السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الأوقاف تستعد لإطلاق أكبر حدث لتجديد الخطاب الديني.. النواب يحذر من خطورة المراكز الإسلامية في الخارج ويؤكد: تبث روح التطرف والإرهاب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تستعد وزارة الأوقاف، خلال أكتوبر الجاري، إلي افتتاح أكبر أكاديميتها لتدريب وتأهيل الدعاة ضمن خطتها في تحقيق تجديدًا للخطاب الديني، يبدأ من خلال تأهيل دعاتها البالغ أعدادهم نحو 57 ألف إمام، و206 واعظ، مؤكدة الاستمرار في تحقيق التأهيل الكامل، والجمع بين الرؤية ووسطية الدين الإسلامي المتمثلة في مناهج الأزهر، ومتطلبات العصر والرؤية الحديثة، وما ينبغي أن يكون عليه الإمام من معرفة وإحاطة ببعض العلوم الأخرى، وتمتلك الأوقاف أكاديميتين في الوقت الراهن لتأهيل أئمتها إلى جانب العاملين بالهيئة، وتستعرض "البوابة نيوز" أبرز ما سيتم تفعيله من خلال أكاديمية أكتوبر الجديدة.



أكاديمية العباسية.. "550 دارس"
سعت وزارة الأوقاف، من خلال أكاديميتها الأولى التي تأسست بمسجد النور بالعباسية، يناير2016، إلي تأهيل عدد من الأئمة، وذلك وفق اختبار تحديد مستوى وضعته الوزارة، إلا أن محدودية العدد فرض علي الوزارة الاتجاه إلي إنشاء أكاديمية أخري بمدينة السادس من أكتوبر، تعمل جنبًا إلي جنب في استيعاب أعداد الأئمة إلي جانب العاملين بهيئة الأوقاف، حيث شهدت دورات قانونية لمحامي الهيئة، خلاف ما تم إقراره من دورات تأهيل للأئمة والواعظات على الصحة الإنجابية وغيرها من القضايا المجتمعية.
وتتسع أكاديمية النور الحالية إلي نحو 550 دارس، من خلال قاعتها الأربع، التي تتسع ثلاثة منها لنحو 450 دارسا بمعدل 150 دارسا، وواحدة لـ100 دارس.


أكاديمية السادس من أكتوبر.. "860 دارس..108 مقيم"
ووفقًا لوزارة الأوقاف فإن الأكاديمية الجديدة بمدينة السادس من أكتوبر، والتي من المقرر انطلاقها الشهر الجاري، كثاني أكاديميات التدريب والتأهيل، مجهزة بقاعات 9 تتسع لنحو 860 دارس، و108 مقيم، حيث 4 قاعات صغيرة تحوي الواحدة منها 40 دارس، و4 قاعات متوسطة بقدرة استيعابية تبلغ 100 دارس، وقاعة كبري تتسع لنحو 300 فرد، إلي جانب قاعات الإعاشة والنوم التي تحوي 9 غرف تحوي كل منها نحو 4 أسرة، بينما يسع المطعم الذي تحويه الأكاديمية 150 فردًا بالمناسبات، ودور كامل للمكاتب الإدارية ورئيس الأكاديمية، حيث إقامة كاملة سيتلقاها الملتحق بالأكاديمية، لتجنب أزمة المغتربين والوافدين من الخارج، وتكلف بناءها 50 مليون جنيه وفق دراسة جدوي أشرفت عليها هيئة الأوقاف
وتستهدف الأكاديمية بحسب رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف الشيخ جابر طايع، تحقيق تكامل بين رؤية التدريب والتأهيل وخلق مناخ صحي يساعد علي إعداد نموذج من الإمام المتميز والمتمتع بكافة المؤهلات التعليمية والتدريبية والنفسية، تساعده علي مخاطبة الجماهير والتأثير فيهم بما يساعد علي الرقي بمستوي المخاطبين وتحقيق المنشود من الخطب التي تقرها وزارة الأوقاف، مشددًا نعمل علي إعداد داعية متكامل في كافة مناحي الحياة وملمًا بالعلوم المختلفة.
ولفت طايع في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، إلي أنه من المقرر أن يتناول الدارس خلال فترة إعداده وتأهيله بالأكاديمية بعض مناهج الأزهر التي تحمل الوسطية، ومن خلال مجلس أمناء يضم علماء النفس والاجتماع والأمن القومي، ومتخصصون في كافة المجالات نسعي إلي أن نحقق المأمول من التجديد، خاصة وأن الأكاديمية قادرة علي تحقيق المزيد من الارتقاء والرقي، كما أنها تسعي لتدريب أئمة من خارج مصر لتحقيق التجانس في الأفكار، في ظل توافر مبعوثين بالخارج.
وشدد رئيس القطاع الديني، علي أن الأكاديمية حدث تاريخي في مجال التدريب والارتقاء بالمستوي الفكري للائمة، خاصة في ظل توافرها بمثل هذا الحجم الذي من المفترض أن يشاهد خلال افتتاح الاكاديمية بعد الخروج من المساحة الصغيرة والضيقة لمسجد النور بالعباسية، وأنها تقوم علي معايير لانتقاء الأئمة وفق اختبار تحديد المستوي الذي أجرته الوزارة العام الماضي، مؤكدًا نسعي للبدء من حيث انتهي الاختبار والبناء عليه لتحقيق أفضل مستوي من مستويات إعداد وتأهيل الأئمة، مستنكرًا محاولة البعض الهجوم المستمر علي الوزارة تارة بزعم عدم اهتمامها بالأئمة، وأخري بسعيها للتدريب.


