السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

قائد المجموعة "39 قتال": حملت جثمان إبراهيم الرفاعي إلى القاهرة.. وعدت لقيادة المجموعة بـ"الدفرسوار"

المقاتل اللواء محيى
المقاتل اللواء محيى الدين خليل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تخرج المقاتل اللواء محيى الدين خليل فى الكلية الحربية عام ١٩٦٣، وعمل مدرسًا فى مدرسة الصاعقة بعد التخرج ثم شارك فى حرب اليمن فى الفترة من ١٩٦٤ وحتى ١٩٦٦، ورقى استثنائيًا إلى رتبة نقيب إثر عملية فدائية قام بها مع زملائه أثناء معارك الحرب، ثم شارك فى حرب يونيو ١٩٦٧ مع إحدى كتائب الصاعقة، وكانت أول عملية اشترك بها فى سيناء وهى عملية إيقاف وتدمير تقدم لواء مدرع إسرائيلي قادم من اتجاه العريش للقنطرة فى منطقة جلبانة، واشترك فى معركة رأس العش، حيث عُين قائدًا لموقع رأس العش والكاب والتينة على القناة بعد عام ١٩٦٧ ضمن قوات الصاعقة.

* رأس العش

يقول اللواء محيى نوح إنه شارك فى معركة رأس العش، حيث تقدم العدو الإسرائيلى من الكيلو ١٠ بقناة السويس من الضفة الشرقية وأقاموا موقعًا حصينًا فى المنطقة، ولم تستكمل حتى بورفؤاد، وذلك لصعوبة جغرافية المنطقة وللمقاومة الشرسة، وتم تعيينه قائدًا لموقع رأس العش والتينة والكاب على قناة السويس، وبناءً على تعليمات عبرت الكتيبة القناة لإحضار الشهداء من فصيلة إحدى كتائب الصاعقة ودفنهم، وظلت منطقة بورفؤاد هى الجزء الوحيد من سيناء تحت السيادة المصرية حتى نشوب حرب أكتوبر ١٩٧٣، وكانت معركة رأس العش هى المعركة الأولى فى مرحلة الصمود التى أثبت فيها المقاتل المصرى برغم هزيمة المرارة أنه لم يفقد إرادة القتال.

* تدمير حقول البترول

وأكد أن المجموعة بدأت عملياتها فى أكتوبر ٧٣، بمهاجمة محطة بترول بلاعيم صباح السادس من أكتوبر لتكون أول طلقة مصرية فى عمق إسرائيل تنطلق من مدافعهم، تلتها رأس محمد وشرم الشيخ نفسها طوال الثامن من أكتوبر وتوالت هجماتها على شرم الشيخ ثالث مرة فى التاسع من أكتوبر، ثم مطار الطور فى العاشر من أكتوبر.

* معركة شدوان

وأضاف الفدائى محيى نوح، أنه فى يوم ١٠ أكتوبر تم التحرك من الغردقة الساعة السابعة والنصف صباحًا ووصل إلى شدوان وعُين ضابطا على شدوان كحلقة اتصال بالغردقة لإبلاغ الدورية ببلاغات الرادار البحرى الموجود فى شدوان للوصول إلى شرق رأس محمد بمسافة من ٣-٤ كم والاتجاه غربًا نحو مدخل مرسى بريكة لإظلام كامل فى شرم الشيخ، وفى هذه الأثناء انقلب أحد قوارب منفذى العملية الملازم أول بحرى غلوش نتيجة ارتفاع الأمواج وشدة الرياح وسرعان ما سعينا لإنقاذه حتى عاد القارب لوضعه الطبيعى حيث استغرقت عملية الإنقاذ حوالى ساعتين ونصف الساعة، ولذلك تقرر العودة لشدوان للقيام بالمحاولة مرة أخرى فى اليوم التالي، لافتا إلى أن هذه العملية كانت بواسطة ٦ قوارب اقتحام فايبر جلاس وقارب اقتحام زودباك و٣٢ صاروخا ١٣٠ مم و١٠ صواريخ جراد ١٢٢ مم.

