السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

هارولد بنتر.. شاعر الصمت

هارولد بنتر
هارولد بنتر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اتسم مسرح الكاتب البريطاني هارولد بنتر بالغموض وذلك لتأثره بأعمال المسرحي الكبير صمويل بيكت، وتميزت أعمال وأسلوب كتابته بتكرار المفردات ونزع معانيها القديمة لتكتسب مدلولات جديدة ليخلق حالة فنية لغوية ممتعة، حصل على جائزة نوبل في الآداب وجائزة فرانتس كافكا في عام 2005.
بنتر، والذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الأربعاء، يعد أحد أبرز المسرحيين الذين أثروا الحركة المسرحية، واتسم مسرحه بالغموض تأثرًا بكتاب العبث خاصة صموئيل بيكيت وبتشيكوف ودستويفسكي وهيمنجواي.
ولد "بنتر" يوم 10 أكتوبر 1930 في لندن، وحصل على منحة لدراسة التمثيل في الأكاديمية الملكية للفن المسرحي ولم يكمل دراسته بها، ومثّل دور شيكسبير لأول مرة، واشترك في تمثيل مسرحية "هنري الثامن" وبعدها استأنف تدريبه على التمثيل في المدرسة المركزية للإلقاء والدراما.
وقدّم مسرحيته الأولى "الغرفة" فى جامعة بريستول، بالإضافة إلى عمله الثاني "حفلة عيد الميلاد" والذي يعد من أفضل أعماله، لكن واجه فشلًا تجاريًا بالرغم من الترحيب النقدي، لكن قُدمت مرة أخرى بعد نجاح مسرحيته "الناظر" والتي جعلته مسرحيًا مهمًا واستقبلت أعماله بشكل جيد.
خلقت أعماله من إيقاع الكلمات إحساسًا بالخوف والتهديد، حيث وصفت أعماله المسرحية بأنها عنيفة وسميت مسرحياته "كوميديا التهديد"، كما اعتمد أيضًا على تكرار الكلمات والألفاظ وعلى تجريدها من معناها المصطلح عليه بحيث تكتسب كيانًا مستقلا عن المعني الذي يحددها لها، حيث لقب بـ"شاعر الصمت"، لأنه يكثر من استخدام فترات الصمت في الحوار، ويهدف من وراء ذلك إلى أن يجعل المتفرج يتصور الاضطرابات النفسية أو المخاوف والأحاسيس المختلفة التي تضطرب في نفسية الشخصيات.
واهتم "بنتر" بالقضايا الفلسفية التي تبحث فيها الوجودية مثل مشكلة البحث عن الذات ومشكلة استحالة التثبت من الحقيقة وانعدام الاتصال بين البشر، حيث أصبح كل إنسان حبيس مخاوفه وأسير عالمه الخاص بالبحث في الدوافع المختلفة الكامنة وراء تصرفات الإنسان وأفعاله.
أعلنت الأكاديمية السويدية فوز هارولد بنتر بجائزة نوبل للآداب لعام 2005، معللة أن أعماله تكشف الهوية الموجودة خلف قوى الاضطهاد في غرف التعذيب المغلقة، حيث كتب العديد من المسرحيات التي نالت استحسان الجمهور والنقاد.