كان الاسم يتردد وكأنه عن مدينة ليست هنا.. فلم يكن يدخلها غير أهل الصفوة حتى أن البعض أطلق عليها مدينة الرئيس.. هذا قبل أن يأت الرئيس عبد الفتاح السيسي ويغير مفاهيم كثيرة وينشئ أضخم مدينة شبابية يقصدها الوفود من كل مكان في مصر.. وبات في الإمكان لكل شاب في مصر أن يخطف أيام في تلك الجنة ببضع جنيهات وبخدمة "فايف ستار"؛ تلك المدينة التي استقبلت مؤتمرات الشباب واحتضنت شباب من كل العالم في حضرة الرئيس؛ تمثل نموذجا مصغرا لما نحلم أن تكون عليه مصر، فكل مكان بها له سحر خاص.. عنوانها النظام والسكون.. لا قمامة.. لا ورقة في طريق.. لا تحرش.. لا صخب.. حتى سواقين الميكروباصات شيء آخر مختلف.. لا كسر للقواعد.. كل شيء منظم.. ويمكنك الذهاب إلى أي مكان في المدينة فقط بجنيهين؛ ويمكنك الاستمتاع في البحر فقط بعشرة جنيهات في نفس مكان الشواطئ السياحية، يمكنك دخول كل الأماكن ولن يستطيع أحد استغلالك فالقانون مطبق ويخشاه الجميع.. المساجد هنا ذات تصميم معماري فريد؛ أشهرها مسجد الصحابة في منطقة السور القديم التي على مقربة منها تستطيع أن ترى البحر يداعب الجبل في منطقة الخيمة، على مقربة من السوق بضع خطوات تستطيع أن تقطعها سيرا على الأقدام، بالإضافة إلى التصيميم المعماري الفريد لكنيسة السمائيين، وهناك على الهضبة تجد كافيهات أشهرها "فرشة"؛ وكأن أحد ما نحت الجبال ووضع فيها مقاعد خشبية وجلسات عربية بداخلها، البحر وضوء الشموع المنبعث من الجبل كفيل على أن يأخذك لزمن آخر.. انبهار السائحين بطبيعة مصر؛ يجعلك تدرك أن الله اختص هذا الوطن بما لا يختص به غيره؛ بجنيهين فقط تطير إلى "خليج نعمة" لتسير هناك في الممر كأنك سلطان ترك لتوه عرشه ليشارك الناس فرحته، إذا كنت من هواة المغامرات فعليك ب"سفاري" أو ركوب الباراشوت أو حجز رحلة بحرية فقط ب180 جنيها شاملة وجبة غداء ويمكنك التمتع بتجربة الغطس تحت الماء بـ120 جنيها.. قبل أن تودع المدينة الساحرة لن تملك سوى أن تترك ورقة صغيرة مكتوب عليها كنا هنا حيث يوجد قطعة من الجنة.
