الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

استباحة الإعلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لماذا أصبحت الساحة الإعلامية هي الوحيدة المستباحة التي يعمل بها غير المتخصصين؟
هل يجوز أن يعمل الصحفي طبيبا، أو قاضيا، أو مهندسا؟
في السنوات الأخيرة تسلل إلى الساحة الإعلامية أنصاف الموهوبين وغير المتخصصين فأساءوا إلى المهنة، وجعلونا عُرضة للقيل والقال في الإعلام الوافد من الخارج. 
أفرزت الأحداث الأخيرة التي تعرضت لها مصر في السنوات السبع الماضية عددا من الظواهر التي فتحت الأبواب لكل من هبَّ ودبَّ للعمل في مجال الإعلام، وهو ما ترتب عليه منتج إعلامي مشوه، من هذه الظواهر:
أولا: رأينا من يتسللون إلى الساحة من خلال شرائهم لأوقات بث من أصحاب القنوات، حيث رأينا شخصيات لا علاقة لها بالإعلام.. فقط تمتلك أموالا وتشتري ساعات بث من القنوات لتقدم من خلالها ما تشاء، بالرغم من أنهم غير مؤهلين للظهور على الشاشة. 
لا أنكر حق البعض في العمل بالإعلام من غير خريجي كليات الإعلام، لكن هؤلاء قلة استغنوا بالإعلام عن وظائفهم الأخرى، وهو ما أثر سلبا على المنتج الإعلامي.
ويساعد على ذلك سعي بعض أصحاب القنوات إلى بيع ساعات البث ليحققوا مكاسب في ظل غياب الإعلانات، دون النظر إلى من يقدمون هذه البرامج المباعة، ولا عجب إذا رأينا أنصاف المتعلمين يظهرون على الشاشة ويطلقون على أنفسهم إعلاميين. 
ثانيا: ظهور الواسطة والمحسوبية والشللية التي أدت إلى ظهور غير المؤهلين على الشاشة، بل الأغرب من ذلك أننا وجدناهم كتابا في صحف معروفة. 
ثالثا: ظهور قنوات ما سمي بـ"بير السلم" التي قدمت منتجا إعلاميا مشوها، فلا يوجد متخصصون، ولا قضايا، ولا أدنى معايير الفن الإعلامي.
أتمنى أن يستعيد الإعلام المصري قوته من خلال قانون يلزم القنوات بتقديم من تتوفر لديهم مقاييس العمل الإعلامي، حتى يستعيد الإعلام عافيته، وتستعيد مصر ريادتها في هذا المجال.