رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

يوم انتصر جيش مصر لكرامة العرب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إنما يُعرف الرجالُ بالشدائد، ووقت الصعاب يظهر معدن الرجال، كالذهب وسط النار يزداد بريقًا، ملحمة تاريخية سطرها أبطال القوات المسلحة المصرية بدمائهم وعرقهم وكفاحهم، فكل حبة رمل في أرض سيناء الغالية تشهد على كل قطرة دم وكل قطرة عرق سقطت فوقها؛ لتكتب لمصر تاريخًا مجيدًا بكفاح أبنائها الأبرار.
قدَّر الله لمصر أن تكون الأب والراعي لأشقائها بالمنطقة العربية، تاريخيًا فجدُّ العرب هو إسماعيل – عليه السلام – من أمه المصرية هاجر زوجة إبراهيم – عليه السلام –، ومن صلب إسماعيل كانت القبائل العربية يسمون كل منطقة باسم القبيلة، وصولا إلى خاتم المرسلين سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم –، الذي أوصى بمصر وجندها خيرا، فقال لعمرو بن العاص: "إذا فتح الله عليكم مصر استوصوا بأهلها خيرًا فإنه فيها خير جند الله".
كما قدر الله لمصر أن يكون لموقعها الأهمية الكبرى بين دول العرب، فلن يؤتى العرب إلا من خلال مصر، ولن يسقط العرب إلا بسقوط مصر، وقد تحملت مصر هذه الأمانة وقامت بمسئوليتها كاملة عبر التاريخ فكانت هي الدرع والسيف لكل العرب.
مصر التي حاربت من أجل فلسطين في حرب 48 وتحملت مرارة الانكسار، وحاربت من أجل اليمن منذ عام 1962، وحاربت من أجل الجزائر في حرب الرمال عام 1963، وحاربت من أجل الكويت في حرب الخليج 91، لم تتأخر يوما عن نصرة أشقائها العرب، ولم تتوان في تسخير جيشها من أجل العروبة، حتى وإن جحد الجاحدون وأنكروا فضل مصر فالتاريخ لا يكذب ولا يتجمل ولا ينافق.
كان انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر عام 1973، انتصارا لكرامة وعزة العرب، فكان خير دليل على مكانة وقيمة مصر وأهميتها، من يومها انكسرت شوكة إسرائيل ونكص التوغل الصهيوني في البنيان العربي على عقبيه، ولولا دحر مصر لجيش إسرائيل ومواجهة القوة العسكرية بالقوة المماثلة رغم التفوق العسكري لإسرائيل، لاستمرت إسرائيل في توغلها واستأسدت ضد باقي الأقطار العربية، إلا أن صلابة الجندي المصري والعبقرية العسكرية للقوات المسلحة المصرية كتبت كلمة النهاية وقضت على أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، يوم انتصر جيش مصر لكرامة العرب.