الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

عبد الرحيم علي.. وفضح جماعات الإسلام السياسي

الدكتور عبد الرحيم
الدكتور عبد الرحيم علي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حمل الدكتور عبدالرحيم علي، ميراثا كبيرا من سابقيه ومعاصريه من مفكري التنوير فى مصر والعالم العربي، هذا الميراث الذى أكد له أن معركته الأساسية والتى يستمد شعلتها من المعارك الكبرى التي خاضها هذا الوطن ومن بينها حرب أكتوبر، هى معركة التنوير فى مواجهة الفكر الظلامى المتطرف، حيث شارك منذ بداياته فى العديد من المؤتمرات والندوات فى الداخل والخارج، كذلك المساهمة فى كتابة العديد من الأفلام التسجيلية ومشروعات البرامج الخاصة بحركات الإسلام السياسي، كذلك محاضراته فى عدد كبير من الدول العربية والأوروبية حول هذه الجماعات ومدى خطورتها على الداخل والخارج، وقد كشف، فى معظم كتاباته وبرامجه الوجه القبيح لتلك الجماعات فاضحًا التاريخ الإجرامى الطويل لجماعة الإخوان منذ النشأة وحتى الآن، فإن لم تكن هى مرتكبة العنف والإرهاب فإنها تغض الطرف عنه ولا تعمل على إدانته إلا إذا كانت هذه الإدانة ستصب فى مصلحتها، وأيضا لا يخفى على أحد أن معظم التنظيمات الإرهابية والمسلحة التى عملت فى مصر خارجة من رحم الإخوان، سواء كانت الجماعة الإسلامية أو الجهاد الإسلامى أو التكفير والهجرة.. وفى مرحلة تالية «تنظيم القاعدة» و«داعش» وغيرها من هذه الجماعات والكيانات الإرهابية.
يؤكد «علي» فى معظم كتاباته أنه لكى ندرك مدى ما تسببت فيه أفكار جماعة الإخوان المسلمين ورؤاها، وتجربة «النظام الخاص»- الجناح العسكرى لتنظيم الإخوان- وبشكل خاص أفكار سيد قطب، العلم والمنظر الإخواني، من دمار فى عالمنا المعاصر- لابد أن نتعرف، على تأثيرات سيد قطب، على أجيال عديدة منذ بدء ما سُمى «بالصحوة الإسلامية» فى سبعينيات القرن الماضي، فقد أثر الرجل على عقول الكثير من الشباب الذين تداولوا أقواله جيلًا بعد جيل، بدءًا من مجموعة الفنية العسكرية (التى حاولت الاستيلاء على السلطة بالقوة عام ١٩٧٤ عن طريق الاستيلاء على أسلحة كلية الفنية العسكرية واستخدامها فى مهاجمة مقر الاتحاد الاشتراكى الذى كان يجتمع فيه الرئيس الراحل أنور السادات مع قادة نظامه)، وانتهاء بأجيال تنظيم القاعدة المختلفة، مرورًا بأفكار تنظيمى الجماعة الإسلامية والجهاد المصريين. هذا فضلًا عن أشهر منظرى الجهاديين فى العالم كـ«سيد إمام الشريف» المعروف بالدكتور فضل، ومصطفى الست مريم المعروف بأبى مصعب السوري، ومن ثم أبو بكر البغدادي.
تحولت الحرب من حرب خارجية إلى حرب داخلية برعاية إسرائيل وحلفائها، وما يؤكد هذا أن معظم هذه التيارات الإسلامية دائما ما تطالب وتنادى بتحرير القدس وبدلا من توجيه رصاصها للعدو الصهيونى يتم توجيه رصاصات الغدر والخيانة ليس للجندى المصرى فقط بل للمواطن المصرى أيضا، هذا ما يؤكد عليه ويفضحه الدكتور عبدالرحيم علي، من خلال كم هائل من الكتابات والبرامج التليفزيونية، فمعركتنا مع هذه الجماعات لا تقل خطورة وأهمية بحال عن معركة أكتوبر ١٩٧٣.
تميزت معركة عبد الرحيم على مع هذا الفكر الظلامى القابع فى الماضي، بالتركيز على البعد السياسى لهذه الجماعات محللًا تلك الممارسات وخطورتها، وإن استند فى بعض الأحيان إلى مرجعياتها الحديثة بداية من البنا والمودودى وسيد قطب، لكنه لم يورط نفسه فى مناقشة الجذور التى تفرعت منها هذه الجماعات فى الفقه الإسلامي، فيهتم بالعام والذى يشغل العامة دون الإغراق فى خطاب أكاديمى يقتصر على القليل من المتخصصين.