الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

حرب أكتوبر.. خبير أمني: السادات استعان بـ«الأمن المركزي» للدفاع عن الإسماعيلية

اللواء محمد نور الدين
اللواء محمد نور الدين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمنى مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن حرب السادس من أكتوبر شهدت بطولات وتضحيات من جميع أبناء الوطن، مشيرًا إلى أن كل الأجهزة والوزارات فى مصر كانت تقوم بدورها المنوط به، إلى جانب قواتها المسلحة فى حربها المجيدة ضد الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن من ضمن هذه الوزارات كانت وزارة الداخلية، التى قدمت دورًا مهمًا فى المعركة تحت قيادة اللواء ممدوح سالم الذى تولى مسئولية وزارة الداخلية بعدما كلفه الرئيس الراحل أنور السادات بتصفية جميع مراكز القوى التى كان هدفها الرئيسى الانقلاب على الرئيس، فضلا عن وضع خطة تأمين على أعلى مستوى لتأمين الجبهة الداخلية فى الشارع المصرى لخوض المعركة.
وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق قائلًا: إن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية فرضت سيطرتها على جميع أنحاء الجمهورية من خلال مديريات الأمن المنتشرة فى كل محافظة، ثم تم نشر قوات الأمن على كل المنشآت الحيوية مثل السفارات والوزارات والبنوك والمنشآت الاقتصادية، مستطردًا: «كان لدينا استعداد تام قبل الحرب للتعامل مع أى طارئ يحدث أثناء الحرب، كما أن وزارة الداخلية بدأت بتجهيز تعبئة مجنديها للحرب، وحمل السلاح فى أى وقت».
وأشار مساعد وزير الداخلية الأسبق، إلى أن الرئيس السادات أعطى جهاز الشرطة فى ذلك الوقت اهتمامًا كبيرًا عن طريق تزويد المواقع الشرطية بالعديد من المعدات الحديثة، كما كلف الرئيس الراحل اللواء ممدوح سالم فى عام ١٩٧٣، بالبدء فى التدريب القتالى للضباط والمجندين فى صفوف قوات الأمن المركزى بقطاع ناصر للأمن المركزى مستطردًا: «كنت على رتبة ملازم أول وقتها والتحقت بقوات الأمن المركزى وكان عندنا ٥ طوابير فى اليوم للتدريب على الاشتباك مع العناصر المسلحة، وكيفية الدفاع عن المدن وقت الحرب فى حالة زحف العدوان عليها، كما شمل التدريب على عمليات وضع الكمائن للتعامل، فضًلا على تدريبينا على الغارات لمعرفة جميع تفاصيل معدات العدو مثل الطائرات، كما اهتم الفريق القائم على التدريب وقتها، بكيفية مقاومة جنود الاحتلال فى حالة الهبوط بالمظلات والدوريات الصحراوية.
وأكد مساعد وزير الداخلية الأسبق، على أن اللواء ممدوح سالم وزير الداخلية فى ذلك الوقت، عقد اجتماعًا موسعًا بمساعديه ضم جميع المسئولين عن قطاعات الأجهزة الأمنية المختلفة، لبحث الخطط الأمنية المتفق عليها فى وقت المعركة، ورفع درجة الاستعداد من أجل تأمين المنشآت المهمة، كما أن الخطط أعطت اهتمامًا بمدن القناة السويس والإسماعيلية وبورسعيد، نظرًا لقربهم من منطقة سيناء والتى كان معظمها مهجرًا فى ذلك الوقت، مشيرًا إلى أنه وقت اندلاع الحرب انتشرت قوات الأمن لتنفيذ جميع الخطط الموضوعة لكل محافظة، والتى كانت تشارك فيها المقاومة الشعبية، وعند حدوث ثغرة الاختراق بالدفرسوار فى الضفة الغربية للقناة يومى ١٥ و١٦ أكتوبر، أصدر الراحل أنور السادات قررًا يوم ١٧ أكتوبر بتحرك قوات الأمن المركزى للإسماعيلية لصد هجوم العدوان الغاشم، وعلى الفور تم تشكيل مجموعة كبيرة من الأمن المركزي، وتحركت على الفور وتم تزويد القوات بعدد من البنادق الآلية والهاونات ٦٠ مم والرشاشات الخفيفة والبنادق ذات الوصلات المضادة للدبابات، والقنابل اليدوية وزجاجات المولوتوف والقنابل المضادة للدبابات، كما قامت مجموعة من ضباط القوات المسلحة بالتنسيق مع الجيش الثانى الميداني، بتدريب ضباط الأمن المركزى الموجودين مع تشكيلاتهم فى بورسعيد والإسماعيلية على كيفية التعامل مع دبابات العدو بالقنابل، ونظرًا لخطورة المناطق التى تقرر أن تتمركز فيها هذه القوات بالنسبة لقربها الشديد من ساحات المعارك غرب القناة، فقد تم تقوية تسليحها لاحتمال تعاملها مع قوات العدو ودباباته.
