الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

سقوط «بن لادن المصري».. الجيش الليبي يلقي القبض على هشام العشماوي في درنة.. «المسماري»: تسليمه للقاهرة بعد الانتهاء من التحقيقات.. «بخيت»: جماعات الشر تحتضر

هشام العشماوى
هشام العشماوى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعلن الجيش الليبى، الإثنين، إلقاء القبض على الإرهابى المصرى هشام عشماوى، أمير تنظيم «القاعدة» بمدينة درنة.

وقال المكتب الإعلامى التابع للقيادة العامة للجيش، إن القوات تمكنت من القبض على الإرهابى المصرى فى عملية نوعية، كما أكدت غرفة عمليات «الكرامة»، التابعة للجيش الليبى أن الإرهابى عشماوى قُبض عليه فى حى المغار بمدينة درنة، وكان يرتدى حزامًا ناسفًا، لكنه لم يستطع تفجيره بسبب عنصر المفاجأة وسرعة تنفيذ العملية من أفراد القوات المسلحة.

وأشار بيان للقوات المسلحة الليبية إلى أن «عشماوى» يقود كتيبة إرهابية، تدعى «المرابطون فى ليبيا»، تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابى.


وقال العقيد أحمد المسمارى، المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى، فى تصريحات صحفية، إن «عشماوى» أحد أخطر المطلوبين أمنيًا فى مصر، ومن المحتمل تسليمه للقاهرة بعد أن تنتهى أجهزة الأمن الليبية من تحقيقاتها.

وأكدت مصادر خاصة لـ«البوابة»، أن معلومات سرية وصلت للقوات المسلحة الليبية عن مكان وجود هشام عشماوى، وتم التعامل معها وتوثيقها، وعلى الفور تم إعداد قوة مداهمة من ضباط وأفراد الجيش الليبى استهدفت المكان بعملية نوعية عسكرية، داخل وسط البلد بحى المغار فى المدينة القديمة.

ودارت معركة طاحنة بين القوات المسلحة الليبية و«عشماوى» والإرهابيين المتمركزين معه، داخل منزل بحى المغار، انتهت بالقبض على «عشماوى» حيًا.

وأكدت المصادر القبض على «عشماوى» وأسرته داخل المنزل ومعه سيدتان وطفلتان، بعدما اشتد إطلاق النار وتمت محاصرته من كل الجوانب، حتى لا يتمكن من الهروب، كما وصفت المصادر العملية بأنها «شديدة الخطورة»، لأن «عشماوى» من أخطر العناصر الإرهابية التى نفذت العديد من العمليات فى مصر وليبيا.

وأشارت إلى أنه كان متحصنًا برجاله داخل منزل بمنطقة المغار، إلا أن القوات الليبية باغتته بإطلاق الأعيرة النارية وحاصرته من جميع الجوانب، واشتبكت معه ومع العناصر الإرهابية بالأسلحة الآلية وضيقت الخناق عليه، وأجبرته على الخضوع للأوامر ثم ألقت القبض عليه حيًا.


وذكرت المصادر أن «عشماوى» كان يقود الجسم الذى يمثل تنظيم «القاعدة» فى ليبيا، أميرًا لجماعة «المرابطون»، فى «سرية ٩٦ أجانب»، وهى السرية الخاصة بالإرهابيين الأجانب من خارج ليبيا، تتمركز فى المدخل الغربى لمدينة درنة بمنطقة العمارات الكورية، فى حى السيدة خديجة، وكان نشاطها يتركز على تلقى المعلومات من عناصر تنظيم «القاعدة»، واستهداف المدينة بالعمليات الإرهابية شديدة الخطورة.

وأكدت المصادر القبض على إرهابى مصرى آخر، يدعى بهاء على، ضمن سرية هشام عشماوى، كما نجحت القوات المسلحة الليبية فى القبض على إرهابى ليبى كان بصحبة «عشماوى»، يدعى مرعى عبدالفتاح خليل زغبية، وكنيته «أبوجعفر الليبى»، وكان مقيمًا فى تركيا قبل عام ٢٠١١، وعقب بدء أزمات الشرق الأوسط عاد من تركيا إلى ليبيا، وانضم لصفوف مجلس شورى المجاهدين لتنفيذ عمليات إرهابية.

وكان «عشماوى» ضابطًا برتبة مقدم فى سلاح الصاعقة بالجيش المصرى، إلا أن حاله تغير وبدأ فى التطرف، وتم فصله من منصبه، فأسس جماعة إرهابية لتنفيذ أعمال عدائية ضد مصر، وساعده فى تنفيذ عملياته الإرهابية ضد أبناء وطنه معرفته الجيدة بسيناء وتضاريسها، حيث كان ضابطًا فيها لمدة ١٠ سنوات.

ولد هشام على عشماوى مسعد إبراهيم، الملقب بـ«أبومهند» أو «أبوعمر المهاجر»، بحى مدينة نصر، وعمل فى سيناء حوالى ١٠ سنوات، إلى أن تم فصله بموجب قرار من القضاء العسكرى بعد أن حاد عن الطريق واتجه إلى التطرف، وظل على قوة سلاح الدفاع الشعبى بعد أن تم عزله حتى عام ٢٠١٢، بسبب أفكاره المتطرفة، وهو متزوج من نسرين حسن، التى تعمل أستاذة بجامعة عين شمس.

