توقعت الدكتورة هبة سلامة الرئيس التنفيذي للوكالة الإقليمية للاستثمار التابعة لمنظمة السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا "الكوميسا"، أن تشهد معدلات الاستثمار داخل دول تجمع الكوميسا الذي يضم 21 دولة أفريقية بينها مصر نموا كبيرًا خلال السنوات الخمس المقبلة يتجاوز المستويات القياسية التي حققتها المنطقة خلال عام 2013.
وقالت سلامة في تصريحات نشرتها مجلة أفريكان بيزنس "أكبر المجلات الاقتصادية في أفريقيا"، إن هذه التوقعات تستند إلى أن الاستثمارات الحالية في البنية التحتية وزيادة الارتباط والاستثمارات القادمة في عدد من مشاريع الطاقة الكبرى سيزيد من القدرة التنافسية للقارة الافريقية مع تخفيض تكلفة الوحدة الإنتاجية مما سيعود بالنفع على بعض القطاعات مثل التصنيع.
وأضافت، أن الاستثمار في التصنيع والخدمات يمثل أكثر من ثلثي حجم الاستثمارات الكلية داخل منطقة الكوميسا، فيما تتمتع الشركات المحلية بميزة واضحة في هذين القطاعين على نظيراتها الدولية.
وكانت تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى أفريقيا قد تراجعت خلال العام الماضي بنسبة 21 في المائة 2017 لتصل إلى 42 مليار دولار انعكس على انخفاض الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى دول الكوميسا بنسبة 3% في 2017 مسجلة 18 مليار دولار شكلت 42% من جملة الاستثمارات في القارة الأفريقية خلال الفترة.
وقالت الرئيس التنفيذي للوكالة الإقليمية للاستثمار بالكوميسا الدكتورة هبة سلامة، إن اتفاقية التجارة الحرة القارية بين دول أفريقيا تتيح فرصة أكبر لزيادة الاستثمارات داخل القارة الأفريقية التي تسعى إلى خلق سوق موحد للسلع والخدمات وتيسير حرية حركة المواطنين مع زيادة حجم التجارة البينية بين دول القارة.
وأشارت إلى أن البنك الدولي رفع في تقرير "ممارسة أداء الأعمال لعام 2018" تصنيف العديد من الدول الأعضاء في الكوميسا الى قمة التصنيف الدولي، حيث جاءت موريشيوس في المرتبة الـ 25 عالميًا ورواندا في المرتبة الـ41 عالميًا متقدمة بذلك على كل من لوكسمبورج وايطاليا وتركيا وتشيلي والعديد من الدول الأخرى.
وأوضحت، أن تحليل تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دول الكوميسا على مدار 15 عامًا (2033– 2018) يظهر أن الشركات كانت تفضل التوسع في الدول المجاورة أولًا قبل الخروج الى مناطق أبعد، مشيرة أيضًا إلى أن المستثمرين اتسموا بالانتقائية حيث اتجهوا أولًا إلى الأسواق ذات الحجم الكبير مثل نيجيريا أو الأسواق التي تتسم فيها الأعمال بالأمان، وكانت القطاعات الثلاثة الأكثر جذبا للاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال تلك الفترة هي مجالات الخدمات المالية والاتصالات والخدمات المهنية والتجارية.
وأشارت إلى أن ذلك لم يكن مؤشرًا للاستثمارات المستقبلية، حيث كان نمو قطاعي الخدمات المالية والاتصالات في الخمسة عشر عامًا الأخيرة مثيرًا، أما في العقد القادم فمن المتوقع أن تقلل القطاعات الأخرى هذه الفجوة، مع استمرار نمو الاستثمارات في التصنيع والبنية التحتية واستمرار تدفق الاستثمارات في السلع (التي جاءت في المرتبة الخامسة في الفترة من 2003 إلى 2018.
وقالت الوكالة الاقليمية للاستثمار التابعة لمنظمة السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا) على موقعها الالكتروني اليوم، إن منتدى أفريقيا 2018 الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ يومي الثامن والتاسع من ديسمبر المقبل تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي سيوفر منصة لزيادة التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص في القارة الافريقية.
وذكرت الوكالة، أن المنتدى الذي يعد من اكبر الاحداث التجارية والاستثمارية في القارة الافريقية وتنظمه الوكالة بالتعاون مع وزارة الاستثمار المصرية سيركز على القطاعات الاستراتيجية الرئيسية داخل القارة ويضع موضوع القيادة الجريئة والالتزام الجماعي والمتابعة السريعة للاستثمارات البينية الأفريقية.
وأكدت أن منتدى هذا العام، الذي من المتوقع أن يشارك فيه أكثر من 2000 شخصية افريقية بينهم زعماء ورؤساء افارقة، سيخصص يومًا كاملًا لأصحاب المشاريع من الشباب كما سيركز على تمكين النساء وضمان سماع أصواتهن في جدول صنع القرار، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الأخرى الرفيعة المستوى والرئاسية.
وأشارت الوكالة إلى أن منتدى أفريقيا الذي اعتادت شرم الشيخ على استضافته خلال السنوات الثلاثة الماضية منذ عام 2016، جمع 11 من رؤساء وزعماء الدول الافريقية وأكثر من 4000 مسئول ومستثمر ورجل أعمال بما في ذلك بعض كبار المدراء التنفيذيين والشخصيات في أفريقيا.