وفى اليوم التالي، وتحديدا فى الساعة الخامسة صباحا عاد نفس طاقم المنفذين للعملية فى اليوم السابق وعددهم ١١ مقاتلا، ولكن بعدد ٤ قوارب فقط بدلا من ٦ قوارب، واستمر تحركنا حتى وصلنا إلى رأس محمد، ثم تم التحرك شرقا ٥٠٠ متر من الساحل وهنا حدث تصادم مع دورية بحرية إسرائيلية مكونه من ٢ لانش مسلح عند رأس محمد، ووقعت قوارب المجموعة فى الكمين الإسرائيلى الذى كان مكونا من ٢ عربة نصف جنزير مسلحة وتم الاشتباك مع قوات العدو من خلال لنشين له مسلحين، وكذلك عرباته المجنزرة التى فتحت النار من الساحل وفى خلال دقائق قام العدو بإلقاء مشاعل فى المنطقة مع تدخل الطيران للقضاء علينا ورغم صعوبة الموقف إلا أننا استطعنا التخلص من الاشتباك والعناصر البرية والبحرية الإسرائيلية بعد تكبيدهم خسائر، وساعدتنا فى ذلك العناية الإلهية وسوء الأحوال الجوية وارتفاع الموج وتم العودة إلى شدوان ثم إلى الغردقة بكامل قوتنا سالمين.

* استشهاد إبراهيم الرفاعي

أما عن عملية الدفرسوار فى ١٨ أكتوبر فيقول الفدائى محيى نوح، إنه نتيجة لاختراق العدو ووصوله إلى الضفة الغربية للقناة عن طريق جسر فى منطقة الدفرسوار، تحركت المجموعة من مقرها إلى الإسماعيلية وذلك لتنفيذ أمر تكليفها بمهمه تدمير هذا الجسر، وذلك حتى لا تتمكن قوات العدو من المرور عليه، ولكن بعد وصول المجموعة إلى الإسماعيلية بقليل تغيرت المهمة وتحولت إلى مقاومة القوات التى تسربت إلى المنطقة ولم يتم تحديد هدف واضح للمجموعة، وبناء على ذلك تحركت المجموعة فى اتجاه منطقة سرابيوم ولكن فى الطريق إذ ببعض العربات المصرية محترقة ويخرج منها أحد الجنود والذى أفاد بأن العدو يكمن فى التبة الخلفية لهذا المكان وبعد فتح تشكيلة للدخول فى المعركة وكان قريبا من المنطقة موقع صواريخ تم نقله إلى الضفة الشرقية، واحتلت المجموعة ٣٩ بالفعل هذا الموقع للدفاع ضد العدو المتقدم وتم التشابك بين المجموعة وبين العدو وتم تدمير دبابتين للعدو، ولكن نتيجة لضرب إحدى الدبابات الإسرائيلية بالمدفع ٥٧، والذى كان بصحبة قوات المجموعة ٣٩، فإذا بإحدى الدبابات تضرب مكان المدفع وفى لمح البصر أُصيب البطل القائد العقيد إبراهيم الرفاعى إصابة مباشرة ولكنها كانت قاتلة ولقى ربه شهيدًا كريمًا وبطلًا عظيمًا دافع عن بلاده حتى آخر نقطة دم فى جسده كان ذلك عصر يوم الجمعة ١٩ أكتوبر ٢٣ رمضان، وفى ثوان نقله الضابط رفعت الزعفرانى ومصطفى إبراهيم وعويس شريف الذين كانوا معه بالنقطة إلى أسفل التبة وقمت بمهمة نقله ومرافقته بإحدى عربات الجيب إلى مكتب المخابرات والاتصال وكم كانت مهمة مؤلمة وشاقة علىّ، وتم نقله إلى القاهرة لإتمام إجراءات الدفن وبعد عودتى من أداء هذا الواجب الجلل والذى كان لا بد من الفصل بين مشاعر الحزن وألم الفراق لتأدية واجب أسمى علينا جميعًا تجاه الوطن هو إكمال مسيرة العمل الذى كلفنا به.