الحرب ما زالت مستمرة، بالأسلحة التقليدية فى سيناء، وبالأسلحة الناعمة فى الصحف والقنوات، يتسللون بها مستهدفين ضرب العقول وطمس الهوية، مدركين أن سياسة النفس الطويل هى الأساس فى هذه الحرب، لذلك وجدنا بعضهم ضيوفًا فى قنوات عربية أبرزها «الجزيرة»، التى دشنوا من خلالها مشروعهم الجهنمى لاختراق المنطقة بأسلحتهم الناعمة، وها هو «أفيخاى أدرعى» المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى، يرتع ليل نهار على شاشتها، ومعه من مواطنيه من ألفنا إطلالتهم من الشاشة نفسها، ونتيجة لذلك وجدنا من يتواصلون مع أفيخاى من العرب، ومن يزورونه فى تل أبيب، ومن يتحدثون معه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
ولأن أم كلثوم ما زالت الصوت الذى يلتف حوله كل العرب وأقوى سلاح تم استخدامه فى الحرب على إسرائيل.. بدأت الأخيرة فى استخدام تقنيات حديثة لتعيد تقديم حفلات كوكب الشرق بشكل جديد، يروج له حاليًا دعاة التطبيع، وبالتأكيد ينتظره الجمهور من المحيط إلى الخليج. ولأن إسرائيل تذوقت ثمار قوة الأسلحة الناعمة.. شرعت فى إنشاء ٢٤ قناة تليفزيونية تبث باللغة العربية، وهو المشروع الذى خصصت له مليارات الدولارات، لتخترق به العقل العربي، عازفة بقنواتها على وتر تراجع دور إعلامنا وقوتنا الناعمة.
انتصرنا فى أكتوبر وأذهلنا العالم، لكنها كانت جولة من جولاتنا مع عدو متربص، واليوم.. نحن نواجه حربًا ضالع فيها نفس العدو الذى لم نأمن جانبه حتى لو ألزمتنا كامب ديفيد بمصافحته والجلوس معه، فهل ندرك أهمية التكاتف لمواجهة هذه الحرب؟ إنها روح أكتوبر التى تفرض علينا واقعًا عربيًا مترديًا للتحلى بها.
