الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الضابط روفائيل تواضروس: العاشر من رمضان كانت كلمة السر في النصر العظيم

الدكتور روفائيل بولس
الدكتور روفائيل بولس تواضرس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم نعرف النوم ليلًا ولا نهارًا وشعرنا بالأمل فى الانتصار 
قال الدكتور روفائيل بولس تواضرس، المحامى العام بالنقض باللجنة العليا ورئيس حزب مصر القومي، من أبناء مركز نجع حمادى بمحافظة قنا، إن العاشر من رمضان كانت كلمة السر فى النصر، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تكن تتوقع أن تحارب مصر والجنود صائمون، مشيرا إلى تلاحم الشعب المصرى والقوات المسلحة، عبر التاريخ، وقال إن الشعب الذى هزم إسرائيل استطاع هزيمة الإخوان بمساندة القوات المسلحة فى 30 يونيه 2013.
< متى التحقت بالقوات المسلحة؟
- بعد حصولى على ليسانس الحقوق التحقت بالقوات المسلحة فى شهر يوليو عام 1973، وكنت ضابطا فى الشرطة العسكرية فى مدينة الإسماعيلية، وكنا دائما فى حالة استعداد للحرب لاسترداد سيناء ولكن لم يكن يعلم أحد داخل الجيش توقيت بدء المعركة، فقط كنا نتدرب على الحرب ثم نعود ولا ننفذ.
فى ذلك الوقت كانت مدن القناة، الإسماعيلية والسويس وبورسعيد، خالية من المدنيين، بعد تهجير الأهالى منها إثر هزيمة 1967، وكل رجل تدب فيها كانت ترتدى البيادة العسكرية، أى أن الحياة هناك كانت عسكرية 100 % إلا من كان يقوم بتقديم الخدمات للقوات المسلحة فقط، وبالمناسبة عائلتى كانت فخورة بالتحاقى بالجيش، مثل كل العائلات المصرية، التى كانت تريد الحرب واستعادة الأرض المصرية من العدو الصهيونى، واستعادة كرامة المصريين.
< وما دورك أثناء المعركة؟
- كانت مهمتى الأساسية توجيه الضباط والدبابات كل حسب أماكنه، كذلك كانت لدى مهمة أخرى وهى فتح المحاور والطرق، بالتنسيق مع القيادة العسكرية العليا، وقضيت قرابة العام ونصف العام فى القوات المسلحة، وخلال تلك الفترة كانت الحياة العسكرية فى أشد أوقاتها، وخدمت فى ظل اللواء محمد عبدالغنى الجمسي، الذى كان يرأس هيئة عمليات القوات المسلحة إلى جانب تخطيط تفاصيل العمليات للحرب.
وقامت هيئة عمليات القوات المسلحة برئاسته بإعداد دراسة عن أنسب التوقيتات للقيام بالعملية الهجومية، واعتمدت على دراسة الموقف العسكرى للعدو وللقوات المصرية والسورية، وسميت تلك الدراسة « كشكول الجمسي»، وكان معنا قائد منطقة الجيش الثانى الميدانى اللواء فؤاد عزيز غالى، الذى شارك فى حرب 1948، والعدوان الثلاثي، وحرب 1967، وحرب الاستنزاف، وكنا نأخذ منهما التعليمات، ونقوم بتنفيذها على أرض المعركة.
< وما ذكرياتك عن يوم العبور؟
- فترة عصيبة بلا شك، لم نكن نعرف النوم ليلًا أو نهارًا، وكنا كل يوم نشعر بأن هناك أملا فى الانتصار عن قريب، ولكن متى وكيف لا نعرف؟، وجاء يوم 6 أكتوبر، الذى ترك بصمة فى حياة كل مصرى فى الداخل وفى الخارج، إنه يوم الانتصار، يوم عبور قناة السويس بالقوارب المطاطية عن طريق الجسور، وقامت القوات بإنزال بين الضفتين، وبدأت خراطيم المياه لتحفر ممرات فى الجبل، وهو ما يعرف بخط بارليف، كان عبارة عن جبل ترابى صناعي، كان الجميع يخشاه، ويروج العدو أنه شديد الحصانة، كان يعتبر الفاصل ما بين القوات المصرية والإسرائيلية، وكان كل حلمنا والهدف من الحرب هو استرداد الأراضى المصرية التى احتلتها إسرائيل، استرداد منطقة سيناء بالكامل كل شبر فيها.
وتوغلت القوات البرية فى سيناء، وتمكنت القوات المسلحة من مباغة العدو، وكنا فى العاشر من شهر رمضان، والجنود المسلمون صائمون، ولكن كل ذلك لم يقلل من قوة وعزيمة الجنود فى الدفاع عن كل ذرة تراب، وفى الوقت نفسه كانت القوات الجوية تحلق وتضرب أماكن وحصون العدو بالطائرات، وعلى مدار ست ساعات كاملة، وشعرنا أن النصر قريب.
وفى السنوات الأخيرة تم تدريس خطة الجيش المصرى فى حرب السادس من أكتوبر عام 1973، فى جامعات عالمية وأسموه بـ«الانتصار السريع»، لما تميز به من ذكاء ودقة فى التوقيت، وبعد هذا الانتصار العظيم صدر قرار بإيقاف الحرب المؤقت وكنا قد حصلنا على معظم الأراضي. 
وبعد الحرب تم توقيع معاهدة كامب ديفيد، ولكن ظلت هناك مشكلة فى منطقة طابا، ولأن مصر والقوات المسلحة لا يمكن أن تفرط فى ذرة تراب واحدة، دخلت مصر فى معركة أخرى، ولكنها هذه المرة معركة قانونية، أمام لجنة تحكيم دولية، وكسبت مصر المعركة بعد أن أثبتت بالوثائق والمستندات أن طابا أرض مصرية 100%، وأتذكر أن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك هو الذى ذهب لتنفيذ حكم لجنة التحكيم.
< ماذا عت تضامن الشعب مع القوات المسلحة؟
- انتصارات أكتوبر فخر لكل المصريين على مدار العصور، وكان «العاشر من رمضان» كلمة السر، لأن إسرائيل لم تكن تتوقع أن الجنود المصريين يستطيعون القيام بأى عمليات عسكرية خلال شهر رمضان الكريم، وأن يقوموا بعمليات حربية فى البر والجو والبحر، وتلك كانت خطة الرئيس محمد أنور السادات الذى فهم العقلية الإسرائيلية، وأنهم لن يتوقعوا أن تكون الضربة الجوية وهم صائمون وكيف خطط ونظم واستخدم جميع الدبابات والطائرات والغواصات وفرق المشاة والتجهيز الذى حول هزيمة 1967 إلى انتصار السادس من أكتوبر 1973.
فالشعب الذى استطاع هزيمة إسرائيل، استطاع أيضًا هزيمة حكم الإخوان، عندما قام بثوره 30 يونيه 2013، ووقتها أعلنت القوات المسلحة بقيادة المشير عبدالفتاح السيسى خلع قيادة الإخوان من حكم مصر، ولكننا نعرف أن هناك حربا فى العراق واليمن وسوريا ولكن مصر هى الدولة الوحيدة التى استطاعت بقيادة جيشها الباسل التصدى والقضاء على العدوان.