تحولت حياة «عشماوى» من عسكرى، إلى إرهابى يستهدف أبناء وطنه، حيث بدت عليه بوادر التطرف وبدأ بنشر أفكار متشددة، وفى إحدى المرات وبّخ قارئ القرآن فى أحد المساجد بسبب أخطاء التلاوة، وأحيل إلى المحكمة العسكرية بسبب الشبهات التى أثيرت حوله، وتم استبعاده من العمل عام ٢٠٠٩، وأكدت زوجته فى التحقيقات أنه ظل لمدة ٣ سنوات على قوة سلاح الدفاع الشعبى، وتم فصله نهائيًا فى ٢٠١٢.

وبعد فصله عن العمل، أسس «عشماوى» خلية تضم مجموعة من الإرهابيين، من بينهم ٤ ضباط شرطة مفصولين من الخدمة، وآخرون من الجيش، وانضم إلى تنظيم «أنصار بيت المقدس»، الذى تحول إلى ما يعرف بـ«ولاية سيناء»، بعدما بايع تنظيم «داعش»، وأصبح فردًا منهم.


واتهم «عشماوى» بالضلوع فى الكثير من الهجمات الإرهابية التى وقعت فى مصر، من بينها محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمد إبراهيم فى ٢٠١٣، وتردد اسمه بقوة كأحد المتهمين الرئيسيين فى قضية اغتيال النائب العام، المستشار هشام بركات، بعد استهداف موكبه فى يونيو ٢٠١٥، واستهداف مديرية أمن الدقهلية فى ديسمبر ٢٠١٣، والهجوم على حافلات الأقباط بالمنيا فى مايو ٢٠١٧، والذى أسفر عن استشهاد ٢٩ شخصًا.

ويعد «عشماوى» أحد المتهمين الرئيسيين فى مذبحة كمين الفرافرة، فى يوليو ٢٠١٤، والتى قتل فيها ٢٢ مجندًا بالجيش، واتهم أيضا بالمشاركة فى استهداف الكتيبة ١٠١ فى شهر فبراير ٢٠١٥، بعد اقتحامها، إضافة إلى الهجوم على مأمورية الأمن الوطنى بالواحات، فى أكتوبر ٢٠١٧.

سافر الإرهابى إلى ليبيا، وبالتحديد إلى مدينة درنة، وأعلن انشقاقه عن تنظيم ما يعرف بـ«ولاية سيناء»، التابع لتنظيم «داعش»، وانضم إلى تنظيم «المرابطون» الموالى لتنظيم «القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى»، والذى تكون بعد اندماج تنظيمين هما كتيبة «الموقعون بالدم»، التى يقودها الجزائرى مختار بلمختار، وجماعة «التوحيد والجهاد فى غرب أفريقيا»، وأصبح يترأس فرع التنظيم بليبيا.

تدرب «عشماوى» فى معسكرات تنظيم «القاعدة» الموجودة فى درنة، واستطاع استقطاب وتجنيد عناصر جديدة من مصر إلى درنة، وتولى تدريبها لتنفيذ عمليات فى الداخل المصرى، وكذلك تدريبهم على حرب العصابات واستخدام جميع أنواع الأسلحة، وطرق إعداد المتفجرات بالمعسكر الذى يشرف عليه القيادى سلمى سلامة فى ليبيا، إضافة إلى تهريب كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والصواريخ، وأصبح من أكثر العناصر المطلوب القبض أو القضاء عليها، نظرًا لما يشكله من خطر على الأمن القومى المصرى.

ورصدت وزارة الداخلية سفر «عشماوى» لتركيا فى ٢٧ أبريل ٢٠١٣، عبر ميناء القاهرة الجوى، وتسلله عبر الحدود السورية التركية لدولة سوريا، وانضمامه لمجموعات تقاتل ضد النظام، وسرعان ما عاد إلى مصر، مع عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى، ليشارك فى اعتصام رابعة، ثم سافر إلى درنة الليبية، وتدرب فى معسكرات تنظيم القاعدة هناك، بإشراف عبدالباسط عزوز، مستشار أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم «القاعدة».

وبث هشام عشماوى عددًا من التسجيلات، وجه خلالها رسائل كشفت عن أهدافه وانتماءاته:

الرسالة الأولى: تعلقت بالولاء لتنظيم «القاعدة» وزعيمه أيمن الظواهرى، بينما كانت جميع المعلومات تتحدث عن كون هشام عشماوى القائد العملياتى لتنظيم بيت المقدس، الذى أعلن مبايعته لـ«داعش»، وأصبح يحمل اسم «ولاية سيناء»، إلا أنه أكد من خلال تسجيل له ولاءه الكامل لـ«القاعدة».

