الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

تفاصيل القمة الثلاثية السادسة بين مصر وقبرص واليونان

القمة الثلاثية السادسة
القمة الثلاثية السادسة بين مصر وقبرص واليونان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقدت فعاليات القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، في جولتها السادسة، اليوم الأربعاء، بجزيرة " كريت"، وذلك بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس"، ورئيس الوزراء اليوناني "أليكسيس تسيبراس"، وذلك في إطار آلية التعاون الثلاثي التي انطلقت بالقاهرة في نوفمبر ٢٠١٤.
وهدفت القمة إلى البناء على ما تحقق خلال القمم الخمس السابقة وتقييم التطور في مختلف مجالات التعاون ومتابعة المشروعات الجاري تنفيذها في إطار الآلية، وذلك في سياق دعم وتعميق العلاقات المتميزة بين الدول الثلاث، بالإضافة إلى تعزيز التشاور السياسي بينهم حول سبل التصدي للتحديات التي تواجه منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط.
كما شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس، ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، مراسم التوقيع على مذكرات تفاهم واتفاقيات عقب القمة الثلاثية.
وتضمنت المذكرات التالي:
مذكرة تعاون في مجال التأمينات الاجتماعية.
مذكرة تعاون في مجال التعاون الجمركي الفني.
مذكرة تعاون في مجال التعليم.
مذكرة تعاون في مجال المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال.
مذكرة تعاون في مجال الاستثمار.
كما عقد الزعماء الثلاثة مؤتمر صحفي تناول أبرز ما جاء في المباحاثات المشتركة.
وألقي الرئيس السيسي كلمه خلال المؤتمر الصحفي للقمة السادسة لآلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان بجزيرة كريت في اليونان جاء نصها:
إنه لمن دواعي سروري أن أتواجد معكم اليوم في جزيرة كريت اليونانية، هذه الجزيرة الرائعة، وأن أعرب عن امتناني للسيد رئيس الوزراء "أليكسيس" على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
فسعادتي بالغة بالمشاركة في القمة السادسة لآلية التعاون بين دولنا الثلاث، والتي باتت تمثل أساسًا استراتيجيًا راسخًا في المنطقة، وانعكاسًا لرغبتنا الصادقة في المُضي قدمًا في مسيرة شراكتنا الممتدة، التي لا تتأسس على حقائق الجوار الجغرافي فحسب، وإنما تستمد قيمتها وأهميتها المضافة من ميراث تاريخي، وقاسم ثقافي مشترك، تشكلت معالمه على مدار عقود متتالية من التواصل الحضاري بين شعوبنا عبر ضفتَي المتوسط.
لقد أكدنا في اجتماعنا صباح اليوم التزامنا بالعمل سويًا، من أجل ترجمة إرادتنا المشتركة إلى مزيد من الخطوات العملية، للانطلاق بمختلف مجالات التعاون إلى أبعد مدى، استنادًا إلى قناعة راسخة بما تُضفيه هذه الآلية من قيمة حقيقية وما تشكله من نموذج يحتذى به للتعاون الإقليمي في خضم التحديات المتصاعدة التي تمر بها المنطقة.
إنني على ثقة في أن قمتنا الثلاثية، وما تشهده من زخم سياسي واقتصادي، إلى جانب علاقات الصداقة والتعاون فيما بين دولنا وشعوبنا، ستمثل دائمًا حصنًا منيعًا في مواجهة تلك التحديات المتصاعدة، وعلى رأسها اتساع دائرة التطرف والإرهاب الذي يسعى لتحقيق أهدافه باسم الدين، سواء لهدم مفهوم وكيان الدولة الوطنية ومؤسساتها، أو لتدمير المجتمعات والحضارة الإنسانية، فضلًا عن التحديات المتعلقة بقضايا اللاجئين والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة.
ولقد استأثرت التطورات الجارية في المنطقة بجزء هام من مباحثاتنا، حيث ناقشنا سبل التعامل مع الصعوبات القائمة التي تحيط بالواقع الإقليمي، مع تأكيد أهمية اضطلاع الأطراف الإقليمية والدولية كافةً بمسئولياتها في هذا الصدد، من أجل تجنيب المنطقة الأخطار التى تحيق بها، وذلك من خلال احترام المبادئ المستقرة بين الدول، وإعلاء قيم حسن الجوار والعيش المشترك، فى إطار من سعة الأفق ونبذ العنف والكراهية، واعتماد الحل السلمي للنزاعات، كسبيل وحيد لاستعادة الأمن والاستقرار فى منطقتي الشرق الأوسط والمتوسط.
كما شهدت قمتنا اليوم تقاربًا معهودًا في الرؤى تجاه القضايا والأزمات التي تمر بها بعض دول المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والأوضاع في كل من سوريا وليبيا، فلا مجال لوقف نزيف الدم وإعادة البناء والإعمار إلا بتسوية الأزمات سياسيًا، وتلبية طموحات الشعوب في مستقبل أفضل، وبما يفوّت الفرصة على التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، التي تستغل تلك الأزمات للنيل من دولنا وترويع شعوبنا، مستندين في ذلك إلى ما يتلقونه من دعم مالي وسياسي ولوجستي من بعض الأطراف، التي لا تتردد في الخروج عن القوانين والأعراف الدولية، كي توجد لنفسها موطئ قدم ونفوذ، وتُحقق مصالحها الضيقة على حساب أرواح ومقدرات الشعوب المُسالمة. 
وفي هذا السياق، فقد أكدنا أنه لا بديل عن استعادة الشعب الفلسطيني لجميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها الحق في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما أكدنا ضرورة استئناف المسار السياسي في سوريا في أقرب فرصة بقيادة أممية وعلى أساس إعلان جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار رقم 2254، والعمل في الوقت ذاته على معالجة الوضع في "إدلب" بصورة تحول دون تسرب العناصر الإرهابية المتطرفة إلى سائر دول المنطقة.