حلول غير تقليدية لاسترداد الخطاب الديني
وكشف وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن الأكاديمية جزء من الحلول غير التقليدية لاسترداد الخطاب الديني، خاصة وأن هناك حاجة لمراجعة شاملة للتراث الفكري، لافتًا إلي أنها تتسع لتشمل جميع الأئمة، كما أنها ستشمل زيارات ميدانية وبعثات إلي خارج مصر، لتدريب الأئمة والواعظات علي تجارب تلك الدول من خلال احتكاك مباشر من بينها دولة اليابان.
وقال جمعة، إن الأكاديمية تهدف للتدريب وتجديد الفكر الديني في آن واحد، مشيرًا إلى التوسع في المدارس العلمية والقرآنية والاستفادة بجهود أئمة الأوقاف، لنشر الفكر الوسطي المعتدل البعيد عن الغلو والتشدد بأسلوب عصري يتماشى مع روحه ومستجداته، وحتى يكون أبناؤنا في أيدٍ أمينة، وألا نتركهم فريسة للجماعات المتطرفة.


طفرة من أجل التثقيف
بينما أكد الشيخ محمد عثمان البسطويسي، مدير عام المساجد الأثرية بالأوقاف، أن الأكاديمية بمثابة طفرة تشهدها الوزارة في مجال تطوير وتثقيف الإمام، خاصة وأن فترة ما بعد 2014 وحتى الآن من أشد الفترات التي يشهدها الدعاة وحملتهم أعباء كبيرة سواء في التواصل مع جموع الناس، أو مواجهة الفكر المتطرف، أو إعطاء صورة صحيحة عن الإسلام، ومخاطبة الشباب، مشددًا نعول علي الوزارة بأن تمد يدها بمزيد من الجهود خلال الفترة المقبلة.
وتابع البسطويسي في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن الأكاديمية تسعى لتبني عقول متفتحة قادرة علي تحمل مسؤوليتها في المهمة الوطنية التي يحملها الدعاة علي غرار الجنود المنتشرين بميادين القتال، فهم إن كانوا يواجهون بالسلاح فنحن نواجه بالكلمة، ونواجه الفكر الهدام بالحجة، مشيرًا إلي أنه ليس من المعقول أن يتم استيعاب العدد الكامل للأئمة، بقدر ما تسعى الوزارة إلي تحقيق استراتيجية تستهدف تقسيمهم على مراحل خلال سنوات عشرٍ مقبلة.
وقال مدير عام المساجد الأثرية: إن الوزارة لا تختزل الأكاديمية علي أحد، بل هي باب مفتوح للجميع، فمن يري في نفسه المقدرة على مواجهة التطرف، والقدرة على مخاطبة الناس، والتأثير فيهم، فليتقدم عبر الرابط الذي تعلنه الوزارة مع كل دورة تعلن عنها، مؤكدًا نسعى لتحقيق إمام يحمل المصداقية، قادر علي مواجهة كافة الظروف

