الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تناول عدد من كبار كتاب الصحف المصرية، في مقالاتهم اليوم الخميس، عددًا من الموضوعات التي تهم المواطن المصري على رأسها مجانية التعليم وذكري انتصارات حرب أكتوبر المجيدة.
فتحت عنوان "المجانية.. ضوابط نعم.. إلغاء لا"، قال الكاتب فهمي عنبة، في عاموده "كلام بحب" بصحيفة "الجمهورية" إن أغلب من يهاجمون مجانية التعليم كانوا أول المستفيدين من هذا النظام ولولا الفرصة التي أتاحها لهم ودخولهم المدارس ثم الجامعات الحكومية.. لما حصل بعضهم على شهادات البكالوريوس والليسانس أو الماجستير والدكتوراه!!
وأوضح عنبة أن مجانية التعليم ساعدت الملايين على الدراسة وتحصيل العلم والتخرج ليصبحوا من الأطباء والمهندسين والسفراء والوزراء ومنهم من تحول إلى رجل أعمال أو صار "مليارديرًا" يستطيع أن يرسل أولاده إلى المدارس الدولية والجامعات الأجنبية فلا يعجبه التعليم المجاني الذي ربما لولاه لأصبح فريسة للجهل والأمية.
وأكد أنه توجد العديد من السلبيات في تطبيق "المجانية" لا ينكرها أحد ما أدى إلي لجوء أولياء الأمور إلى الدروس الخصوصية نظرًا لانهيار أنظمة التعليم وتكدس الفصول وتراجع مستوى المعلمين وسوء حالة المدارس وتخريج دفعات بالآلاف تعتمد على الحفظ والتلقين والتعيين عن طريق القوى العاملة ولا علاقة لهم بما يحتاجه سوق العمل.. فهم موظفون أكثر منهم متعلمين ولا يستطيعون التفكير والابتكار والارتقاء. 
ورأى الكاتب أن العيب ليس في "المجانية" وإنما في الأسلوب وتحديد الهدف.. وفي من عُهد إليهم بالتطبيق، لافتًا إلى أن 
أغلب أبناء الشعب لا يملكون مصاريف المدارس الخاصة ــ وأملهم الوحيد هو مجانية التعليم وإتاحته للجميع كالماء والهواء كما نادي بذلك وبدأه الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي ووزير المعارف في حكومة الوفد ثم تبنته بعدها ثورة 23 يوليو كأحد أهم إنجازاتها!!
وطالب فهمي عنبة بوضع ضوابط وتقنين "المجانية" وليس إلغاءها.. لأنه في دولة نامية مازالت نسبة الأمية فيها مرتفعة ومستوى الدخل محدود لأغلب الفئات.. فبدون "المجانية" والتعليم الجيد علينا أن ننتظر أجيالًا بلا انتماء بدون وعي وجهلاء.. فهل هذا ما يريدونه لمصر ومستقبلها؟!
أما الكاتب محمد بركات، فقال في عاموده "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار" تحت عنوان "السادات صانع النصر" إنه نتيجة لملحمة العبور والنصر في أكتوبر ١٩٧٣، سيظل للرئيس الراحل محمد أنور السادات مكانا بارزا، ومكانة متميزة في تاريخ مصر ووجدان كل المصريين، لن يزاحمه فيها أحد، ولن يزحزحه عنها أحد، باعتباره صانع النصر وقائد العبور، الذي كان وسيبقي لسنوات طويلة قادمة، حدثًا فريدًا في التاريخ العسكري، بما أحدثه من متغيرات جسام في مصر والمنطقة والعالم، لم يتوقعها أحد ولم يحسب حسابها أحد قبل أن تحدث.
وأكد بركات أن جسارة الزعيم المصري أنور السادات، في اتخاذ قرار الحرب وخوض معركة الكرامة والشرف وغسل عار الهزيمة، كانت شجاعة غير محدودة وجسارة تفوق أي تصور، في ظل الظروف السائدة في ذلك الحين على كل المستويات الاقليمية والدولية.
وأوضح الكاتب أن كل الظروف السائدة بالغة السوء وبالغة الخطر والدقة والحساسية ايضًا، رآها البعض صعبة بل شديدة الصعوبة، في حين رأتها الكثرة الغالبة مستحيلة، في ظل اختلال ميزان القوى العسكرية لصالح اسرائيل بصورة كبيرة.
وقال "إذا كنا نقول اليوم، إن نصر أكتوبر كان في أساسه وجوهره زلزالًا هز إسرائيل، وأطاح بأحلامها التوسعية وأسقط ما كانت تروج له من ادعاءات عن الجيش الذي لا يقهر، فإن ذلك هو ما أكدته حرب أكتوبر وملحمة النصر، التي قادها الرئيس السادات لتحرير الأرض واسترداد الكرامة لمصر وجيشها، والتي تعد بكل المقاييس إعجازًا عسكريًا، توقف أمامه العالم كله بالانبهار والاحترام".
ولفت محمد بركات إلى أن من الحقائق التي أصبحت مؤكدة وثابتة في التاريخ العسكري الآن، أن الرئيس السادات ومعه قادة جيش مصر بكل ضباطه وجنوده، وبجوارهم شعب مصر العظيم قد استطاعوا تحقيق النصر، وصناعة التاريخ بحروف من نار ونور في هذه المنطقة من العالم.
