«كل أملى فى الدنيا معاش أعرف أربى بيه ولادى الأربعة».. بتلك الكلمات البسيطة عبر بها عم محمد، الذى افترش حصيرة بلاستيكية بالية ووسادة من القش أسفل كوبرى الخشب بمنطقة بولاق الدكرور، قارب من السبعين عاما، بعدما دأب على جمع الكراتين وزجاجات المياه المعدنية الفارغة من صناديق القمامة القريبة من الكوبرى قرابة الـ١٥ عاما، كى يقتات منها ٢٠٠ جنيه كل أسبوعين من أحد جامعى القمامة.
بلهجة صعيدية أصيلة، يقول عم محمد محمود جبريل، أحد أبناء مدينة دندرة بمحافظة قنا، كنت أعمل بمصنع الحديد والصلب بحلوان، ومنذ ١٦ سنة توقفت عن العمل نتيجة إصابة تعرضت لها فى قدمى اليسرى، فوجئت بأن المصنع رفض صرف معاش لى، وأنا لدى ٤ أبناء ولد وثلاث بنات. وأوجه رسالة إلى رئيس الجمهورية أن يصرف لى معاشا حتى أستطيع أن أستر بناتى. فأنا لا حول لى ولا قوة، ولا أملك من حطام الدنيا سوى غرفة أعلى عقار بالقرب من الكوبرى، أعطانى إياها أهل الخير.