نهاية لدعاة الجمود والتشدد
أكد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن افتتاح أكاديمية أكتوبر من شأنه أن يقضي علي دعاة الجمود والتشدد والجهل، بأن يعتلي من لديه خبرة كافية ودراية بما يكون عليه فن الخطاب والتحدث إلي الناس بما يحمي الوطن والأفراد من الفهم الخاطئ أو المتشدد، مشيرًا إلي أن فكرة الأكاديمية يتأسس على القاعدة "ما لا يتم الواجب به فهو واجب"، وأن واجب النهوض بالدعوة وتحقيقها يتطلب رفع كفاءة وقدرة القائمين عليها ليكونوا على دراية بأصول الدعوة الإسلامية ومبادئها العليا، ومواكبين للعصر وتحقيق المصلحة العامة.
وقال الجندي في تصريحات خاصة لـ" البوابة نيوز"، إن تأهيل الأئمة والدعاة وتدريبهم مطلب ديني واجتماعي، من شأنه أن يعود بالنفع علي المجتمع ويحقق الاستقرار للوطن، ويحصن أبنائه من خطر الوقع فريسة للإرهاب والأفكار المتشددة، من خلال إيجاد إمام مدرب يجمع بين الفكر والواقع بمستجداته عاملًا وعالمًا بما يكون عليه الداعية من دعوة إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة.



إعداد سفراء للخارج
أكد اللواء شكري الجندي، وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن الأزهر والأوقاف، يقومون بجهد كبير في التصدي لمحاولات إيقاع الفتن ونشر التطرف والتشدد داخل مصر، بما يمتلكونه من علماء هم ذخيرتهم في تحمل تلك المسؤولية التي وضعها الرئيس عبد الفتاح السيسي علي عاتقهم من خلال دعوته لتجديد الخطاب الديني، والأمانة التي وضعها الله في عنقهما، وما يمتلكونه من وازع إيماني وحث وطني، مشيرًا إلي أن التدريب والتعلم فريضة حث عليها الإسلام، ومطالب بها المسلم مادام يحيا.
وقال الجندي، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، إن البعض حاول توجيه دعوة الرئيس إلى غير موضعها، لكن الرئيس كان واضحًا وصريحًا بأنه يريد تغيير في الآليات والأسلوب الدعوي لا الثوابت الإسلامية، مشيدًا بما تقدمه وزارة الأوقاف من خلال أكاديميتها المتخصصة في مجال التدريب كونها خطوة صحيحة يجب دعمها من أجل تصحيح صورة الإسلام مما لحق بها من تشويه على يد جماعات التطرف، إلى جانب تحقيق دعوة التجديد والمواكبة لتطورات واحتياجات العصر، بل يجب علي الوزارة أن تعمل علي تفعيل المزيد منها بالمحافظات.
وشدد وكيل دينية النواب، أن هناك خطر كبير يهدد العالم الإسلامي يجب العمل على تحريره من قبضة العناصر المتشددة والمتطرفة ممثل في المراكز الإسلامية بالخارج، مشيرًا إلي أن تخريج هؤلاء الدعاة المؤهلين والمدربين يساعد في ظهور جيل من السفراء والوجهاء الذين يمثلون مصر والأزهر والأوقاف ويساعدون في تصحيح الصورة المعكوسة والمشوهة للدين الإسلامي والتي يقوم عليها متطرفون ومتشددون.