وفي عاموده "نقطة نور" بصحيفة "الأهرام" وتحت عنوان "إنذار بفشل عالمي في قضية المناخ"، تناول الكاتب مكرم محمد أحمد، تقرير علماء المناخ الدولي الذي حذر من مخاطر مخيفة تنتظر كوكبنا الأرضي إذا لم تتحرك حكومات العالم لمواجهة ارتفاع درجات الأرض المتوقع أن يتجاوز درجة ونصف الدرجة بين عامي 2030 و2052 نتيجة الاحتباس الحراري، بما يؤدي إلى ذوبان الغطاء الجليدي القطبي في مساحة جديدة من الأرض تربو على مليار ميل مربع إضافي من جليد الأرض المتجمدة.
وأضاف مكرم أن التقرير الخطير ـ الذي يقع في 400 صفحة واستند إلى أكثر من 6 آلاف دراسة ــ أكد أن ذوبان الجليد في هذه المساحة الشاسعة الجديدة من أرض القطبين خاصة القطب الجنوبي سوف يؤدي إلى إطلاق الغازات المحتبسة في الأرض المتجمدة منذ الأزل والتي يصل حجمها إلى أكثر من 40 مليار طن في العام، بما يرفع حرارة الكون إلى ما يزيد على درجة ونصف درجة مئوية ويرفع مستوى البحار والمحيطات ويؤدي إلى غرق مساحات ضخمة وهائلة من السواحل تعرض حياة ما يقرب من عشرة ملايين شخص لاسيما في المناطق المدارية الخطرة، وتدفعهم إلى الهجرة الى أماكن أخرى بما يزيد من فرص الحرب والصراع، كما يزيد من خطر الجفاف الشديد وحرائق الغابات وارتفاع مستوى الفيضانات وهطول الأمطار الشديدة، وانقراض الكثير من الكائنات الحية، وزيادة حدة أزمات الجوع ونقص الغذاء واختفاء مصايد الأسماك الاستوائية وغلال المحاصيل الأساسية.
ولفت الكاتب إلى أن تقرير المناخ ــ الذي ستتم مناقشته في قمة المناخ، التي تعقد في بولندا في ديسمبر المقبل ــ يحذر من أن الفرصة ضيقة لإنقاذ كوكبنا الأرضي وليس لدى العالم أكثر من عقد من الزمان للسيطرة على تغيرات المناخ، وتقليل حجم الانبعاثات الكربونية بما يتطلب إجراءات وتدابير غير مسبوقة وتحولًا سريعًا وبعيد المدى للحضارة الإنسانية، لأن التهاون في إجراء هذه التدابير سوف يؤدى إلى زيادة حدة موجات الجفاف وقتل المزيد من الناس! وأنه لا بديل أمام العالم عن خفض الانبعاثات الكربونية المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 45% بحلول عام 2030، وأن يتواصل هذا الخفض بما يضمن عدم تجاوز درجة الحرارة الكون درجة ونصف الدرجة.
وأكد أن المهمة تبدو صعبة إلى حد أن بعض علماء المناخ يعتقدون أن الحضارة الإنسانية على حافة الفشل، لأن المطلوب صعب التحقيق يتلخص في إجراء تغيرات ضخمة بشأن الأرض والطاقة والصناعة والنقل والمباني وتخطيط المدن، وهو أمر ربما يتعارض مع مصالح بعض الدول الكبرى.
وقال مكرم محمد أحمد، في نهاية مقاله، إن ما يزيد الفجوة الراهنة الواسعة بين العلم والسياسة، التي تلزم أستراليا الدفاع عن حقها في استخدام الفحم كمصدر للطاقة رغم أثره البالغ فى زيادة الانبعاثات الكربونية، وتجعل البرازيل فى تناقض حاد مع متطلبات تغير المناخ، لأن البرازيل ترى من صالحها قطع غابات الأمازون لصالح المزيد من الرقعة الزراعية، بينما يرى علماء المناخ أن قطع غابات الأمازون سوف يزيد الوضع سوءا، وأظن أنها المشكلة نفسها التي دفعت الرئيس الأمريكي ترامب إلى إنكار ظاهرات التغيرات المناخية رغم تقارير علماء المناخ ورغم ارتفاع درجة ذوبان القطبين، ليؤكد أن قضية تغيرات المناخ قضية اختلقتها الصين للإضرار بمصالح الولايات المتحدة! إلى أن ظهر أخيرا تقرير علماء المناخ هذا العام الذي يؤكد أن الولايات المتحدة سوف تكون أكثر دول العالم تضررًا وتأثرًا بقضية المناخ هي والسعودية والهند، إلى حد أن ست ولايات أمريكية رفضت الالتزام برؤية الرئيس ترامب، وأعلنت رفضها لقراره الغريب الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، وأكدت التزامها كولايات أمريكية بخفض انبعاثاتها الكربونية لأن ذلك في صالح الولايات المتحدة، ويبقى السؤال عن موقف مصر من تغيرات المناخ؟!