الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

قائد مجموعة عمليات بلال بـ"حرب أكتوبر" في حوار لـ"البوابة نيوز": استرداد الأراضي المصرية أبرز إيجابيات "كامب ديفيد".. والصراعات بالمنطقة صناعة "صهيو - أمريكية" لإلهاء العرب عن إسرائيل

اللواء محمد علي بلال
اللواء محمد علي بلال خلال حواره لـ "البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال اللواء أركان حرب متقاعد، محمد على بلال، قائد مجموعة عمليات بلال فى حرب السادس من أكتوبر عام 1973؛ إن انتصار أكتوبر جاء نتيجة الروح العالية، والإنجاز المشترك، بين جميع الأسلحة المختلفة، فى القوات المسلحة المصرية؛ مشيرًا إلى أنه لا توجد بطولة خاصة.
وأضاف «بلال»، قائد القوات المسلحة فى حرب تحرير الكويت، وأمين عام حزب «حُماة الوطن»، فى حوار خاص مع «البوابة»: «وصلت إلىّ تعليمات بإعلان الحرب يوم 5 أكتوبر 1973، للاستعداد لمهاجمة العدو، فى الساعة الثانية وخمس دقائق، يوم 6 أكتوبر، وتحركت مع قواتى من الكيلو 85 بالسويس فى اتجاه الضفة الشرقية، وتحقق الانتصار بفضل الله ثم نتيجة لروح التعاون المشتركة بين جميع القوات المسلحة، وخلفها الشعب المصرى بأكمله».
مزيد من التفاصيل فى نص الحوار:


■ فى البداية.. وبعد مرور ٤٥ عامًا على انتصار أكتوبر حدثنا عن دورك فى الحرب؟
- كنت قائدا لمجموعة عمليات بحرب أكتوبر عام ١٩٧٣، وكانت المجموعة تتكون من أسلحة برية مشتركة من فرق «مشاة، مدرعات، مدفعية، ودبابات»، وكنت وقتها برتبة عقيد فى الجيش المصري، ووصلنى قرار إعلان الحرب يوم ٥ أكتوبر، أى قبل الحرب بيوم، حتى أتمكن من التأهيل واتخاذ القرارات والتحرك تجاه الهدف، فتحركت مع قواتى الساعة الثانية وخمس دقائق، ظهر ٦ أكتوبر، من الكيلو ٨٥ بالضفة الغربية بالسويس، تحت قيادة الجيش الثالث.
وللحق فإن الجيش لم يكن المسئول عن هزيمة ٥ يونيو ١٩٦٧، وإنما الرئيس جمال عبدالناصر، فدائمًا الساسة هم الذين يعلنون الحروب، والعسكريون ينفذون قرارات السياسيين، كما أن السياسيين هم الذين يوقفون الحروب، وعلى العسكريين تلبية أوامر السياسيين بوقف الحروب، وإذا انتصر العسكريون فإن السياسيين هم الذين يحملون النصر، وإذا انهزموا فى الحرب فإنهم يحملون مسئولية الهزيمة للعسكريين، وأؤكد أن انتصار أكتوبر جاء نتيجة الروح المشتركة، والإنجاز المشترك بين جميع الأسلحة المختلفة، ولا توجد بطولة خاصة.
■ وكيف يمكن أن نستعيد روح نصر أكتوبر؟
- هناك اختلاف كبير بين الوضع المصرى عام ١٩٦٧، وعام ١٩٧٣، والآن، أتذكر ساعتها أن المواطنين كانوا يصبرون، ورغم أنهم كانوا يحصلون على السلع الغذائية بصعوبة، ولم تحدث محاولة سرقة واحدة، والشعب كله كان خلف الجيش المصري، لأنه كان هناك شىء من العزة والمحبة، أما بعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، فقد تغيرت السلوكيات لدى الشعب، وأصبح المواطنون ينظرون للجيش بنظرات مختلفة.
وأود أن أوضح أن الجيش المصرى هو جزء من الشعب، وأنه يتكون من أبنائنا وإخواننا وجيراننا، وأنا أفخر بأننى رجل عسكري، لأن العسكرية هى روح وشرف الأمة، ولا يجب أن نغفل عن التخطيط الغربى الإسرائيلى فى تقسيم الدولة من الداخل، ولهذا فإن انعكاس الروح لدى الشعب المصري، مسئولية الدولة والأسرة والمسجد والكنيسة، بالإضافة إلى وسائل الإعلام المختلفة.
■ فى تقديركم، من يقف وراء ما يحدث فى سيناء؟ وما الغرض منه؟
- نحن ننظر إليها ليس كسيناء، وإنما كمصر، الظروف الموجودة فى سيناء مختلفة بطبيعتها، ومصر مستهدفة، وهذه الجماعات الإرهابية من خلال الحروب التى تخوضها مصر معها، تريد استنزاف مصر اقتصاديًا وعسكريًا، وكل هذه خطط إسرائيلية أمريكية غربية، لصالح استقرار الدولة الصهيونية، فطالما كانت الدول المحيطة بإسرائيل مستقرة وفى تقدم، فإن إسرائيل ستظل فى قلق دائم، ووقوع العمليات الإرهابية وتمركزها فى سيناء، يرجع للظروف الطبيعية التى تساعد على تنشيط العمليات الإرهابية.

