زينب رمضان لا دخل لها سوى ٣٠٠ جنيه كمعاش تتقاضاه من وزارة التضامن، كانت تبيع الخضار فى أحد الشوارع ومرضها يجعلها ترقد فى الفراش، كان بيع الخضار مصدرها فى الحياة كى تستطيع علاج نفسها من المرض، ولكن كبر سنها وتعبها المتزايد يوما بعد يوم جعلها عاجزة عن العمل، جلست فى بيتها تسأل الله أن يعينها فى حياتها المليئة بالأنين، فمعاشها ٣٠٠ جنيه، تدفع منها العلاج وإيجار منزلها، قائلة: «أنا لو معايا الصحة أو معايا حد يساعدنى.. ما اشتكيش».
وظلت راقدة بمكانها لعل وعسى أن يعاونها أحد على صعوبات الحياة، ولكن الهموم تثاقلت، فإذا اشترت العلاج تعجز عن دفع الإيجار، وإذا دفعت الإيجار تعجز عن شراء الأدوية، فهى حقا تعيش فى وسط عميق من تلاطم أمواج المأزق العنيف لديها.