الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الإمام الأكبر يزور كازاخستان.. منح "الطيب" الدكتوراه الفخرية.. و"دور القيادات السياسية في العالم الإسلامي" بمؤتمر زعماء الأديان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا تقل زيارة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، إلى العاصمة الكازاخية أستانة، أهمية عن مثيلتها من الجولات الأوروبية والآسيوية التي شهدتها جولات الإمام الماضية، فالاحتفاء والتكريم سمة مشتركة جمعت بينهما، في ظل ما يتمتع به "الطيب" من محبة الشعوب المسلمة وغير المسلمة، وفي ظل دعوته للسلام والتعايش التي أرسى دعائمها من خلال عودة الحوار مع الفاتيكان بعد قطيعة 6 سنوات، ويواصل "الطيب" اليوم الأربعاء، مشاركته بافتتاح الدورة السادسة لمؤتمر زعماء الأديان، الذي ينطلق اليوم، بكلمة للشيخ في جلسته الرئيسية.
وشهد اليوم الأول من زيارة الطيب إلى أستانة أول أمس الاثنين، استقبالًا من قبل دارخان كاليتايف، وزير التنمية المجتمعية، والحاج سيريك أوراز، مفتي الديار الكازاخية، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان، والسفير هيثم صلاح سفير مصر في كازاخستان.
بينما شهد يوم أمس الثلاثاء، حصول الشيخ على "دكتوراه فخرية" من جامعة "أوراسيا الوطنية"، أعقبها كلمة أكد خلالها أهمية العلوم الأزهرية وقدرة طلاب الأزهر على الصمود في وجه جماعات التطرف.
وتستعرض "البوابة نيوز" أبرز المحطات في جولة الإمام إلى كازاخستان.

"دكتوراه فخرية"
قلدت جامعة "أوراسيا الوطنية" أكبر جامعات كازاخستان، أمس الثلاثاء، الإمام الأكبر درجة الدكتوراه، وذلك في حفل كبير شارك فيه عمداء وأساتذة وطلاب الجامعة، وحشد من النخب والشخصيات الدينية والفكرية والثقافية في كازاخستان.
حيث أعرب الدكتور يارلان سيديكون، رئيس جامعة "أوراسيا الوطنية"، عن سعادته وفخره بزيارة الإمام الأكبر، مؤكدًا أن الجامعة تعول عليها بشدة في توثيق وتطوير علاقتها مع الأزهر، خاصة في مجال تكوين وإعداد الكوادر الدينية، القادرة على نشر وتعليم الأصول والمبادئ الدينية، في المساجد والمراكز الدينية.
بينما أكد الطيب، أن مناهج الدراسة في الأزهر قامت منذ نشأته على أساس الجمع ما بين علوم النص والعقل والذوق، وعلى منهج الحوار وقبول الرأي والرأي الآخر، واحترام اختلاف المذاهب، وهو ما يجعل طلاب الأزهر أبعد الناس عن الوقوع في براثن الفكر المتشدد.
كما أشاد فضيلته بدور الشعب الكازاخي في بناء ونهضة الحضارة الإسلامية، من خلال أبنائه الأفذاذ من أمثال، الفارابي، فيلسوف الإسلام، وأبو إبراهيم إسحاق الفارابي صاحب "ديوان الأدب"، والعلامة الجوهري صاحب "معجم الصحاح".

