الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

عم مصطفى «ترزى» عاصر الملك فاروق.. أشهر زبائنه تحية كاريوكا وفاتن حمامة وشادية

عم مصطفى محمد «ترزى
عم مصطفى محمد «ترزى حريمى»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ثمانون عاما، بلغها عم مصطفى محمد، وما زال لليوم يمارس مهنته «ترزى حريمى»، بمبدأ «الحركة بركة»، التى ورثها عن والده، فوالده كان أشهر ترزى بالإسماعيلية، فى عهد الملك فاروق، وكان أبناء جيل مصطفى لا يعرفون سوى الانشغال بالتعليم أو الصنعة، لم يستطع الالتحاق بالمدرسة فى طفولته، فالحروب التى عاصرها، منذ الحرب النازية، ثم الحرب فى منطقة القنال، أفقدته القدرة على النطق، فأخذه والده يعلمه الحياكة، بمرور الوقت، تعلم الصنعة، ونسى عقدة لسانه، وكان يأخذ «صاغ» كأجر ومصروف يومى من والده؛ حيث كان مدللا كونه الولد الوحيد مع ٨ فتيات، طلب من والده الزواج وكان فى العشرين من عمره، قابله والده بالرفض، بجملة «لسه ما أكلتش نفسك عشان أجوزك»، فقرر الانفصال عن والده باستئجار محل بالقاهرة، بشارع ٢٦ يوليو، بإيجار ١٢ جنيهًا شهريا، وكان يقيم ما بين الإسماعيلية والقاهرة، ذاع صيته كان ذلك فى أواخر الخمسينيات، أصبح ترزى البشوات وقتما كان الجنيه «يعمل عزومة»، كما حاك ملابس فنانات الزمن الجميل كفاتن حمامة وتحية كاريوكا وشادية، ولم ينس الفقراء؛ حيث كان يفصل لهم بالتقسيط على ٦ أشهر، وكانت قيمة الفستان تبلغ ٣ جنيهات.
عم مصطفى هاجر مع المواطنين من القتال فى حرب النكسة ١٩٦٧، ليستقر تماما بالقاهرة، ورغم الحروب كان الإقبال ملحوظا من الزبائن، وكان يعمل على مدار ٢٠ ساعة، والحياة كان يراها ككل الناس فى عصره، كانت هناك طفرة فى الاقتصاد رغم الحروب.
ويقول عن ذلك: «حينما فتح عبدالناصر الباب للتجارة، سافرت لإيطاليا وأوروبا الشرقية، لشراء الأقمشة وتفصيلها بمصر، ومع مرور السنوات تدهورت الأوضاع الاقتصادية، بسبب الحرب خاصة بعدما فشل زواجه، من إحدى الفتيات قريبات مصطفى النحاس باشا، وقال إنه رفض الزيجة لعفة نفسه، رغم اختيار أسرتها له؛ لأنه حسب قوله، كان شابا وسيما وملتزما ولم يدخن حتى السيجارة، إلا أنه اعتبر أنها ستكون إهانة له، للفارق الطبقى والاجتماعى، فرفض حلما يتمناه كل شاب، واستقر بإيطاليا وتزوح شابة إيطالية أنجب منها طفلين وكون ثروة، ثم قرر العودة لمصر، وعاد وحيدا بلا أسرته، ليستثمر ثروته».
ويتابع: «بعد عودتى استقررت فى مدينة بنها فى أوائل التسعينيات، بجوار شقيقاتى البنات، وأخذت محلا فى القاهرة، وحتى الآن أذهب إليه وأعود، برغم أن الحال واقف، وغاب عنى الزبائن، فربما تطل زبونة واحدة فى كل شهر».
واختتم: «أنا بسافر كل يوم من بنها للقاهرة، وبدفع إيجار مبلغ وقدره، علشان بس أعيش، لأنى ماليش أصدقاء، فمعظم رفاقى ماتوا، ولم أجلس مرة واحدة على قهوة، ولم أدخن سيجارة فأصبحت وحيدا، وصديقى الوحيد هو عملى بالمحل حتى لو مفيش شغل». مختتما: «مش عايز أكون زى خيل الحكومة، أتعدم وأنا لسه حى، لمجرد أنى عمرى ٨٠ سنة، وسعيد أن دى الذكرى ٤٥ للاحتفال بنصر أكتوبر».