أصبحت الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية هى الكنيسة الأولى بين كنائس الكرازة المرقسية، وصار لا يقام بطريرك أو مطران أو أسقف إلا بها، وأول من سيم بها من الآباء البطاركة كان البابا بطرس السابع (الجاولى) البطريرك 109، وآخر الآباء البطاركة سيم بها كان البابا كيرلس السادس البطريرك 116 حيث انتقل مقر الكرسى المرقسى فى أيامه إلى مقره الحالى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية. 
ويعود تاريخ حى الأزبكية بوسط القاهرة إلى الأيام الأخيرة من عصر المماليك فى عهد السلطان قايتباى أواخر القرن 15م.