لم يتخيل سكان شارع السيدة عائشة الكائن بالحي السابع بمنطقة أكتوبر، أنهم سيستيقظوا على جريمة قتل بشعة، تعكر صفو حياتهم وتصيب الصغير منهم قبل الكبير بحالة من الفزع والزعر وتحول هدوء المنطقة إلى قلق لا يفارق الجميع، بعدما أقدم عاطل يدعي " محمد. ح " على تسديد عدة طعنات لجاره " عادل. ا " الرجل الخمسيني، تفاصيل كتيره كشفها سكان العقار رقم 13 الذى شهد الواقعة.
"كان راجل طيب وفى حالة محدش بيسمع له صوت"، بهذه الكلمات بدأ "محمد. ي" جار المجني عليه يروي تفاصيل الأيام التي سبقت الواقعة وكيف كان يتعامل المجني عليه مع الجيران؟ فيقول "إنه يعيش في شقته التي تعلو شقته منذ فترة طويلة بمفرده، فجميع أفراد أسرته توفوا منذ سنوات، فى صباح كل يوم يخرج لعمله ومن ثم يعود على آخر النهار ولا نراه إلا ثاني يوم، وأيضا فى بعض الأوقات التي يخرج فيها لشراء طلبات ومستلزمات منزلية.
يكمل الجار "استمر حاله هكذا حتى يوم الواقعة فوجئنا بأصوات مشاجرة وطرق يصدر من داخل شقة المجني عليه، ولأن الصوت كان عاليا ومخيفا، مافيش حد من الجيران فكر يقرب لشقة المجني عليه "عشان يعرف السبب"، وبعد مرور دقائق فوجئنا بالمجني عليه يغادر شقته وجسده مغطى بالدماء، وترك المتهم بالشقة كان فى حالة هياج ولم يستطيع أحد السيطرة عليه، حتى أحضروا جزارا للإمساك به.
ويختتم الجار حديثه قائلا "المجني عليه مات والمتهم اتحبس ومافيش حد يعرف إيه الى دفع المتهم لارتكاب مثل هذه الجريمة".
على بعد أمتار من مسكن المجني عليه كان يقع محل الجزار الذى يعمل به "سلطان" الشاب الثلاثينى الذى استعان به أفراد الأمن للسيطرة على المتهم بعد حالة الهياج العصبي التي سيطرت عليه ودفعته لإلقاء متعلقات شقة المجني عليه من البلكونة في الشارع، وعند لقائه بدأ حيثه عن الواقعة قائلا "كنت جالس أمام المحل الذى أعمل به وفجأة شاهدت عددا من الأطفال يصرخون اعتقدت أن هناك مشكلة، فتوجهت إليه مسرعا، وفور وصولي وجدت المجني عليه "عادل" أمام العقار الذى يقيم فيه وبه الكثير من الجروح والدماء تنزل من جسده بغراره حاولت مساعدته فى الجلوس، وطلبنا له الإسعاف، لم نستطيع فهم شىء منه لأن حالته كانت صعبة، وعندما سألت الجيران أكدوا بأن مشاجرة نشبت بينهم وبين المتهم "محمد" وقام الأخير بالتعدي عليه وطعنه بسلاح أبيض "كزلك" حتى أصابه.
يكمل الجزار "قررت أن أصعد للشقة للإمساك بالمتهم ولكن فردين أمن طلبوا مني عدم الصعود حتى تأتي القوة الأمنية لأن المتهم ممسكا بسلاح أبيض ويحاول قتل كل من يقترب منه، لم تمر سوى دقائق وحضرت قوة أمنية وصعدنا جميعا للعقار، فوجدنا المتهم يحاول إزالة آثار دماء المجني عليه من الشقة، حاولنا الاقتراب منه والإمساك به ولكنه كان يتحرك بسرعة ويتصرف بطريقة جنونية، حتى أنه أخذ واقي الرصاص الخاص بالضابط وقام بارتدائه حتى لا يطلقوا عليه النار، مر ما يقرب من نصف ساعة نحاول خلالها الإمساك به.
يكمل "سلطان" فى نهاية المطاف تمكنت من إسقاطه على الأرض أثناء قيامه بدفع أمين شرطة من شرفة البلكونة، لإسقاطه بالشارع، وبعدها قام رجال المباحث بوضع الكلابشات في يده واقتياده للقسم.
وعلى الجانب الآخر التقط "علي.م" طرف الحديث وأكد أن المتهم كان يتصرف بغرابة واتجه نحو "التدين المتشدد"، والدروشة وكان يهذي بكلمات غير مفهومة، وأنه قبل الواقعة بأيام دخل لأداء صلاة الظهر بعد خروجه منها وقف وسط الشارع، وبدأ يصرخ في الناس" أنا المهدي المنتظر، أنا المسيح الدجال، أنا عيسى بن مريم" فيما حاول بعض كبار المنطقة تهدئته، حيث يتعاملون معه منذ فترة على أنه مهتز نفسيًا، بالإضافة إلى أنه بيعمل مشاكل مع أهل المنطقة على وجه العموم، ومع أسرته فهو دائم التعدي بالضرب على والدته من أجل الحصول على المال وشراء المخدرات.
وكانت النيابة العامة قد أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وعرضه على خبراء الطب النفسى لتوقيع الكشف عليه، لبيان مدى سلامة قواه العقلية ومسئوليته عن تصرفاته.
وكانت النيابة أمرت بتشريح جثة مسن لقى مصرعه إثر تلقيه عدة طعنات نافذة سددها له جاره (مريض نفسى)، وطلبت تقرير الصفة التشريحية الخاص بالمجني عليه، واستمعت لأقوال عدد من شهود العيان حول الواقعة.
تلقى قسم شرطة أول أكتوبر بلاغا يفيد تعرض صاحب شقة للاعتداء من جانب أحد الأشخاص، مما أسفر عن إصابته بعدة طعنات، حيث تم نقله إلى المستشفى إلا أنه فارق الحياة.
وبإجراء التحريات تبين للرائد إسلام المهداوى رئيس مباحث قسم شرطة أول أكتوبر، أن المتهم مهتز نفسيا، وهو جار المجنى عليه، وتمكن رجال المباحث من ضبطه، وتحرر محضر بالواقعة، وتم إحالته إلى النيابة للتحقيق.
