الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أبطال حرب أكتوبر المنسيون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بطل من الإسكندرية
فدائى صاعقة رقيب محمد أبوالمجد
الكتيبة ١٨٣ صاعقة
لم يحضر نكسة ١٩٦٧ لوجوده بحرب اليمن منذ ١٩٦٢
عاد منها إلى طرابلس لتدريب قوات الصاعقة الليبية حتى ١٩٧٠ ثم عاد إلى أنشاص للتدريب وأشياء أخرى خاصة بحرب الاستنزاف، أهمها دوريات الصاعقة التى لم تتوقف إغاراتها على الإسرائيليين فى كل مكان بسيناء خلال هذه الفترة.
تم اختياره ضمن دورية خلف خطوط العدو فى سيناء واستمر فيها لمدة شهر وتمركز خلالها فى جبل الحلال، وهو لا يعرف أنه على موعد بعد ست سنوات مع المكان نفسه خلف خطوط العدو.. لكن فى مهمة أصعب.
فى أواخر سبتمبر عام ١٩٧٣ والأوامر صدرت برفع درجة الاستعداد للدرجة القصوى داخل الكتيبة ١٨٣ صاعقة التى يقودها الرائد سمير زيتون- وسط تكهنات عديدة اختلفت فى التفاصيل، لكنها اتفقت على أن الكتيبة تنتظرها مهمة فيها مواجهة مع العدو وهذه الافتراضات لم تخرج من فراغ إنما من إحساس داخلى لدى المقاتلين بأنهم وصلوا إلى أعلى درجات الاستعداد وفى انتظار أمر قتال.
وجاء الأمر فى الوقت المحدد للتحرك فى السادسة مساء يوم السادس من أكتوبر ١٩٧٣ فى مهمة إبرار بالطائرات الهليوكوبتر على محاور مختلفة فى أعماق سيناء مهمتها إيقاف تقدم الاحتياطيات التعبوية للعدو لمدة ١٢ ساعة على الأقل، وهى المدة المطلوب توافرها لإنشاء رؤوس كبارى للقوات التى اقتحمت القناة.
الكتيبة ١٨٣ صاعقة تم إبرارها على محورين:
سرية تم إبرارها على المحور الشمالى بقيادة النقيب حمدى شلبى- وكان البطل مع باقى الكتيبة التى تم إبرارها فى المحور الأوسط بمنطقة الطاسة تحت قيادة الرائد سمير زيتون.
وشاءت الظروف أن تضرب الطائرة التى بها الرائد سمير زيتون- وهبطت اضطراريا بصورة مفزعة نتج عنها إصابات وضحايا أدت إلى اضطرار الطائرات إلى عدم النزول إلى الأرض، مما جعل الأبطال يقفزون من الطائرات، وهى بالهواء مع إصرار على تنفيذ المهمة، وهى احتلال المحور لمنع تقدم أى قوات للعدو تجاه القناة أيًا كان قوتها أو عددها.. وقبل أن تمر نصف ساعة من احتلال الموقع حدث ما جاء الرجال له.
لواء مدرع إسرائيلى من الاحتياطيات التعبوية للعدو يتقدم، وعلى الفور دخل مقاتلو الصاعقة فى معركة شرسة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وشراستها أنها بين أسلحة خفيفة وذخيرة هى فى النهاية محدودة وبين لواء مدرع فيه كل أنواع السلاح والعتاد.. ونجح رجال الصاعقة بعقيدتهم وبإيمانهم بقضيتهم.
نجحت الأسلحة الخفيفة فى وقف الدبابات والمجنزرات طوال ليلة السابع من أكتوبر وهى ليلة لن تنساها الصاعقة ولن ينساها الإسرائيليون فى اللواء المدرع، والذين تصوروا أنهم يقاتلون مجموعة صاعقة بأكملها وليس جزءًا من كتيبة من قوة وكثافة النيران الصادرة من كل مكان، والتى توحى بأنه فى المكان قوة نيران كبيرة، والواقع أن أبطال الصاعقة الأقل من ٥٠ مقاتلا يقاتلون من الحركة لا الثبات لأجل أن تكون قوة نيرانهم من على أكبر مساحة أرض.
بقى الأبطال متشبثين بالأرض طوال الليل ولم يتزحزحوا مترا واحدا للوراء وأجبروا العدو على ألا يتقدم شبرا واحدا للأمام لمدة تخطت الـ١٥ ساعة قتالا متواصلا بين مقاتلى الصاعقة ولواء مدرع إسرائيلى.
بقى الرجال يقاتلون وينفذون المهمة إلى أن جاءت التعليمات بأن رؤوس الكبارى تمت والقوات التى اقتحمت القناة تمركزت على بعد كيلو مترات داخل سيناء فى مواقعها المحددة من قبل وأنها جاهزة لملاقاة ومواجهة أى احتياطيات للعدو.
وقتها أبلغ الرائد سمير زيتون- مقاتليه بأن المهمة التى تم إبرارهم لأعماق سيناء من أجلها نجحت.
وأن ٥٠ مقاتلا من الصاعقة المصرية أمكنهم الدخول فى معركة رهيبة والصمود فيها لمدة ١٥ ساعة متتالية أمام لواء مدرع فيه قرابة الـ٢٠٠٠ جندى وضابط وعشرات الدبابات والسيارات المجنزرة والمدفعية المعاونة.
هكذا كانت صاعقة مصر.