■ ترى ما السر وراء استخدام «الدين الإسلامي» لافتة للقتل والإرهاب؟
- هذه خطة من ضمن خطط تدمير وتفتيت الدول العربية، تم وضعها فى الثمانينيات، للترويج لمقولة إن «الإسلام يقتل بعضه»، خاصة بعد الهزيمة فى أفغانستان والصومال، وأن الإسلام هو العدو الأكبر للدول الغربية، فالغرب والولايات المتحدة وإسرائيل لا يستطيعون العيش بدون حروب، لأن اقتصاديات هذه الدول تعتمد على تجارة السلاح، ولذا فإنهم يشعلون الحروب بين الدول العربية، بعضها البعض، وبين الشعب الواحد من الداخل، لهدفين؛ الأول: اقتصادي، من خلال بيع السلاح للجميع، والثاني: ضعف وانشغال الدول المحيطة بإسرائيل.
■ منذ أيام مرت الذكرى الـ٤٠ لاتفاقية كامب ديفيد، بين مصر وإسرائيل.. فكيف تقيمها؟
- هناك جانب سلبى للاتفاقية، وجانب إيجابي؛ فأما الجانب الإيجابى لهذه الاتفاقية فهو عودة جميع الأراضى المصرية المحتلة، وأما الجانب السلبي، لاتفاقية كامب ديفيد فهو ما يحدث الآن للدول العربية من تفكك ونزاعات وصراعات، ولو أن مصر أحسنت استغلال انتصار أكتوبر، لحصلت على أكثر مما حصلت عليه، من حل المشكلة الفلسطينية، وغيرها.
■ كنت قائدا للقوات المصرية فى حرب الكويت.. فما هى برأيك أسباب الحرب؟ ولماذا تدخلت مصر فيها؟
- الأسباب الرئيسية لحرب الكويت ترجع إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل، لأن الأمن القومى الإسرائيلى يستدعى عدم وجود قوات عربية قوية، وهو ما يستوجب حدوث تفكك عربي، ووقوع النزاعات بينهم، لذلك كانت هناك خطط موضوعة لتقسيم الدول العربية، لأن حرب أكتوبر أظهرت توحد الدول العربية فى حرب البترول، حيث اتحدت الدول العربية عندما أعلن الملك فيصل عدم تصدير البترول لجميع الدول المؤيدة لإسرائيل، مما أدى إلى ارتفاع سعر برميل البترول من ٢ دولار إلى ٤٠ دولارًا.
وقد تأثرت أمريكا والدول الغربية بالكامل بهذه الحرب، فتم وضع خطة من قبل إسرائيل وأمريكا وحلفائهما الأوروبيين، لتقسيم الدول العربية، وتفتيت الدول بالداخل، والتحكم فى أسعار النفط، الذى تسبب فى الانهيار الاقتصادى الداخلى لدول المنطقة، نتيجة الموقف العربى القوى والمشرف أمام جميع دول العالم، وخاصة أمريكا وإسرئيل وبريطانيا وفرنسا، فى عدم تصدير النفط لهم، للوقوف بجانب مصر، مما أدى إلى لفت أنظار الدول الغربية للقوة العربية، ومدى خطورتها لفرض سيطرتها على العالم بأكمله.
والمخطط الذى تم وضعه منقسم إلى ثلاث مراحل؛ المرحلة الأولى: تقسيم الدول العربية، وهذا ما حدث أثناء حرب الكويت بانحياز ١١ دولة عربية مع الدولة الكويتية، فى مواجهة ١٠ دول عربية، مع الدولة العراقية عسكريًا، والمرحلة الثانية: هى تفتيت الدول العربية من الداخل، وهذا حدث فى السودان، وما يحدث فى العراق واليمن والمغرب وسوريا وليبيا، وسينفذ فى دول أخرى، والمرحلة الثالثة والأخيرة: التحكم فى أسعار النفط، مما يدمر الدول العربية اقتصاديًا واجتماعيًا، لاستنزاف الدول العربية ماديًا.
ولعبت أمريكا دورًا على الرئيس الأسبق صدام حسين، وهيأته لضم الكويت للعراق، وفى وقت الحرب جرمته، وأشعلت الحرب بين الدول العربية، والهدف بالاستنزاف العرب، كما ساهمت فى إشعال الحرب بين العراق وإيران من قبل أيضًا لاستنزاف القوتين العراقية والفارسية، لصالح إسرائيل، وبيع سلاحها الأمريكي.