وانطلاقًا من المبدأ ذاته، أكدنا خلال قمتنا اليوم أهمية عدم ترك ليبيا ساحة للتدخلات الخارجية، أو جعلها بيئة حاضنة للتنظيمات الإرهابية، وهو ما يستدعي تنفيذ اتفاق "الصخيرات"، وكافة عناصر المبادرة الأممية للحل السياسي في ليبيا، والتي سبق الإعلان عنها العام الماضي، مع العمل بالتوازي على توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية في ليبيا، وتمكينها من القيام بمهامها لإنهاء الاعتماد على الميليشيات في تحقيق الأمن.
وفيما يتعلق بالقضية القبرصية، فقد أكدنا أهمية العمل على استئناف مسار المفاوضات من أجل توحيد البلاد وفقا لمقررات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وبما يراعي شواغل الجميع، ودون فرض وصاية لأحد على الآخر.
كما احتلت موضوعات التعاون الثلاثي والمشروعات المشتركة أولوية متقدمة خلال جلسة المباحثات الموسعة بين وفود دولنا، انطلاقًا من حرصنا المتبادل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، وتحقيق الاستفادة القصوى مما تحظى به دولنا الثلاث من إمكانيات هائلة ومواقع جيوإستراتيجية مميزة، تؤهلها للانطلاق بمسيرة التعاون لاسيما بمجال الطاقة ونقل الكهرباء وغير ذلك من المجالات الاقتصادية.
لا يسعني في نهاية كلمتي إلا أن أتقدم لكما بخالص الشكر، على الدور المحوري والبصيرة النافذة، والاقتناع الصادق بأهمية الارتقاء بآلية التعاون الثلاثي والانطلاق بها إلى آفاق أوسع، في إطار من الاعتدال والانفتاح والحرص المتبادل على تعزيز دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال رئيس الوزراء اليوناني "أليكسيس تسيبراس" إن القمة الثلاثية السادسة بين مصر وقبرص واليونان لها أهمية خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تشهدها المنطقة، مؤكدا على أهمية الدور المصري في العديد من قضايا المنطقة.
وقال تسيبراس في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيسين عبدالفتاح السيسي والقبرصي "نيكوس أنستاسيادس" عقب القمة إننا نعقد هذا اللقاء السادس بين الدول الثلاث في جزيرة كريت التي لها رمزية خاصة والتي تقع بالقرب من قبرص ومصر، ولانها تمثل مفترق طرق بين الحضارات وعلى وجه العموم تمثل جانب اقتصادي للبحر المتوسط ولذلك فلها اهمية استراتيجية خاصة.
وقال رئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس، إنه تم كذلك خلال القمة مناقشة سبل حل القضية الفلسطينية والأزمة الليبية، مؤكدا أنه حان الوقت لحل هذه القضايا الملحة.
وأكد ضرورة وجود حوارات تستهدف الوصول إلى حل دائم للمشكلة الفلسطينية يقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقرة إلى جانب إسرائيل تكون عاصمتها القدس الشرقية، موضحا أن كل هذه الموضوعات بجانب محاربة الإرهاب لا يمكن أن تتم بدون دور مصر الهام.
وأكد الرئيس القبرصي "نيكوس أنستاسيادس" أن اللقاء الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان جاء ثمرة اجتهاد كبير في العلاقات بين الدول الثلاث وإضافة هامة للروابط المشتركة بينهم. 
وقال أنستاسيادس ـفي مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني "أليكسيس تسيبراس عقب القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان في كريت، اليوم الأربعاء- إننا نشكر اليونان على حسن استضافة القمة في جزيرة كريت، مضيفًا أن كريت تمثل رابطًا بين حضارات الدول الثلاث وجزءًا لا يتجزأ من حضارة اليونان ولها رمزيتها الهامة؛ لأنها تقع في مفترق الطرق بين الحضارات.
وأضاف رئيس قبرص أن جزيرة كريت تمثل محور ارتكاز للارتباط بين مصر واليونان، مضيفًا أن هذه اللقاءات تسهم في تحقيق الرؤى المشتركة بين الدول الثلاث ونتائج مثمرة في إطار التعاون الاقتصادي والثقافي والحضاري.
وأكد أنستاسيادس إصرار الدول الثلاث على النجاح في تحقيق تعاون على مستويات أخرى، فضلًا عن التعاون الثنائي في مجال الاستثمار وتبادل المعلومات وبالفعل تم تحقيق خطوات هامة في هذا المجال، مضيفا أن في هذا اللقاء لم يتم تجاهل عملية السلام في المنطقة.
وقال الرئيس القبرصي إن:"اللقاء تم لتوسيع التعاون في المنطقة ومع لبنان والأردن، وبالتالي ما سيتم هو توسيع نطاق دعمنا وتعاوننا مع دول المنطقة بوجه عام، ما يؤدي إلى تحقيق السلام في المنطقة وأعتقد أننا سننجح فيه".
وأضاف أناستاسيادس "تحدثنا أيضًا عن الوضع الراهن للقضية القبرصية، وأن يتم حل المشكلة القبرصية بطريقة مرضية تمامًا".
وأضاف أن "حل المشكلة يجب أن يشمل وضعنا في الاتحاد الأوروبي، واحترام قوانينه، واحترام القانون الدولي بعيدًا عن أي مفارقات تاريخية وأن تصبح قبرص دولة داعمة".
هذا وقد أقام رئيس الوزراء اليوناني "أليكسيس تسيبراس"، مأدبة غداء تكريما للرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس، علي ضفاف جزيرة " كريت".