الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

جولدا مائير: انسحبت من الحياة العامة بسبب انتصار 73

جولدا مائير
جولدا مائير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى كتابه «بعد أن تسكت المدافع».. قدم محمد سيد أحمد تفنيدا مطولا لمزاعم تل أبيب أنها حققت نصرا على مصر فى معركة أكتوبر ١٩٧٣. 
تلك المزاعم التى رددها سياسيون ومعلقون إسرائيليون عقب توقف المعركة. يمهد محمد سيد أحمد لعرض فكرته التى تؤكد أن إسرائيل لم تحقق أى انتصار؛ فيقول: «لو صح ذلك - أى انتصار إسرائيل- لكان على الإسرائيليين أن يقدموا لأنفسهم قبل أن يقدموا لغيرهم تفسيرا لحالة الاكتئاب والقلق التى اجتاحت مجتمعهم بكل قطاعاته بعد نهاية الحرب، بل وارتداد الحرب إلى داخلهم، لتتخذ شكل «حرب بين الجنرالات»، يُحمّل كل فريق منهم فريقًا آخر مسئولية ما سموه بـ«الإهمال الجسيم» فى الاستعداد للحرب والتنبؤ بها..».
ويمضي: «وكان على الإسرائيليين أن يفسروا ما تلا الحرب من حركات تمرد واضطراب وخروج على الأحزاب وعلى بقية المؤسسات الإسرائيلية التى بدت-قبل الحرب- غير قابلة للاهتزاز، وبلوغ حملات الاستنكار والإدانة حد اتهام أكبر الرءوس علنا- ومنهم دايان شخصيًا- بأنهم «قتلة» و«مجرمون» والمسئولون عما لحق بإسرائيل من خسائر فى الأرواح لم تشهد مثيلا لها فى أية حرب سابقة... ثم لماذا أسفرت الانتخابات التى أعقبت الحرب فى نهاية عام ١٩٧٣ عن سقوط حكومة جولدا مائير وانسحابها من الحياة العامة وتنحية دايان وإيبان وغيرهما من الوجوه التى طالما رمزت لمعجزة إسرائيل التى لا تخطئ الخطوة ولا تقهر؟!».
بعد ذلك استعرض المؤلف الأهداف التى وضعتها إسرائيل مع بدء المعركة وسعت إلى تحقيقها؛ فيقول: «كان دايان قد أعلن فى مؤتمر صحفى بعد بدء العمليات العسكرية بيومين فقط: «ليس لدينا فى هذه الحرب أهداف سياسية. نريد فقط أن نكبدهم هزيمة مروعة.
أن نحرمهم من كل مكسب. أن نجعلهم يدفعون ثمن ما فعلوه. وأن نوقع بهم خسائر فادحة».. وفى نفس اليوم كتب المحرر العسكرى لجريدة «هآرتس»، زئيف شيف المعروف بصلاته الوثيقة بهيئة أركان حرب الجيش الإسرائيلي: علينا نحن أيضا أن نعبر القناة، وأن نحتل مواقع على ضفتها الغربية، لا بقصد احتلال مزيد من الأرض، ولكن لإقناع المصريين بألا تغريهم فكرة اختبار قوتهم مرة أخرى».
ويمضى المؤلف: «فى اليوم التالى، كتب معلق سياسى آخر هو دان شيفتان: أن على إسرائيل أن تحمّل العرب الثمن باهظا يفوق قدرتهم على تحمله. علينا أن نحملهم آثارا وجروحا أكثر إيلاما من الأراضى التى فقدوها فى يونيه ٦٧، وذلك بالتدمير المنظم لقواعدهم الاقتصادية ووسائل مواصلاتهم ومواردهم الطبيعية».
ويلخص محمد سيد أحمد، أهداف تل أبيب مع بداية المعركة، وهى، أولا: أن تحمل العرب ثمنا باهظا لأنهم تجاسروا على تحديها... ثانيا: أن تلقنهم درسا لن ينسوه ويقعدهم إلى الأبد عن معاودة المحاولة مرة أخرى... ثالثا: تأكيد أن التوازن الذى فرضته إسرائيل بفتوحاتها فى عام ٦٧ لا يجوز المساس به. 
تتبع الكاتب هذه الأهداف واحدا تلو الآخر، ليؤكد أن إسرائيل لم تحقق أيًّا منها، ومن ثم فالحديث عن انتصار إسرائيل أمر مناف للواقع.