 

الرسالة الثانية: كانت الإعلان عن تأسيس تنظيم «المرابطون»، فى نهاية عام ٢٠١٣، بعد اندماج تنظيمى «الموقعون بالدم» و«جماعة التوحيد والجهاد فى غرب أفريقيا»، وكان مواليًا أيضًا لتنظيم «القاعدة».

وصدر ضده حكمان بالإعدام، الأول بعد أن قضت المحكمة العسكرية، بإعدام ١٤ متهمًا بينهم «عشماوى»، لإدانتهم فى قتل ضابطين و٢٦ مجندًا فى مذبحة الفرافرة، والثانى بعد أن قضت المحكمة العسكرية بإحالة أوراق ١١ متهمًا للمفتى، فى القضية رقم ٢ لسنة ٢٠١٦ جنايات عسكرية شرق، والمعروفة بقضية «أنصار بيت المقدس ٣»، ومن بين الإرهابيين هشام عشماوى.


وعلق اللواء حمدى بخيت، الخبير الاستراتيجى، على القبض على الإرهابى هشام العشماوى، بواسطة القوات المسلحة الليبية، حيث أكد أن القبض عليه يؤكد مدى قدرات الجيش الليبى فيما يخص ضبط العناصر الإرهابية الهاربة، وهو ما اتضح جليًا خلال عملية سقوط «العشماوى».

وقال «بخيت»: «نعيش حاليًا مرحلة نهاية تلك الجماعات الإرهابية الخسيسة، التى أصبحت مخططاتها مكشوفة للعالم كله».

وأضاف، فى تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أنه يجب على العالم التيقن من أن ليبيا تقوم برصد جميع العناصر الإرهابية على أراضيها، وضبطها فى أسرع وقت والوصول إليها فى أى مكان، موضحًا أن العناصر الإرهابية تدرك جيدًا أن نهايتها وشيكة، ويومًا بعد يوم يسقط عنصر إرهابى حقير.

وأشار إلى أن «العشماوى» لجأ للهروب إلى ليبيا من أجل استعادة قواه، والتخطيط لعمليات إرهابية أخرى، خاصة بعد إصابته فى العملية الأخيرة، موضحًا أن جميع القيادات الإرهابية باتت تنتظر نهايتها على يد رجال المخابرات المصرية والقوات المسلحة.

ومن جانبه، قال العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولى، إن عملية القبض على «عشماوى» مهمة جدًا، موضحًا أنه عنصر شديد الخطورة، اشترك فى الكثير من العمليات الإرهابية بمصر، قبل أن يهرب إلى ليبيا، ليحمل لقب «أبوعمر المهاجر»، مضيفًا أنه كان «الحاكم الفعلى» لمدينة درنة، بعد انشقاقه عن «داعش» وانضمامه إلى «القاعدة».


جرائم «الخائن» فى سطور

تعرض وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم إلى محاولة اغتيال إثر انفجار سيارة مفخخة قرب موكبه فى شارع مصطفى النحاس بحى مدينة نصر، وتمكنت الشرطة المصرية وقتلت اثنين من المهاجمين.

أصيب مدير أمن الدقهلية السابق اللواء سامى الميهى وسقط ١٤ قتيلًا وأكثر من ١٠٠ مصاب نقلوا إلى مستشفيات المنطقة فى تفجير استهدف مديرية أمن محافظة الدقهلية بمدينة المنصورة.

«مجزرة الفرافرة».. هاجمت مجموعات مسلحة بلغ عددهم أكثر من ٢٠ إرهابيًا، مجندين من قوات حرس الحدود، ما أسفر عن مصرع ٣ من المجموعات الإرهابية، التى هاجمت الكمين، واستشهاد ٢١ ضابطًا ومجندًا وإصابة ٤ آخرين.

استُشهد ٢٨ من أفراد الجيش، وأصيب ٢٦ آخرون، فى هجوم إرهابى استهدف كمين «كرم قراديس» جنوب الشيخ زويد، وبدأ الهجوم بتفجير انتحارى بسيارة مفخخة، أعقبته اشتباكات بالهاون والأسلحة الثقيلة.

شنت جماعة أنصار بيت المقدس سلسلة من الهجمات على مديرية أمن شمال سيناء والكتيبة ١٠١ حرس الحدود وعدد من المواقع العسكرية.

حادث اغتيال النائب العام المصرى هشام بركات فى ٢٩ يونيو ٢٠١٥ عن طريق سيارة ملغومة، وذلك أثناء تحرك موكبه من منزله بمنطقة مصر الجديدة إلى مقر عمله بدار القضاء العالى.

استهداف عشرات الأقباط الذين كانوا يستقلون حافلة فى طريقهم إلى دير الأنبا صموئيل، فى محافظة المنيا، وأسفر الهجوم الغادر عن مقتل ٢٩ شخصًا وإصابة ٢٤ آخرين.

استشهد ٥٨ شرطيًا وأصيب آخرون فى كمين عد للقوات المصرية بمنطقة الواحات أثناء قيام قوات الشرطة بمداهمة وكر للعناصر الإرهابية فى المنطقة المتاخمة للكيلو ١٣٥ بطريق الواحات.