واستطرد الخبير الأمني: وقت اندلاع حرب أكتوبر المجيدة، لم تسجل محاضر الشرطة أى بلاغات عن سرقات أو جرائم طوال هذه الفترة حيث شهدت الجريمة حالة توقف بنسبة ١٠٠٪ لعدة أيام بشكل كامل وقت الاشتباك مع العدو، حتى أن البلطجية والمسجلين خطر قاموا بعمل لجان شعبية للوقوف بجانب رجال الشرطة فى تأمين المناطق الحيوية، مشيرًا إلى أن جميع المصالح الشرطية كانت تعمل بانتظام دون توقف العمل، مثل مكاتب السجل المدنى وإدارات المرور، وكانت فرحة الانتصار على وجوه المساجين داخل السجون بعد علمهم بنبأ العبور، ماعدا المساجين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين.
وأوضح مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن وزارة الداخلية كانت تخشى على المواطنين، وكان هدفها حمايتهم، وبسبب ذلك أصدرت الوزارة بيانًا رسميًا يوم ١٢ أكتوبر، وقت المعركة، حذرت من خلاله أفراد الشعب المصرى من استخدام بعض الأشياء وقالت فيه: «أخى المواطن، إن العدو الغادر الذى نحاربه لا يملك قيم أو مثل، وأن أساليبه التى يستخدمها كثيرة مثل إلقاء القنابل الزمنية التى تنفجر بعد فترة من الوقت لزيادة الخسائر، كما أنه يقوم أحيانًا بإلقاء الأجسام المألوفة التى تنفجر مجرد أن يلمسها المواطن وقت التقاطها، مثل أجهزة الراديو والترانزستور، وعلب الأكل المحفوظة، وأقلام الحبر، والولاعات، وماكينات الحلاقة، ولعب الأطفال وبعض مستحضرات التجميل، مستطردًا: «لم تكتف وزارة الداخلية بكل ما سبق وحسب، بل حذرت أيضا من التعامل مع الأجسام الغريبة التى تثير فضول المواطنين، والتى تنفجر بمجرد الإمساك بها، كما أكدت الداخلية على ضرورة تجنب أفراد الشعب الأماكن التى قد تتعرض لقصف جوى من قبل العدو، وأنه فى حالة العثور على أى أجسام مألوفة أو غريبة يعثر عليها المواطن يجب عليه إخطار جهاز الشرطة على الفور حتى تقوم الأجهزة الأمنية باتخاذ ما يلزم من إجراءات لوقاية المواطنين.
كمل شمل بيان الداخلية على تعليمات مهمة بخصوص صفارات الإنذار، وأن الصفارة المتقطعة تفيد بأن هناك غارة جوية، وأن أصوات المدافع والانفجارات، تعد أيضًا بمثابة إنذار بغارة جوية، وأن كل فرد يجب عليه فى مثل هذه الحالات اتباع تعليمات الدفاع المدنى وإرشاداته، مثل عدم الوقوف فى الشرفة أو الشارع، حتى تقى نفسك من الإصابة عند تطاير شظايا القنابل التى تحدث خلاله.