لقاء بالرئيس "نزارباييف" 
التقى، مساء الثلاثاء، الرئيس "نور سلطان نزار باييف"، رئيس جمهورية كازاخستان، بالقصر الرئاسي "أق أوردا"، بالعاصمة الكازاخية "أستانة"، حيث أكد الرئيس متانة العلاقة التي تجمع جمهورية كازاخستان بجمهورية مصر العربية، فيما أعرب الإمام الأكبر عن سعادته بهذه الدعوة الكريمة، وشكر الرئيس والشعب الكازاخستاني الشقيق على حفاوة الاستقبال.
وبيّن "نزار باييف" أهمية مؤتمر "قادة الأديان"، الذي تنطلق فعالياته اليوم الأربعاء، مؤكدا أن غايته هي تفعيل الحوار بين الأديان والحضارات، مشيرًا إلى ما يعتري العالم الإسلامي في الفترة الراهنة من أزمات وخلافات، وموقف جمهورية كازاخستان الداعم لمساعي الحوار، معتبرًا أن العاصمة أستانة منصة يتلاقى على أرضها جميع القيادات الدينية باختلاف عقائدهم ومذاهبهم، بهدف التوافق ولم الشمل ونبذ الخلاف، الذي أصبح خطرًا يهدد العالم الإسلامي، وما نتج عنه من حروب أهلية.
وأوضح رئيس كازاخستان أن الأزهر الشريف بحكم مكانته العالمية ورسالته الإنسانية يضطلع بدور كبير تجاه قضايا المسلمين وأوطانهم، مضيفا أنه ليس أمامنا إلا الأزهر ومنهجه في مكافحة التطرف.
بدوره أوضح شيخ الأزهر، أن الأزهر الشريف يضم في جنباته عددا من أبناء كازاخستان، معربا عن استعداده التام لمضاعفة المنح دعما لكازاخستان وشعبها الطيب.
وأكد فضيلته أن الإسلام ضمن لجميع الأديان حق العبادة وممارسة الشعائر، متطرقًا للمكانة التاريخية لجمهورية كازاخستان في قلوب العرب والمسلمين، مستشهدا بالفيلسوف المسلم الفارابي والسلطان الظاهر بيبرس.
من جانبه أشار رئيس كازاخستان إلى أن مسجد السلطان الظاهر بيبرس في مصر يرمز إلى الإرث التاريخي الذي يجمع بين كازاخستان ومصر، معربا عن تقديره الخاص لما يقوم به الأزهر وشيخه الإمام الأكبر من جهود في سبيل وحدة الكلمة ونبذ الفرقة، وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين.
مأدبة عشاء 
أقام دارخان كاليتايف، وزير التنمية المجتمعية، مساء أمس الثلاثاء، مأدبة عشاء على شرف فضيلة الإمام الأكبر، والوفد المرافق له، وذلك بحضور الشيخ "سيريك أوراز" مفتي الديار الكازاخية، وعدد من القيادات الدينية والسياسية في كازاخستان.
وأعرب الإمام الأكبر عن امتنانه لحفاوة الاستقبال التي حظي بها منذ وصوله إلى كازاخستان، مشيرا إلى أن ذلك ليس بمستغرب على الشعب الكازاخي الأصيل، صاحب التاريخ الحضاري المتميز، والذي تربطه بمصر والأزهر علاقات وطيدة، كما أن لأبنائه إسهامات جلية في بناء ونهضة الحضارة الإسلامية.
من جانبه أعرب "كاليتايف" عن سعادته بزيارة الإمام الأكبر إلى كازاخستان، مؤكدا أن الأزهر يحظى بمكانة متميزة لدى أهالي كازاخستان، الذين يحرصون على إرساله أبنائهم للدراسة في معاهده وجامعته، كي يتزودوا بالعلوم الشرعية والعربية، وفقا للمنهج الأزهري المعتدل، الذي يقوم على التنوع والحوار، وقبول الرأي والرأي العام، وهو ما يمثل أهمية كبرى في دولة مثل كازاخستان، تقوم على التنوع الديني والحضاري والتعايش السلمي بين مختلف مكوناتها.
وأوضح أن خريجي الأزهر يساهمون بقوة في المساجد والمراكز الإسلامية في كازاخستان، كما أننا نتمنى إتاحة الفرصة لتدريب مزيد من الأئمة الكازاخيين في الأزهر الشريف، كي ينهلوا من علومه ومنهجه الوسطي.

كلمة المؤتمر
ويلقي اليوم الأربعاء، الدكتور أحمد الطيب، كلمته بمؤتمر زعماء الأديان، الذي تستضيفه الأستانة، حيث من المقرر أن يشير الإمام إلى أهمية دور القيادات السياسية في العالم الإسلامي ومسئوليتهم تجاه جمع الصف ونبذ الخلاف، وأن الخلاف والتنازع مآله الفشل، مشددًا على أن الأزهر سيظل داعمًا لكل مبادرة تقرب بين المسلمين، وراعيًا لكل دعوة تجمع بين الناس على اختلاف أديانهم، وترسيخ مبدأ الحوار.