■ كيف ترى الوضع فى فلسطين مستقبلًا؟
- مع الأسف الشديد؛ سيظل الوضع على ما هو عليه، ولا يوجد أمل فى تحرير الأراضى الفلسطينية إلا باتحاد الدول العربية مرة أخرى، وإسرائيل تسيطر على جميع الأراضى الفلسطينية، وانسحابها من غزة يرجع لازدحامها بالسكان خوفًا من تعرض قواتها للعمليات الفدائية من قِبَل الفلسطينيين، ولكنها تسيطر عليها اقتصاديًا، وتحاصرها من جميع الجهات، وبالتالى فهى تسيطر عليها.
ولا أتوقع أى قرار عربى موحد فى الأجواء الحالية، لأن مشاكل الدول العربية تبحث عن حلول بعيدًا عن طريق الدول العربية، فمثلًا مشكلة الدولة السورية العربية، تبحث لها عن حلول كل من: روسيا وتركيا وإيران والولايات المتحدة، ومشكلة ليبيا تبحث لها عن حلول إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة، كل هذا من سلبيات اتفاقية كامب ديفيد، التى وقع عليها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مع العدو الصهيوني، والدول العربية لن تتوحد، لأن توحدها يهدد وجود الدولة الصهيونية، وبالتالى لم ولن يسمع أحد بتوحد الدول العربية.
■ بوصفكم أمين عام حزب «حُماة وطن».. ما تفسيركم للركود الحزبى السياسى بمصر الآن؟
- أعتقد أن الركود الحزبى سببه أن معظم الأحزاب الموجودة حاليًا أُنشئت بعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، وقد تجاوز ١٠٦ أحزاب، والغالبية العظمى لهذه الأحزاب حديثة عهد بالحياة السياسية، ولذا فإنها تحتاج إلى فترة كبيرة حتى تصل إلى القوة الشبابية، وحتى الأحزاب القديمة، فإننى أعتبر أنها انتهت بعد ثورة ١٩٥٢، ثم بدأت من جديد بعد ثورة يناير ٢٠١١، وأكبر دليل على انتهاء جميع الأحزاب السياسية قبل ٢٠١١، خاصةً فى انتخابات البرلمان ٢٠١٠، عندما حصل الحزب الوطنى المنحل على أكثر من ٩٠٪ من مقاعد البرلمان.