لم يكن تخاذل حزب الإصلاح اليمني الإرهابي عن خوضه للمعارك دفاعا عن اليمن والشرعية، ضد الانقلابين في جبهات القتال التابعة له، إلا تتويج للتأريخ الأسود من الانتهازية التي ارتكبها هذا الحزب منذ تأسيسه.
فمنذ أول وهلة لدخول ميليشيات الحوثيين إلى صنعاء رفض حزب الإصلاح مواجهة الميليشيات المدعومة من إيران بدءًا من عمران رغم امتلاكه لمعسكرات كبيرة في صنعاء وعمران أبرزها (الفرقة الأولى مدرع)، حيث سلم الإصلاح هذه القوات العسكرية والآليات والصواريخ لتسقط بسهولة في أيدي ميليشيات الانقلاب، بالإضافة إلى إعلان قيادات إصلاحية آنذاك امتلاكهم لنحو 70 ألف مقاتل جاهزون للدفاع عن صنعاء.
مع هروب قيادات الإصلاح وأعضاءه إلى خارج البلاد، وتوجه الحوثيين إلى عدن وجه قيادات الإصلاح قواعدهم في الجنوب بعدم القتال أو مواجهة الحوثيين.
وهذا ما أثبته قيادي جنوبي بالإصلاح كان في جبهة كرش مع أول دخول للحوثيين، حيث أكد أن أوامر قد صدرت من قياداته بالانسحاب فانسحبوا ليلا تاركين الحوثي يدخل بسهولة.
ومع بقاء المقاومة الجنوبية والتحالف العربي في مواجهة الحوثيين، إلا أن دور الإصلاح لم يخل من الطعن في ظهر المقاومة والتحالف، وامتناع أعضائه ومسلحيه من الاشتراك في الجبهات.
وبحسب قيادات سياسية يمنية وعربية، فإن حزب الإصلاح اشترط عدم اشتراكه في المعارك، ما لم يتم رفع اسمه من "قائمة الإرهاب السعودية" وكذلك، ضمان سيطرته على المحافظات الجنوبية بعد تحريرها.
وهي الانتهازية التي عبرت خيانة جديدة، ومحاولة انحراف الإصلاح بمسار عاصفة الحزم، التي لم تتدخل إلا بعد أن شعرت بخطر وصول ميليشيات الانقلاب المدعومة من إيران إلى عدن وباب المندب.
لكن التحالف قد رفض الاستجابة لشروط الإصلاح، وقاتل بالاعتماد على المقاومة الجنوبية، وبقى حزب الاصلاح وجنوده ينظرون للمعارك بكل برود بل وينهبون الأسلحة ويخزنونها ويطعنون الجبهات.