كل عام، تطالعنا الأخبار باتخاذ كل الإجراءات لاستقبال العام الدراسى الجديد، والحد من التسرب من التعليم، ومواجهة الباعة الجائلين أمام المدارس، ولكن تبقى تلك الإجراءات مستمرة خلال الأيام الأولى فقط لحين انتهاء زيارات المسئولين وعدسات التصوير التى ترافقهم، وسرعان ما تختفى تلك الإجراءات. وبعد مرور عدة أيام، على بدء العام الدراسى فى أكثر ٩٠٠ مدرسة بمحافظة الأقصر، رصدت «البوابة نيوز» تسلق عدد من التلاميذ أسوار مدارسهم للهروب منها، ما يعرضهم لخطر السقوط، وكذلك ظاهرة انتشار الباعة الجائلين بمحيط أسوار مدارس المحافظة؛ حيث انتشرت عربات البائعين أمام أبواب المدارس، لعرض سلعهم التى تُصنع تحت بير السلم، كـ «اللوليتا وغزل البنات ومخلفات الشيبسي» وغيرها من الأطعمة والمواد الغذائية التى لا يوجد عليها رقابة من الجهات المختصة.
فمدينة إسنا، التى تعد من أكبر المدن بمحافظة الأقصر، ويعيش بها أكثر كثافة سكانية على مستوى المحافظة، تعيش حالة من الفوضى؛ حيث تتزايد الإشغالات والباعة الجائلين ومروجى المأكولات مجهولة المصدر أمام أبواب وأسوار المدارس، ويتهافت الطلاب على الشراء منها دون معرفة مدى سلامتها على صحتهم.
ويقول مسلم أحمد، مرشد سياحي، إن ظاهرة الباعة الجائلين أمام المدارس أصبحت من علامات الدراسة، بسبب انتشارها بكثافة، والبعض يرى العام الدراسى بمثابة «سبوبة» ينتظرونها من العام للعام، ويبيعون مواد غذائية مجهولة المصدر وغير صحية مثل السندوتشات التى يتجمع عليها الذباب، ما يهدد صحة وسلامة التلاميذ الذين يتناولون هذه الأغذية، مشيرا إلى أن بعض الباعة يقفون بالعربات اليدوية، أمام بعض المدارس التى تقع بمناطق حيوية، وأن الانتشار العشوائى للبائعين أمام المدارس الخاصة والحكومية، قد يتسبب فى كوارث أخرى مثل حالات الخطف، وبالفعل تم إحباط أكثر من محاولة لخطف الفتيات من قبل بعض الباعة الجائلين.
أما مروة محمود، إحدى أولياء الأمور، فقالت: «أنا ابنى يأخذ سندوتشات من البيت، ولكنه أحيانا يحب أن يشترى من الباعة مثل زملائه الذين يقبلون على شراء هذه المنتجات المجهولة من أى بيانات، وتفتقد لخواصها الطبيعية من حيث المظهر والطعم والقيمة الغذائية، وخبراء التغذية أكدوا أن هذه المنتجات أصبحت «سرطانات» تستهدف أجساد الأطفال وتلاميذ المدارس».
من جانبه، قال الدكتور عبداللطيف أحمد عمران، مدير مديرية التربية والتعليم بالأقصر، إنه تم إصدار قرار بمنع انتشار الباعة بمحيط المدارس، أو أمام الأبواب، والتنسيق مع الأجهزة المعنية «التموين والصحة ومراقبة الأغذية» لملاحقتهم.
