عند انتهاء فصل الصيف وبداية فصل الخريف من كل عام، ينعكس على كثير من الأشخاص بالمرض الموسمي والحالة النفسية السيئة، ومايعرف بـ"اكتئاب الخريف"، وتنتشر حالة من التوتر والقلق بين بعض الأفراد، وهناك الشخصيات الأخرى التي تتحسن حالتها النفسية في جو الخريف لأعلى عكس البعض الذين يعانون من الاكتئاب والتوتر، كما نلاحظ على الأصدقاء وأفراد العائلة.
أكدت دراسة أجراها فريق من علماء النفس الفرنسيين، نشرت نتائجها فى صحيفة "لوبوان" الفرنسية، أن هناك بعض الأشخاص الذين يتعرضون لحالات من الاكتئاب مع قدوم فصل الخريف الذى تبدأ فيه ساعات النهار فى الانخفاض الى جانب اختفاء ضوء الشمس، وأن ذلك يجعلهم يفقدون نشاطهم اليومى ويعانون من اضطراب فى النوم ومشاكل فى التركيز وتغيير فى الوزن والعزلة الاجتماعية والأفكار السلبية.
وأوضحت الدراسة أنه مع انخفاض ضوء الشمس فإن ذلك يؤثر على هرمون "الميلاتونين"، الذى يلعب دورا أساسيا فى مزاج الشخص، كما أن هناك علاقة بين نقص فيتامين "د" والاكتئاب الموسمى.
وتنصح الدراسة لتفادى هذا الاكتئاب يجب تناول غذاء متوازن غنى بالفيتامينات والمعادن خاصة فيتامين "ب -9" و"أوميجا -3" مع ممارسة رياضة "اليوجا" و"التأمل" و"التاى شى".
يوضح الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، بأنه يؤثر المناخ الجغرافي بصورة مباشرة فى الحالة النفسية والمزاج العام للإنسان، وهناك أحد التفسيرات الهامة للشخصية التى تربط بين الإنسان والبيئة والمناخ، وهي التقسيم الرباعي للشخصية، ومؤكدا ان الشخصيات تتنوع مابين الشخصية المائية والنارية والهوائية والترابية، وكل نمط هذه الشخصيات يؤثر مباشرة بحالة المناخ.
ولفت هندي الى أنه بصفة عامة ينتشر الشخص الشاعر بالاكتئاب في فصل الخريف وبداية الشتاء، نتيجة انخفاض ضوء الشمس، وما يرتبط بفصل الخريف والشتاء والنشاط اجتماعي، وهناك أمور تكون متعلقة بذاكرة الفرد دائمابفصل الشتاء مثل " الفصل الدراسي "، فالشتاء مرتبط بالنظام والدراسة والانضباط لذلك يكتئب الفرد، والضوء عندما يراه الانسان يساعد على نشاط خلايا المخ، ثم يعالج الاكتئاب مؤكدا أن اكتر شعوب العالم اكتئابا هي" انجلترا" بسبب قلة تعرض أهلها لضوء الشمس.
وأوضح هندي أن فصل الصيف مرتبط بالاستثارة العصبية للإنسان وزيادة مشاعر القلق والتوتر، ولذلك ان معدل اكتئاب بعض الجرائم يزداد في فصل الصيف عن فصل الشتاء " مثل المشاجرات والضرب والعنف والقتل"، وهي نتيجة ارتفاع القلق والتوتر من ارتفاع الحرارة، وينصح باستغلال الشتاء فى توطيد العلاقات الاجتماعية وزيادة الدفئ العاطفي بين افراد الاسرة الواحدة، وتوسيع علاقة الوجه للوجه والاتصال بين الأفراد، مؤكدا انه يعمق التماسك والتواصل الاجتماعي بين افراد الأسرة.
وينصح هندي، بالتعرض الى ضوء الشمس بين الحين والآخر حتى لا نواجه المزيد من مشاعر الاكتئاب، والخروج لبعض الاماكن المغلقة والدافئة، والزيارات العائلية ولا سيما ايام الجمعة والعطلات الرسمية، كما ينصح ربات البيوت تحديدا بعمل بعض الوجبات الشتوية السريعة التى يجتمع عليها أفئدة افراد الأسرة المصرية " كالبليلة والحلبة بأنواعها والسحلب"، لأنها تربط الشتاء بالسعادة والتواصل والزيارات والخروجات الشتوية، ولافتا أن يتم اعداد الملابس الثقيلة بالألوان المبهجة التى تجعل الافراد تقدم على فصل الشتاء بسعادة.
ويقول الدكتور أحمد مصطفى، استشاري الطب النفسي، أنه يظهر على المصاب بالاكتئاب الموسمي، اعراض مثل انخفاض الحالة المزاجية لدى البعض، وانتشار حالة القلق والتوتر، وعدم القدرة على القيام بالانشطة الاجتماعية، وكثير من الحالات يصل بها الامر الى الرغبة الملحة فى البكاء، وعدم الرضا عن الاشياء أو حتى عن النفس.
ولفت مصطفى أن هذه الحالة النفسية التي تؤثر بالسلب على كثير من الأشخاص تكون لا ارادية ودون تدخل الانسان بها، فبداية انخفاض الحرارة واستقبال فصل الشتاء بالتأكيد يتسبب في سوء الحالة النفسيىة، فهذا الطقس يتسبب فى سقوط اوراق الاشجار، ودخول الحيوانات الى بيوتها والاختباء داخلها، فبالتالي سيؤثر أيضا على الانسان، وينصح باتباع بعض الخطوات لكى تساعد الإنسان في الحفاظ على توازنه النفسي.
